أكد علي أكبر أحمديان ممثل قائد الثورة الإسلامية أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الذي توجّه إلى جنوب إفريقيا صباح اليوم لحضور اجتماع أمناء مجلس الأمن القومي لأعضاء بريكس، على مواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية فيما يتعلق بالأمن السيبراني.
في مستهلّ الإجتماع أعرب الدكتور أحمديان اليوم الإثنين عن امتنان الجمهورية الإسلامية الإيرانية لمبادرة رئيس جمهورية جنوب إفريقيا وكبار المسؤولين في هذا البلد لتنظيم هذا الاجتماع ودعوة إيران للمشاركة فيه، معربا عن أمله في أن تبدأ عملية قبول طلب الجمهورية الإسلامية في هذه المجموعة المهمة والفعالة، وذلك بالتعاون مع جميع أعضاء بريكس ودعمهم.
وشدّد على أن انضمام دول من قبيل الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية وفنزويلا يمكن أن يرفع حصة بريكس من احتياطيات الطاقة العالمية إلى مستوى ممتاز.
وتابع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني بالقول: إن الفضاء الإلكتروني هو نظام بيئي محلي انبثق من مزيج من عدة أنواع من التكنولوجيا الجديدة، والتي تنمو وتتطور بشكل سريع بالتوازي مع النظام البيئي الحقيقي والمادي، وقد تؤثر تقريبا على جميع مجالات أنشطة المجتمع البشري بقدراتها وفوائدها، بطريقة ربما تكون من ناحية أخرى الحياة البشرية مستحيلة دونها.
وتابع أحمديان: هذا النظام البيئي الجديد يتمتع بفرص عديدة لحياة الإنسان ومن جهة اخرى يمكن أيضا أن يشكل تهديدات لا حصر لها للمجتمعات البشرية والأفراد، مما يحتم علينا مواجهتها بذكاء.
*نقاط ضعف تقنية
وأشار إلى أنه بسبب طبيعته التقنية والتكنولوجية الخاصة، فإن لهذا الفضاء نقاط ضعف تقنية متأصلة ومتعمدة، وإضافة إلى الإضرار بالأمن السيبراني للأنظمة والشبكات والبنى التحتية المرتبطة به، فإنه سيكون قادراً على توجيه مخاطر جسيمة للأمن الخاص والاقتصادي والاجتماعي والثقافي وحتى الأمن القومي للدول، حسب مستوى الضرر.
وأضاف أحمديان: إن هجوماً إلكترونياً على شبكة الكهرباء الوطنية أو هجوماً إلكترونياً على الشبكة المصرفية والسكك الحديدية وشبكة النقل الجوي والبحري وما إلى ذلك من الأمثلة للتهديدات على الحياة السيبرانية والمخاطر الأمنية الناتجة عنها.
*وقوع التهديدات
وقال الدكتور أحمديان: على الرغم من الطبيعة الشبكية للفضاء السيبراني وقوة التفاعل على منصته والقيام بأنشطة تبادل لمختلف الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والمصرفية على منصة هذه الشبكات، هناك إمكانية لوقوع التهديدات والهجمات الإلكترونية من داخل شبكات دولة ما إلى شبكات الدول الأخرى التي تتم معها عمليات التبادل المذكورة أعلاه، ونتيجة لذلك، يتأثر الأمن السيبراني لكل هذه الدول.
وأكد أحمديان: بعبارة أفضل، فإن الأمن السيبراني له نطاق عالمي وإقليمي ولا يقتصر على دولة واحدة، ولهذا السبب يتطلب التعاون والتفاعل بين الدول المتوافقة مع بعضها من أجل حماية أمنها في مجالات أخرى أيضاً.
وقال احمديان أن هناك تحدٍ آخر في المجال السيبراني يتمثل في استخدام أنظمة ومنصات بعض الدول المصممة من قبلهم للاعتماد على الآخرين بشكل وصيغة جديدة، ونتيجة لذلك التدخل في التطورات الداخلية للدول الأخرى وأمنها من خلال إساءة استخدام هذه المنتجات، وهو مثال واضح على مثل هذا الإساءة للمنصات الأمريكية.
*أنواع مختلفة من التدخلات
وأشار أحمديان إلى أن تجربة بلادي أظهرت كيف حاول الأمريكيون خلق أنواع مختلفة من التدخلات وانعدام الأمن في المجتمعات الأخرى باستخدام هذه المنصات.
وأوضح بالقول: إن عدم وجود قوانين دولية عادلة في مجال الفضاء السيبراني دفع الحكومة الأمريكية إلى اعتبار الفضاء السيبراني الدولي مجالا سيادياً لها وممارسة تأثيرها على حوكمة الدول المختلفة، لا سيما في مجال الأمن القومي، من خلال الإدارة العالمية للإنترنت وتطوير منصات الإنترنت (المنصات) من قبيل جوجل و تويتر و انستغرام وغيرها.
وأضاف أحمديان: يجب أن يدار الفضاء السيبراني لكل دولة، مثل الفضاء الترددي في ذلك البلد حصريا من قبل الحكومات، وقد تسبب النشاط غير المرخص لمنصات الإنترنت، وهي أمريكية بشكل عام، في فرض تحديات أمنية على بلدان مختلفة، بما في ذلك إيران. بالطبع، أتخيل أن العديد من الدول المشاركة في هذه القمة لديها مثل هذه التجارب أيضاً.
*تدخلات جادة
وأوضح أحمديان: إيران من الدول التي تعرضت للعديد من الهجمات الإلكترونية، وتعرضت بنيتها التحتية للهجوم في أوقات مختلفة، وبالتالي كانت هناك تدخلات جادة في مجالاتها الاجتماعية والاقتصادية والأمنية.
وأكمل قائلاً: “لدينا تجارب كثيرة من جهة اتخذت الولايات المتحدة وبعض حلفائها إجراءات ضد الأمن وحرضت بعض المواطنين على الأمن القومي لبلدهم باستخدام المنصات الإلكترونية ومنصات الإنترنت، ومن جهة أخرى من خلال استغلال هذه التسهيلات، حاولوا خلق مواجهة مشروعة وقانونية مع هذه التجاوزات تحت مُسميات مختلفة مُكلّفة”.
وقال أحمديان: إن الجمهورية الاسلامية الايرانية مهتمة بالاستفادة من الفرصة المتاحة لتعزيز الأمن السيبراني بين الدول الحاضرة في هذا الاجتماع، وتقديم مقترحات محددة.
*مواجهة الأحادية الأمريكية في الفضاء السيبراني
مؤكدا إستعداد الجمهورية الاسلامية الايرانية لتوقيع مذكرات تعاون في مجال الأمن السيبراني، والتعاون في صياغة القوانين واللوائح المتعلقة بالأمن السيبراني العالمي بمختلف أبعاده، وتنسيق الدفاع عنها في المحافل الدولية، ومواجهة الأحادية الأمريكية في الفضاء السيبراني.
علاوة على ذلك إقترح أحمديان على نظرائه المشاركين في هذا الإجتماع، استخدام أنظمة ومنصات الإنترنت غير الأمريكية للتبادلات المالية والاقتصادية والإدارية بين ايران والدول المشاركة، وتعاون الدول الحالية في مراقبة ورصد والتحذير من التهديدات والهجمات السيبرانية للأعضاء الآخرين، وتعاون الأعضاء في مواجهة الهجمات الإلكترونية على البنى التحتية للدول الأعضاء.
وتمثّلت مُقترحات أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في إجراء تمارين إلكترونية مشتركة ثنائية أو متعددة الأطراف، للتعاون في التعليم والثقافة في مجال الأمن السيبراني، والاهتمام بالذكاء الاصطناعي الذي يمكن أن يخلق مجالات جديدة للأمن السيبراني ومواجهة فرص وتحديات جديدة، والتعاون وضرورة تعزيز دور الدول الأعضاء في حوكمة الإنترنت.