الوفاق/خاص/مختار حداد/قال عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الاسلامي احسان عطايا في حوار خاص مع الوفاق: لم يكن هذا الانتصار ليتحقق ويضاف إلى إنجازات المقاومة الفلسطينية، لولا استبسال المقاتلين في جنين، وتصديهم الأسطوري لجيش العدو المدجج بأحدث أنواع الأسلحة، وهذا يعكس تطور قدراتهم القتالية، وتراكم خبراتهم العسكرية والأمنية، واستفادتهم من التجارب السابقة في المواجهات مع العدو.
واضاف:إن هذا النصر المبارك في ملحمة “بأس جنين”، جاء امتدادًا لمعركة “سيف القدس”، و”وحدة الساحات”، و”ثأر الأحرار”. وجاء ليؤكد على الوحدة الفلسطينية في الميدان، وعلى أصالة الشعب الفلسطيني ووحدة موقفه، في مختلف أماكن تواجده، وقدرته على الصمود والصبر والتحمل في جنين ميدان المعركة، وعلى مدى التنسيق بين قوى المقاومة في مختلف الساحات.
محور المقاومة كان على أهبة الاستعداد للتدخل
وقال القيادي البارز في حركة الجهاد الاسلامي:لقد استطاع أبطال جنين أن يوجهوا صفعة قوية للعدو الصهيوني وقادته، ويفشلوا أهدافه، وأن يخوضوا معركة شرسة غيّرت الموازين لصالح المقاومة في الضفة الغربية، وضربت معنويات الصهاينة ومنظومتكم العسكرية والأمنية. وبدل أن يرمم العدو صورة ردعه المهشم أصلاً، كُسرت هيبته مجددًا، وبات مردوعًا أكثر من أي وقت مضى. وهنا تكمن أهمية هذا الانتصار والإنجاز الكبير الذي تحقق في جنين، وجاء تتويجًا للمواجهات البطولية المستندة إلى ظهير متين من قوى المقاومة الفلسطينية عمومًا، وفي غزة على وجه الخصوص التي كانت أيدي مقاتليها على الزناد، ورهن الإشارة، وكذلك حال قوى المقاومة في محور المقاومة التي كانت على أهبة الاستعداد للتدخل والإسناد حيث يلزم.
وقال احسان عطايا:أن العدو الصهيوني كان يريد من عدوانه الإجرامي على جنين وأد المقاومة في جنين وإنهائها، أو كسرها وإضعافها، وترميم وضعه الداخلي المأزوم، ولا سيما أن قدرات المقاومة المتنامية في جنين قد أربكته وأرعبته، وجعلته يعيش حالة من الخوف والقلق؛ فهو لا يجرؤ على التجول في شوارع المخيم وأزقته كما يحلو له، وقد أدرك منذ فترة، من خلال مواجهاته السابقة مع المقاومة، وقدرتها على التصدي له ببسالة وشجاعة، بأنه لن يتمكن من استعادة ردعه، وأنه في حالة انكسار وانحدار مستمر، فأراد الهروب إلى الأمام بهذا العدوان الهمجي.
وفي إشارته إلى صمود المقاومة في جنين قال:إن شعبنا الفلسطيني يثبت مجددًا أنه على قدر المسؤولية، وأنه جدير بالانتصار، ولن يتخلى عن مقاومة العدو، فالمقاومة مستمرة ومتواصلة، ولا يرهبه التهديد والتهويل أو العدوان الصهيوني، وليس لديه شيء أهم من المقاومة لتحرير أرضه ومقدسات أمته.
وحدة ميدانية مبهرة لفصائل المقاومة الفلسطينية
وأضاف:إن صمود المقاومة الباسلة في جنين، وتصديها الأسطوري لجيش العدو الصهيوني، بوحدة ميدانية مبهرة لفصائل المقاومة الفلسطينية، يشكل رافعة لحالة المقاومة، ويؤكد على قوة أبطالها ورباطة جأشهم، وإيمانهم الراسخ بالنصر، وإرادتهم الصلبة، وتصميمهم الثابت على ردع العدو، وإفشال مخططاته، ومنعه من تحقيق أهدافه من هذا العدوان الإجرامي.
وقال احسان عطايا:لقد أدركت سرايا القدس مبكرًا، أن العامل الأهم في مواجهة الاحتلال والتصدي لعدوانه، هو الوحدة والشراكة، فتقاسمت السلاح والعتاد والمال مع أبناء الشعب الفلسطيني الذين يريدون أن يقاتلوا العدو الصهيوني، أيًّا كان انتماؤهم أو ميولهم الفصائلي. وقد شاهد الجميع ورأى حجم التنسيق بين سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى، وبين السرايا والأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية بشكل عام. وأن إلحاق الهزيمة بالعدو وتحرير فلسطين ودحر الاحتلال يعتمد على المعادلة الذهبية الآتية: “كلما ازدادت المقاومة وازدادت ضرباتها ضد العدو، كلما شعر الصهاينة بالخطر الوجودي وقصر عمر الاحتلال.
الفلسطينيين يشكلون رأس حربة المقاومة
وذكر عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الاسلامي إن الفلسطينيين يشكلون رأس حربة المقاومة في مواجهة العدو، ويقاتلونه نيابة عن كل الأمة، من أجل تحرير أرضهم العربية ومقدسات أمتهم الإسلامية والمسيحية، وإن هذه المقاومة بحاجة إلى الإسناد والدعم على كل المستويات.
مضيفاً:ألا يستحق الشعب الفلسطيني الذي يقدم حياته وكل ما يملك، وهو يدافع عن حياض الأمة، الدعم والتأييد والمساندة؟!وإذا لم تتحرك الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم رفضًا لهذا العدوان الهمجي على جنين -قلعة المقاومة- التي تهدم بيوتها، ويقتل شبابها، وينكل بساكنيها، ويراق دم أبنائها، فمتى تتحرك يا ترى؟!
وختم القيادي في حركة الجهاد الاسلامي :أبطال جنين يدافعون عن شرف أمتهم وكرامتها، وتصدوا باستبسال لهذا العدوان الغاشم على مخيمهم. وغرفة العمليات المشتركة في غزة، هي في حالة انعقاد دائم، وكانت تتابع ما يجري عن كثب، وتدرس كل الخيارات الممكنة لردع العدو، وإسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته في مخيم جنين. وقيادة المقاومة الفلسطينية على تواصل وتنسيق مع قيادة قوى المقاومة في محور المقاومة، لاتخاذ الموقف المناسب، والتدخل اللازم. وتنفيذ العمليات البطولية ضد العدو الصهيوني، في الضفة الغربية أو المناطق المحتلة عام 1948، متوقع في أية لحظة.