التربية الحديثة وتحديدا التعليم

ما هو النموذج التفاعلي في التربية ؟

أصبح دور المعلم مشرفا وميسرا وموجها للعملية التعليمية. ومن المعروف أن الطلبة يختلفون في قدرتهم وسرعتهم في التعليم

2022-11-21

بقلم: نداء عبد الباسط رزق السوافيري

المقدمة:

تتجه التربية الحديثة وتحديدا التعليم نحو المتعلم باعتباره محور العملية التعليمية لإعداد متعلم متكامل من جميع النواحي العقلية والنفسية والاجتماعية والمهارية والأخلاقية والوجدانية، هذا و أدى الانفجار المعرفي الهائل إلى تطور طرق التدريس التقليدية إلى طرق تدريس حديثة توظف التكنولوجيا واستراتيجيات التعلم الذاتي، فأصبح دور المعلم مشرفا وميسرا وموجها للعملية التعليمية. ومن المعروف أن الطلبة يختلفون في قدرتهم وإمكانياتهم وسرعتهم في التعلم. وهكذا جاء النموذج التفاعلي ليتناسب مع الفروق الفردية للطلبة، فهو نموذج هرمي منظم ذاتيا، يسير وفق خطوات صغيرة متسلسلة، من البسيط إلى المركب، ويتم فيه عرض المحتوى على شكل خرائط مفاهيمية. ويتم الاعتماد فيه بشكل أساسي على نشاط المتعلم، وإيجابياته في تحقيق نتائج التعلم وإثارة دافعية الطالب من خلال توظيف الشرائح والأفلام والكمبيوتر والمطبوعات الورقية وتقديم تغذية راجعة فورية للطالب عن أدائه. ويهدف النموذج التفاعلي إلى جذب انتباه المتعلم من خلال عرض صور وفيديوهات ومؤثرات صوتية وخرائط مدعمة بالصور، وتعريفه بالأهداف التي عليه أن يحققها، مما يزيد من دافعيته نحو تحقيق الأهداف ذاتيا، حيث يسير فيه المتعلم حسب سرعته، خطوة بخطوة، من البسيط إلى المركب. وتتبع كل خطوة تغذية راجعة فورية عن أداء الطالب، لدعم نقاط القوة وتعزيزها، وتقويم نقاط الضعف وتصحيحها لدى الطالب، ويهدف أيضا إلى تنظيم المحتوى تنظيما هرميا، من المفاهيم الأكثر عمومية إلى المفاهيم الأقل عمومية إلى الأمثلة، ليساعد المتعلم على تنظيم المعرفة في ذهنه، و الاحتفاظ بالمعلومات لمدة أطول في ذهنه.
1- خطوات تصميم النموذج التفاعلي في التربية

اعتمدت الباحثة في هذا النموذج على نموذج التعليم المبرمج الذي يقوم على أسس ومبادئ النظرية السلوكية التي تنص على:

تحديث السلوك: خاصة السلوك الذي يصدر من المتعلم ووصفه والقيام بتحليله، تمهيدًا لتجزئته إلى عدة عناصر فرعية تمثله.

توفير مثيرات العملية التعليمية: الحرص على توفير كافة المثيرات الخاصة بالعملية التعليمية، إلى جانب المعلومات لتقديمها ضمن المحتوى التعليمي المقدم للمتعلم، مع تجزئة هذه المعلومات إلي عدة وحدات ينفصل كل منها عن الآخر. فالتعلم يقاس بالتغير الملحوظ في سلوك المتعلم بعد تعرضه للمثير.

التدرج في صياغة مثيرات المحتوى: بحيث يتم ترتيب المثيرات السهل فالصعب، ومن المثير البسيط إلى المثير المعقد.

التعزيز: توفير التعزيز الملائم للتمكن من تدعيم السلوك المراد.

تكرار السلوك: الحرص على تكرار السلوك، بحيث يمكن تقوية الرابط بين المثير والاستجابة على اختلافهم.

تعديل السلوك: يتم عن طريق تكرار المتعلم لنفس الاستجابة، حتى تثبت لديه بعد الممارسة.

الخبرات السابقة: التركيز على الخبرات الماضية وتأثيرها على التعلم.

التركيز على الدافعية: سواء الدافعية الخارجية أو الدافعية الداخلية والرغبة في إشباع الحاجات للوصول إلى الرضا، ومن ثم الوصول إلى التعلم.

واعتمدت الباحثة على نموذج جانييه والخرائط المفاهيمية اللذان يقومان على أسس ومبادئ النظرية المعرفية والتي تنص على:

1- الموقف الكلي الشامل، حيث ترى النظرية المعرفية أن التعلم يحدث عند إدراك الشيء بشكله المكتمل.

2- تركز النظريات على العمليات العقلية المعرفية، مثل التذكر والإدراك، والتي تتوسط بين المثير الخارجي والاستجابة.

3- المتعلم كائن نشيط، يقوم بمعالجة المعلومات وتخزينها واسترجاعها بصورة مستمرة.

4- البنية المعرفية الداخلية تساعد على تنظيم الخبرات، وتذهب بالمتعلم إلى ما وراء المعرفة.

5- إعطاء المتعلمين حرية التفكير لحل المشكلات.

كما اعتمدت الباحثة على أسس النظرية البنائية خاصة التي تركز بشكل أساسي على نشاط المتعلم وقدرته على حل المشكلات عند وضعه في مواقف واقعية.