للشاعرة سلوى محمود

“إِرْجِعْ حُسَيْنُ”.. قصيدة حسينية

قَلْبِي حُسَيْنيُّ الجِرَاحِ .. و ذَا دَمِي.. كلُّ الشُهُورِ بِكَرْبَلَاءَ مُحَرَّمُ..

2023-07-30

حِضْنٌ يُفَرِّقُنَا
وَ يَجْمَعُنَا دَمُ
وَالجَنَّتَانِ هنَا..
هُنَاكَ جَهَنَّمُ

حَجَّاجُكُمْ حَصَدَ الرُؤُوسَ
بِظُلْمِهِ
يَا ابنَ الجُبَيْرِ
هُنَا الرثَاءُ مُجَرَّمُ

عَبَّاسُ ,
مَاذَا فِي يَمٍينِكَ..
شَرْبَةٌ ؟
لِصِغَارِنَا يَتَشَقَّقُ اليَومَ الفَمُ

يَتَرَجَّلُ الفُرسَانُ
إلّا فَارِسَاً
دَمُهُ يَظَلُّ بكربَلاءَ
يُدَمْدِمُ

القَائِمُونَ عَلَى الخِيَانَة
كَبَّلُوا
صَوْتَ الأَذَانِ
لِكَيْ يَمُوتَ الصُوَّمُ

هِنْدٌ تَعَرَّتْ فِي مَضَارِبِ حَيِّكُمْ
خِزْيَاً لَكُمْ
أَنَّى ذَهَبْتُمْ فاسْلَمُوا

صُبْحٌ تَوَضَّأَ مَرَّتَيْنِ
وَلَمْ يَزَلْ
نَمْرُودُكُمْ حَتَّى الثُمَالَةِ يَنْعَمُ

فِرْعَونكمْ طَافَ الخُلُودَ
وُجُودُهُ
وَعَصَاكَ ، مُوسَى
لَمْ تَعُدْ تَتَزَعَّمُ

بلقيسُ عَافَتْ قَهْوَتِي
يَا وَيْلَتى
وَغَدَتْ تُكَابِدُ دَمْعَةً
تَتَرَّحَمُ

أَطْفَالُكُمْ بَينَ الدِّمَاءِ
تَخَضَّبَتْ
وَعَلَى الفُرَاتِ
أَرَى الشِّيُوخَ تُتَمْتِمُ

عُذْرًا سَبَايَا البَيْتِ صِرْنَا كلُّنَا
بِلِسَانِنَا خَرَسٌ
فَلَا نَتَكَلَّمُ

خَلُّوا النُّوَاحَ ..
خُذُوا بِسَيفٍ وَاهِنٍ
تَفْنَى بِهِ الأَشْبَاحُ
كَيْ لَا تَأْثَمُوا

لَا تَحْسَبنَّ كِتَابَ غَرْبِكَ
صَادِقَاً
فِيهِ الخِيَانَةُ
قَدْ تَلُوحُ وَتُكْتَمُ

كَيْفَ الرُّكُونُ إلَى القَبِيلَةِ بَعْدَمَا
رَكَنُوا إِلَى الشَّيْطَانِ ؟
لَنْ يُسْتَرْحَمُوا

قُلْ يَا فَرَزْدَقُ
كَيْفَ حَالُ جُيُوشِهِم؟
هَلْ آمَنَ الأَعْرَابُ
أَمْ هُمْ أَسْلَمُوا؟

ارجِعْ ، حُسَيْنُ ،
فَتِلْكَ يَثْرِبُ أَفْصَحَتْ
وَبِهَا ابنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ ..
يُعَلِّمُ

خَانَتْ مَوَارِيثُ الصَّحَابَةِ
عَهْدَهَا
أَضْحَى السَّفِيهُ
بِجَمْعِهِمْ يَتَقَدَّمُ

وَمَعَ القُلُوبِ سُيُوفُ جَيشٍ
أُكْرِهَتْ
مَا عَادَ يَنْفَعُهُمْ
ضُيُوف تُكْرَمُ

وَكَأنَّ ( مُسْلِمَ )
وَالدِّمَاءُ تَنَاثَرَتْ
قَرْآَنُهُ
فِي نَحْرِهِ يَتَأَلَّمُ
عَزَّتْ بِه البَطْحَاءُ حَيْنَ
يَدُوسُهَا
فَارْجِعْ ، وَكُنْ مِمَّنْ يَفُوزُ
وَيغْنَمُ

ارجِعْ
فَلَا سِبْطٌ هُنَاكَ بِمَأْمَنٍ
وَهُنَاكَ تَلْقَى المُؤْمِنِينَ
تَشَرْذَمُوا

صَلَّيْتَ ..كَمْ صَلَّيْتَ!
تِلْكَ مَسَاجِدٌ
رَفَضُوا الوُضُوءَ بِهَا
وَلَمْ يَتَيَمَّمُوا

اِرْجِعْ
فَإنِّي نَاصِحٌ يَا سَيِّدِي
كُلُّ الأَصَابِعِ فِي الكُفُوفِ
تَخَاصَمُوا
قَتَلُوا الرَّضِيعَ بِحِضْنِ (زَيْنَبَ)
لَمْ يَرَوْا
أَنَّ الرَّضِيعَ بِوَجْهِهِمْ
يَتَبَسَّمُ

وَ عِمَامَةٌ
مِنْ فَوْقِ رأْسٍ طَاهِرٍ
وَبِسَيْفِ (جَوْشَنَ) قَدْ عَلَتْهُ
تُلَقَّمُ

تَسْعَى بِرَأْسِ السِّبْطِ
تَسْعَى زَيْنَبٌ
تَسْعَى لِمِصْرَ
بِهَا الأَمَانُ الأَعْظَمُ

يَا بِنْتَ بِنْتِ رَسُولِ رَبِّي إِنَّهَا
حِقَبٌ مِنَ الأَهْوَالِ
إِثْمٌ يَعْظُمُ

إِنِّي أَرَى عَرَبَا
بِغَيرِ عُرُوبَةٍ
وَأَرَى الشَّهِيدَ
وثَوْرَةً لَا تُخْتَمُ

قَلْبِي حُسَيْنيُّ الجِرَاحِ ..
و ذَا دَمِي
كلُّ الشُهُورِ بِكَرْبَلَاءَ مُحَرَّمُ

نَطَقَ المَسِيحُ بَرَاءَةً
يا أُمَّةً صَلَّتْ لِـــ (سَالُومِي)
لتَسْكُتَ مَرْيَمُ

المصدر: الوفاق