بين التمسك بقيمنا والانصهار مع مجتمعهم..

كيف نربي أطفالنا في الغرب

الغربة في بلاد أجنبية أصبحت قدر كثيرين، ولا يستطيعون لها دفعاً، فماذا يفعلون؟ وكيف يسلكون حتى يحافظوا على هويتهم، وعلى أولادهم، ودينهم وقيمهم؟ وهل تحتاج تربية الأبناء لمزيد من الجهد والانتباه من جانب الآباء والأمهات؟

2023-08-04

معركة الحفاظ على القيم والمبادئ الإسلامية

لا شكَّ أنَّ التربية اليوم أصبحت أصعب بفعل جملةٍ من المتغيّرات الّتي طالت مجتمعاتنا وبنيانها، وتخوض الأسر المسلمة اليوم معركة الحفاظ على القيم والمبادئ الإسلاميَّة، فضلاً عن الرّوابط والأواصر العائليّة التي تشكّل مجتمعةً عصب الحياة في حياتنا كمسلمين، فإذا كان هذا واقع الحال في المجتمعات العربيَّة والإسلاميّة، فماذا عن حال العائلات المسلمة في بلاد الغرب، والَّتي تعيش بدون أدنى شكّ نضالاً من نوعٍ آخر، نتيجة احتكاكها بشكلٍ مباشر مع المجتمعات الغربيَّة التي تختلف بنيتها وجوهرها عن تلك الإسلاميّة؟

بادئ ذي بدء لابد أن نقرر أن التربية الإسلامية هي المنقذ الوحيد لأولادنا من الذوبان وفقدان الهوية، بل هي ضرورة حتمية وفريضة شرعية يتحمل عبء القيام والنهوض بها: الأسرة-المؤسسات الإسلامية-الجالية المسلمة. ونقصد بالأسرة: الدور المنوط بالوالدين لتربية أبنائهم تربية صحيحة سليمة.

دور المؤسسات الإسلامية

أما المؤسسات الإسلامية فهي كل تجمع مؤسسي يقوم على أسس إسلامية تعين الأسرة المسلمة في استكمال دورها، ويأتي المسجد أو الجامع على رأس تلك المؤسسات لعظم دوره الحياتي والتربوي، ويتساند مع هذا الدور ما تضطلع به المراكز الإسلامية التي تشتمل على مؤسسات اجتماعية متكاملة، مثل: المكتبة ومكاتب التحفيظ ودور الحضانة للأطفال، إضافة إلى المدرسة الإسلامية المعنية بتدريس مناهج ومقررات باللغة العربية.

دور الجالية المسلمة

أما دور الجالية المسلمة في تعزيز وتأكيد البعد التربوي لدى أبنائها فيتمثل في أهمية تعزيز الروابط الاجتماعية بين الأسر المسلمة عن طريق الزيارات المنظمة والمناسبات الدينية (رمضان-العيد-المواسم) والتجمعات الثقافية (الرحلات-المخيمات-الملتقيات الثقافية) إضافة إلى الأنشطة الترويحية والرياضية المتعددة.

وكذلك تتمثَّل هذه الرِّعاية في إيجاد نوادٍ تربويَّة تكون “مجتمعاً” بديلاً وتقدِّم تعليماً خاصّاً، يضاف إلى ما يتلقَّاه في المدرسة ورعاية أسرته، لتثبت في قلبه وعقله منذ السِّنِّ المبكِّرة حقائق العقيدة الصَّحيحة، ومفاهيم الإسلام وخُلقه الرَّفيع وأسلوب تناوله للفكر والحياة، فيقدر على مقاومة الإغراء المحيط به، ويعرف كيف يتعامل مع أمراض المجتمع، وكيف يحفظ  نفسه من خطر الأحاديث المتناقضة، ويتعاون مع الأصدقاء الطَّيِّبين التَّعاونَ البنَّاء؛ فيوفِّرون لبعضهم حاجاتهم النَّفسيَّة والاجتماعيَّة..

إذن فمسؤولية تحصين أولادنا من الإصابة بأعراض الاحتكاك والتعايش مع الثقافة والواقع الأوروبي وأمراضه وأخطاره هي مسؤولية مشتركة بين هذه الأطراف السابق ذكرها وإن كان كل منها يتحمل مسؤوليته المنوطة به.

الوفاق/ وكالات