المولد والنشأة
ولد إدواردو آنيلي عام ۱۹٥٤م وهو ينتسب إلى عائلة (آنيلي) الرأسمالية الإيطالية المعروفة، وهي التي أسست معامل شركة (فيات) للسيارات منذ أكثر من مائة سنة، كما أنها تملك معامل شركة (فراري) للسيارات أيضاً، ومؤسسات تجارية أخرى كثيرة، نشأ “إدواردو” في قلب هذه العائلة الثرية وفي هذه البيئة التي تعتبر ذروة ما يمكن أن يطمح له كل منبهر بالحضارة الغربية، فهو تهيّأت له جميع العوامل أن يصبح أحد نجوم الحياة الغربية البارزين خاصة مع المؤهلات الدراسية والأخلاقية التي حصل عليها، لكنه أعرض عن كل ذلك عندما إنفتح على أنوار الهداية القرآنية ليبدأ تجربة الإستقامة على الصراط المستقيم.
إعتناقه الإسلام على مذهب أهل البيت(ع)
في عام 1974 م وعندما كان يدرس في الجامعة بمدينة نيويورك، اختار أن يعتنق الإسلام تأثّراً بكتاب الله العزيز، حيث تناول القرآن من أحد رفوف المكتبة وبدأ بقراءته فأحسّ أنّ هذا الكتاب يختلف عن غيره من الكتب وأنّه لا يمكن أن يكون من كلام البشر، وأنّه كلام إلهي نوراني، وكلّما واصل القراءة ازداد اعتقاده به فأعلن إسلامه واختار لنفسه إسم هشام عزيز، وحيث أنّه كان يدرس الأديان في دراسته الجامعية فلم يترك مطالعاته وبحوثه، وقد تأثّر كثيراً بشخصية الإمام علي(ع) واختار أن يكون من مواليه وشيعته، فاعتقد بولاية المعصومين الإثني عشر من أهل البيت(ع)، وسمّى نفسه (مهدي) تيمناً باسم الامام المهدي (عج).
إبعاده عن عائلته بسبب إسلامه
واجه “إدواردو” مشاكل كثيرة بعد إسلامه، وحاولت أُسرته بكل الوسائل أن تردّه عن دينه، ووصل بها الأمر أن تحرمه من الإرث، لم يستسلم لهذه الضغوط وواصل طريقه فهدى الكثيرين إلى الإسلام وسافر إلى بلدان عديدة في الشرق والغرب، وأُتيحت له الفرصة لزيارة الإمام الرضا(ع) في إيران، وكذلك التقى بالإمام الخميني(قدس) الذي تأثر به كثيراً مرجعاً التغيير والتحول في مسيرته الشخصية إلى تواضع وهيبة الإمام.
مصداق للتمسّك بالثقلين
كان “إدواردو” عميق الإيمان بدينه، يحبُّ القرآن كثيراً، يقرؤه في الليل، ويدرسه في النهار مع أصدقائه بقراءة التفاسير، والتأمّل في معاني الآيات، ساعياً أن يكون على بصيرة من دينه، وجاهداً أن يكون مصداقاً للتمسّك بالثقلين. كان يحب دراسة اللغة العربية، ويتمنى دراسة العلوم الدينية في الحوزات العلمية إلاّ أن المنية عاجلته ولم تسمح له بتحقيق هاتين الأمنيتين.
الشهادة
إنّ صدق التمسك بالثقلين نقل “إدواردو”إلى مراتب سامية من الإستقامة على الصراط المستقيم أثارت غيظ الدوائر المعادية للإسلام فأقدمت على جريمة إغتياله، لتكون شهادته في تاريخ ۱٥ تشرين الثاني سنة ۲۰۰۰ م، حيث عثر على جثة “ادواردو” تحت جسر (فرانكو رومانو) في إيطاليا في حادثٍ مشكوك يلفه الغموض، ودفن في مقبرة العائلة.