وإتهامات لإسلام آباد بالإعتداء عليهم..

تردّي أوضاع اللاجئين الأفغان في باكستان

الحكومة الباكستانية فتحت منفذ (سبين بولدك) أمام الأفغان، وتسمح لهم بالدخول من دون أوراق.

2022-11-22

دفعت سيطرة حركة طالبان على السلطة في أفغانستان بعد دخول العاصمة كابول، في العام الماضي، شرائح كثيرة من بينها العاملون في الوظائف الحكومية وفي المؤسسات الدولية للتوجّه صوب باكستان المجاورة، خطوة أولى في طريق المغادرة إلى دول أخرى.

بعض هؤلاء وصلوا إلى الأراضي الباكستانية بشكل قانوني، لكن انتهت فترة بقائهم المحددة، وآخرون جاؤوا بلا أوراق أو مستندات، وثمة شريحة أخرى هي المرضى الذين يذهبون إلى باكستان من أجل تلقي العلاج، ومعظمهم بلا أوراق.

كل هؤلاء، خاصة من يعيشون بشكل غير قانوني، أو ليست لديهم وثائق مثل جواز السفر أو التأشيرات، يواجهون ضغوطاً خلال الأيام الحالية لم يشهدها اللاجئون الأفغان خلال العقود الأربعة الماضية، إذ سجن المئات منهم، وتعرّض بعضهم للضرب، حتى النساء وكبار السن، وتظهر مقاطع فيديو وصور متداولة تعرّض الأفغان للكثير من الانتهاكات في باكستان، وهو ما يوثقه ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي، معظمهم من المنتمين إلى حركة “حماية البشتون” الناشطة على الحدود الأفغانية الباكستانية.

*عدم وجود سياسة واضحة

من جانبها، لا تبدي الحكومة الباكستانية سياسة واضحة في هذا السياق، وقال النائب من العرقية البشتونية القيادي السابق في حركة “حماية البشتون”، محسن داور، في كلمة خلال جلسة للبرلمان في 15 من الشهر الجاري، إن “المشكلة الأساسية هي عدم وجود سياسة واضحة حيال اللاجئين الأفغان، فالحكومة الباكستانية فتحت منفذ (سبين بولدك) أمام الأفغان، وتسمح لهم بالدخول من دون أوراق، وعندما يدخلون إلى الأراضي الباكستانية يجري التعامل معهم كأنهم حيوانات، ونشاهد طوابير كبيرة لأشخاص رُبطوا بحبل واحد، ويجري زجهم في السجون”.

ويطالب داور الحكومة الباكستانية باتباع سياسة مناسبة وواضحة حيال اللاجئين الأفغان، فإما لا تسمح لهم بالدخول بدون أوراق، وإما تعاملهم بطريقة إنسانية لائقة طالما تسمح لهم بالدخول.

*دور كبير للاجئين في تطوير الاقتصاد

وفي وقت سابق، أكدت الخارجية الأفغانية، قلقها الشديد إزاء ما يجري، وأعربت عن أملها في تغيير الحكومة الباكستانية طريقة تعاملها مع اللاجئين الأفغان، ومعظمهم من المرضى الذين يذهبون لتلقي العلاج، مؤكدة في بيان، أن “الأفغان يعيشون في باكستان منذ عقود، ولهم دور كبير في تطوير الاقتصاد، وعلى إسلام أباد أن تدرك ذلك، ولا تتخذ أي خطوة قد تؤدي إلى توتر العلاقات بين الدولتين”.

وشدد البيان على أن أفغانستان تأخذ التعامل السيء مع اللاجئين على محمل الجد، وأنه لا يمكن التهاون في هذه القضية، ولكنها في الوقت نفسه تريد التوصل إلى حل عبر القنوات الدبلوماسية، وتطلب من باكستان أن تعامل الأفغان وفق القوانين الدولية للاجئين.

*اعتقالات واسعة

كما التقى وزير المهاجرين في حكومة طالبان، حاجي خليل الرحمن حقاني، القائم بأعمال السفير الباكستاني في كابول، عبيد الرحمن نظاماني، خلال الأسبوع الماضي، وقال الناطق باسم الوزارة، عبد المطلب حقاني: إن الوزير طلب من المسؤول الباكستاني، أن تراجع إسلام أباد سياساتها مع الأفغان، خصوصاً من يذهبون لتلقي العلاج ممن تعجز المستشفيات الأفغانية عن تقديم العلاج لهم، كمرضى السرطان.

وأضاف حقاني أن “الوزارة لم تألُ جهداً في رفع القضية عبر المنصات المختلفة، ولا تزال تتفاوض مع الجهات الباكستانية، ونتيجة لتلك المفاوضات جرى الإفراج عن أكثر من 300 لاجئ معتقل في سجون مدينة كراتشي”، مشيراً إلى أن “العدد الرسمي للمعتقلين الأفغان في سجون باكستان هو 1400 شخص، وكثيرون منهم دخلوا إلى الأراضي الباكستانية بشكل غير قانوني، وبعضهم ليس عنده جواز سفر، ولا يملك تأشيرة دخول”.

* أوضاع الأفغان في سجون كراتشي صعبة للغاية

ويقول الناشط الباكستاني من عرقية البشتون، سميع الله وزير، إنه يتابع موضوع اللاجئين الأفغان المعتقلين في مدينة كراتشي، وإن العدد أكبر من الرقم المعلن رسمياً، وكل من أُفرج عنهم أُخذ منهم ما لديهم من أموال، حتى النساء أخذوا منهن الذهب قبل الإفراج عنهن، وأوضاع الأفغان في سجون كراتشي صعبة للغاية، فالكثيرون منهم دخلوا بشكل غير شرعي، وهناك من ليست لديهم أوراق رسمية، والسلطات الباكستانية تسمح لهم بالدخول، ثم تقوم باعتقالهم، وعدد كبير من المعتقلين من النساء والأطفال، وبعضهم يتعرّضون للضرب والتعنيف، والقنوات الدبلوماسية ليست مجدية، ومن يُفرج عنه بعد أخذ أمواله يجري ترحيله إلى بلاده”.

في 13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وقع حادث على الحدود بين الدولتين، تحديداً في منفذ “سبين بولدك”، ورغم أن الواقعة لم تكن كبيرة، لكن كانت لها دلالات كبيرة.