محمد حجازي
المخرج والمنتج اللبناني نديم مهنا مثابر على تقديم أفلام جديدة تباعاً، وآخر ما أطلقه: “كذبة كبيرة”، يركز على مضار وخطورة التماهي في التواصل عبر السوشال ميديا استناداً إلى نص صاغه فؤاد يمين، ورامي عوض.
هو شريط تجاري نظيف، صورة مضيئة، ممثلون ليس مطلوباً منهم الكثير، ورشاقة في المشاهد فلا تطويل أو مراوحة أو مشاهد دخيلة مضافة إلى السياق، ونص يحمل منذ اللحظة الأولى بذرة فكرة منطقية معاشة مع وضوح في هدفها حيث التركيز على مدى وقت الشريط على سلبيات الانغماس في التعاطي مع هذه الآفة التي تبدأ نوعاً من التسلية وتتطور إلى حالة غير مقبولة سلوكياً واجتماعياً فتبدو أقرب إلى الإدمان منها إلى ملء الفراغ.
سلاسة، وتواصل، وتنوع في رصد الحالة مع ردات فعل مناسبة ولم نلحظ أن الممثلين يبذلون جهداً في تجسيد شخصياتهم والتعبير عن مواصفاتها، ونحن نقر بجمال الممثلتين: هبة نور، وساندي فرح، ولكنهما تتغاويان بجمالهما بمناسبة وبدون مناسبة، ولولا حرفية فؤاد يمين في التمثيل لغاب العنصر الرجالي عن المنبر فبينما يُعطى شربل زيادة أكثر مما تحتمل كاريزماه، يطل مجدي مشموشي بخجل وهو إسم حاضر على الشاشتين فيُحصر في حيّز ضيق كان يستأهل أفضل وأوسع منه.
لكن الأجواء التي يعكسها الشريط وتدفق المشاهد تخفف من غلواء التفاصيل التي نضيء عليهاوننتقد شكلها وموقعها، خصوصاً وأن عدد الممثلين مرتفع ليظهر في السياق غير الذين ذكرناهم:لورا خباز، يعقوب شاهين، ألكو داود، فريد حبيش، أسعد رشدان، لمى لاوند، دايان أبي علام، نازلي كسابيان، إيليج مسن، كاريل مخلوف،رالف عاقوري،يولاند غانم، ميريلا شاهين، و”ظهور خاص” لـ بديع أبو شقرا.
ولفت تعبير نص مشهدي بإسم جورج فاخوري، وهو إذا كان يعني فهو يؤشر على السيناريو وبالتالي يكون الكاتبان يمين وعوض أنجزا الحوارات فقط بينما تولى السيناريو فاخوري، كما نسجل حضوراً أليفاً للمادة الموسيقية التعبيرية والتي بدت مخلصة لسياق الأحداث.
الفيلم يواظب على مهمته ويُثبت أن إدمان السوشال ميديا مرض عضوي ونفسي في آن يؤثر سلباً وعميقاً على الكبار كما على الصغار.