في ذكرى يوم تكريمهم

سيرة الشهداء المدافعين عن المراقد المقدسة تُكتب بأحرف من نور

قائد الثورة قال عن الشهيد حججي:لقد أعزّ الله الشعب الإيراني وجعله "شامخ الهامة" بجهاد محسن العزيز الذي أصبح رمزاً للجيل الثوري الشاب.

2023-08-09

الوفاق/ الشهيد والشهادة عنوان خالد إلى أبد الدهر، بما أن الشهيد يُسطّر حياته بأحرف من نور، فهكذا الحال مع الشهداء المدافعين عن المراقد المقدسة حيث قاموا بالتضحية بأنفسهم من أجل الدفاع عن المراقد المقدسة لأهل البيت عليهم السلام ومواجهة تنظيم داعش الإرهابي، والجميع توافدوا إلى سوريا والعراق للدفاع عن المراقد المقدسة وكانوا يهتفون “كلنا عباسك يا زينب (س)”، فذهبوا وسجلوا مشاهد خالدة من بطولاتهم في التاريخ، وبقيت المسؤولية على الكتّاب حيث قاموا بتأليف وتخليد سيرهم بأقلامهم.

يصادف اليوم الأربعاء ذكرى تكريم الشهداء المدافعين عن المراقد المقدسة، وبهذه المناسبة نتطرق إلى بعض الكتب التي تم تأليفها عن سير حياة هؤلاء الشهداء.

يوم تكريم الشهداء المدافعين عن المراقد المقدسة

أدرج المجلس الأعلى للثورة الثقافية يوم التاسع من أغسطس/آب في التقويم الوطني، يوم تكريم الشهداء المدافعين عن المراقد المقدسة، وكان استشهاد “محسن حججي” في 9 أغسطس/آب عام 2017م، نقطة تحول في فترة تواجد المستشارين الإيرانيين في سوريا، وليس مستبعداً القول أنه قبل استشهاد “حججي” كانت القلة من الناس تتابع اخبار ومجريات الأحداث في سوريا، على الرغم من استشهاد الكثير من المستشارين في ايران الإسلامية ووقوف ايران بقوة الى جانب الجيش السوري بوجه المعتدين التكفيريين، وكان استشهاد مدافعي الحرم في سوريا والعراق شيئاً غريباً.

ومن هنا جاءت تسمية يوم 9 أغسطس/آب من كل عام، في الذكرى السنوية لإستشهاد محسن حججي، بيوم تكريم الشهداء المدافعين عن المراقد المقدسة، وذلك ليذكرنا هذا اليوم بتضحيات وبطولات هؤلاء المدافعين عن المراقد المقدسة.

شهداء لبنان

لبنان من الدول التي كانت خلال سنوات الحرب السورية قد تضررت من قبل الجماعات الإرهابية والتكفيرية وكان لفصائل المقاومة فيه دور بارز في محاربة التكفيريين إلى جانب المجاهدين الإيرانيين والأفغان والباكستانيين والعراقيين والسوريين المدافعين عن المراقد المقدسة، وفي تموز 2017 ، سُجّلت في التاريخ أسماء شهداء كثيرين من لبنان، ارتقى معظمهم بمعركة بلدة عرسال التي تم خلالها تحرير مناطق واسعة حول هذه البلدة من التكفيريين.

تقع هذه البلدة بالقرب من الحدود المشتركة بين سوريا ولبنان. ومن بين شهداء تموز اسم احد قادة حزب الله الشهيد حمزة حسن الحاج دياب (ابو العباس).

القائد الشهيد “حمزة حسن الحاج دياب” الملقب بـ “أبو العباس” هو والد الشهيد “علي محمد الحاج دياب”. كان من سكان بلدة “شمسطار” الصغيرة في منطقة البقاع اللبنانية ومن سكان “حي السلام” بضاحية بيروت الجنوبية.

كما أن شقيقه الحاج أبو أحمد هو الشهيد الرابع من عائلة الحاج دياب الذي استشهد دفاعاً عن خصوصية أهل البيت عليهم السلام.

مجموعة “حكاية الصالحين”

مجموعة “حكاية الصالحين” تحكي قصة الشهداء الايرانيين الذين إستشهدوا في سورية والعراق دفاعاً عن حرم أهل البيت علیهم السلام.

فهي سلسلة كتب تم ترجمتها ونشرها و لاقت إقبالاً كبيراً في الدول العربية وخاصة لبنان، فنذكر بعضها، ومن جهة أخرى الكتّاب الإيرانيون أيضاً لن يتركوا تأليف كتب عن حياة الشهداء اللبنانيين الذين أصبحوا نجما لامعا في سماء الدنيا، وما أجمل هذا التلاحم والوحدة التي نراها في جميع المجالات، وإليكم التعريف ببعض هذه الكتب كأنموذج صغير.

شامخ الهامة

كتاب “شامخ الهامة” من مجموعة حكاية الصالحين رقم (5) يتحدث عن ذكريات “الشهید محسن حججي” المدافع عن المراقد المقدسة، وهو من تأليف “محمد علي جعفري”.

وجاء في لمحة عن الكتاب: “أهداني نسخةً كبيرة من كتاب مفاتيح الجنان هدية لزواجي. وكتب في بداية الكتاب ملاحظة طويلة متمنياً أن نبدأ حياتنا بهذه الهدية وأن تبقى ذكرى منه، وأضاف: تذكروني كلما قرأتم هذا الكتاب. في اللحظة الأخيرة قبل ذهابه قال: “إذا أحسستم بالحزن والألم، فتذكروا حزن السيدة زينب، وعالجوا آلامكم بالقرآن”.

سماحة قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي قال عن الشهيد حججي: “لقد أعزّ الله الشعب الإيراني وجعله “شامخ الهامة” بجهاد محسن العزيز الذي أصبح رمزاً للجيل الثوري الشاب ومعجزة الثورة الإسلامية المستمرة”.

اللقاء في الملكوت

كتاب “اللقاء في الملكوت” للمؤلف “مهدي كودرزي” باللغة الفارسية وهو عن الشهيد المدافع عن المراقد المقدسة “أحمد محمد مشلب” اللبناني، وقد تم نشره ضمن مجموعة كتب تروي تاريخ وحياة الشهداء.

يتحدث هذا الكتاب عن الشهيد الجميل الذي نشرت صورته في الفضاء السيبراني عام 1994 وعرف بشهيد “متسابق بي إم دبليو”.

كان الشهيد أحمد مشلب الشاب اللطيف والجذاب الذي فتح مكانه في قلوب شباب إيران ودول العالم الإسلامي الأخرى بسرعة متزايدة، فهذا الكتاب رواية الأم من قصة حياة الشهيد.

الشهيد المجاهد أحمد محمد مشلب.. شهيــدٌ دونَ إسمــهُ علــى وجــه القمــر.. وعـلى الأرض صنع النصــر وكتــب العبــر..

هو شهيــد حــزب الله بالدمــاء إنتصــر.

منتصر

كتاب “منتصر” من تأليف “غيداء ماجد” باللغة العربية، حيث تقول: حين اطلعتُ على السيرة الذاتية للأخ الشهيد محمد حسين جوني، وجدت نفسي أمام شابٍّ مفعمٍ بالإيمان والحيوية، وقد هذّبه الدين وألقى في روعه فيضاً من المعرفة بالله تعالى، وإخلاصاً وصدقاً، ليغدو إنساناً ملائكياً اكتسى بحلل الأنوار الإلهية.

عندما تُعاين سيرة شهيدٍ عن كثب، فإنّك تُمعن النظر إلى آثار رحمة الله في العالمين. تتلمّس أثر ذلك في قلبك الذي يطفو جمالاً، وروحك التي تزهر نوراً كلّما وقفت على حقيقتهم الملكوتيّة، فتبدو تلك السيرة كزرعٍ أخرج شطأَه فآزره، تعجب به الروح سِراعاً وتأنس.

“مُنتصر”، الاسم الجهاديّ وبصمة الروح التي تجلّى بريق نورها على المحيّا. محمّد حسين جوني هو أحد الشهداء الجامعيّين الذي ألقى الدين في روعه فيضاً من المعرفة بالله، فَغَدا إنساناً ملائكيّاً اكتسى بحلل الأنوار الإلهيّة، كما قدّمه السيّد هاشم صفيّ الدين في هذا الكتاب، ودوّنت سيرته الكاتبة غيداء ماجد؛ ليتصدر كتب جمعية إحياء التراث المقاوم، وليختاره الشهيد القائد أبو مهدي المهندس دون كل ما عُرض من آخر معرض كتب في طهران ليقرأه.

يُمثّل “منتصر” القدوة لإخوته، فهو كان يهتمّ بمشاعرهم ويعاوِنهم في شؤونهم على الرغم من مشاغله الكثيرة. وهو السند المعتمد عليه في الظروف كلّها، والإنسان المتميّز على الدوام في إيصال أفكاره، فيدفعك إلى الانسياق وراء ما يؤمن به ببريق عينيه وسكينته قبل الكلمات، كما تشهد بذلك أخته زهراء.

“إن القلم والبندقيّة هما جناحانا اللذان سنحلّق بواسطتهما فوق رؤوس أعدائنا مهما عَلوا”، هكذا أقنع أخاه عليّاً بعدم ترك الجامعة. أمّا هو فلم يرضَ ولم يقوَ على الرحيل بغية تحصيل شهادة الدكتوراه في الخارج، ذلك أنّ حميّته للدفاع عن المستضعفين أقوى من أيّ حلم.

أراد “منتصر”، كما دائماً، المشاركة في أيّ عمليّة في أقرب فرصة، إلّا أنّ تلك المرّة أظهره “الشوق الذي كان يلمع في عينيه كمحبّ أضناه الهجر عن حبيبه”.

اتّخذت قيادة المقاومة قرارها بشنّ هجومٍ جديدٍ في جرود عرسال، وكان “منتصر” أحد المشاركين في الهجوم بعد طلب المسؤول الأعلى في الاختصاص العسكريّ للشهيد. صباح الإثنين 1 حزيران 2015م، غادرت الباصات بأجمعها عند الثامنة والنصف تقريباً.

ليلة الأربعاء، ظلّ “منتصر” طوال الليل يتهجّد مستغرقاً في صلاته غافلاً عمّا حوله، وانتقل صائماً في اليوم التالي مع آخرين إلى إحدى التلال المتقدّمة. كان سيرُ المعركة واضحاً، يومان من القتال المرّ تهاوت خلالهما مواقع المسلّحين وسقطت دفاعاتهم.

الخميس الرابع من حزيران قبيل الساعة 11 وثلث، صعد “منتصر” مع رفيقه “مظلوم” إلى موقع القلعة حيث يوجد بعض الإخوة المجاهدين. لحظات وأصاب الموقع صاروخ العدوّ التكفيريّ، ودفع عصف الانفجار كلّ من كان في المكان إلى ناحية، وحده “مظلوم” الذي هبّ لنجدة إخوته في الجهاد، لم يصبْ إصابةً بالغة، لكنّه لم يجد “منتصر” في أرض الموقع، فنظر إلى خارجه، “فوجده ملقى فوق صخرة أسفل الموقع ودماؤه التي سالت من تحته تلمع من بعيد”.

جمروش

كتاب “جمروش” من مجموعة حكاية الصالحين رقم (4) للمؤلفة “شهلا بناهي”،  يتحدث عن ذكريات “الطيّار كمال شيرخاني” المدافع عن المراقد المقدسة. يضم هذا الكتاب مجموعة من ذكريات عائلة وأصدقاء الشهيد كمال شيرخاني ورفاقه في السلاح، وجاء في مقدمة الكتاب: تم تأليف هذا الكتاب بجهود أحد المدافعين عن مرقد عقيلة أهل البيت عليهم السلام، والتزاماً بحقوقه الفكرية ومن منطلق رعاية التدابير الأمنية سيشار إليه في هذا الكتاب باسم السيد محمد رضا، وهنا أجد أنّ من الواجب عليّ أن اعتذر منه لذكر اسمه بهذه الطريقة المختصرة وتضييع حقه.

إنه السيد محمد رضا الصديق والزميل ورفيق السلاح الذي اعتبر أنّ تسعة عشر عاماً من مرافقة الشهيد كمال شيرخواني هي أعلى وسام يزيّن صدره. إنّ اختياري لكتابة هذا العمل ليس سوى قطرة من بحر كرم الشهداء عليّ، وقد سجدت شكراً لله مرات ومرات لحصولي على هذا الشرف.

استمرت مرحلة الإعداد لكتابة هذا الكتاب أكثر من ثمانية عشر شهراً، وخلال هذه المدة استغل السيد محمد رضا حتّى أقصر الفرص المتاحة له خلال العطل والإجازات، فروى لي ذكريات مختلفة مما يحمله في صدره من الذكريات الغالية مع الشهيد كمال شيرخاني منذ حصول التعارف بينهما وحتى استشهاد شيرخاني، ذكريات خاصة من صديق وفيّ، تعكس إيمان وتقوى الشهيد شيرخاني ومثابرته.

بدأت صداقتهما في مراسم العرض الصباحي في معسكرٍ بطهران واستمرت لمدة تسعة عشر عاماً، صداقة مبنيّة على الآية الشريفة ” إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ” فالصداقة بين المتقين تثمر البركة في الدنيا أما في الآخرة فإن ثمارها أطيب وأشهى، هي الصداقة في الله ولله.

وبمساعدة السيد محمد رضا وتوجيهاته ومراعاة المحاذير الأمنية، وافقَ عددٌ من أصدقاء الشهيد الذين تشرّفوا بنيل وسام خدمة مرقد عقيلة أهل البيت عليهم السلام، فتكلموا عن جوانب مختلفة من شخصية كمال، الشخص القروي البسيط والخبير المتميّز في علم الطائرات المسيّرة. يقول زميل له وهو أستاذ جامعي: “كمال كان انساناً متواضعاً ليّناً، مع أنّه كان من أبرز خبراء قيادة الطائرات المسيّرة، فكان مضرباً للمثل في الجدّيّة والخبرة في عمله” ويقول رفيقه في السلاح: “حتى الآن أشعر في أصعب المواقف أنّ كمال يجلس بجانبي وابتسامته الدائمة مرتسمة على وجهه، فيساعدني بعطف وصبر لعبور الموقف”.

بذلت جهدي للمحافظة على الأمانة خلال كتابتي هذه المذكرات مع مراعاة المحاذير الأمنية في الجوانب السرية ذات العلاقة بعمل الشهيد شيرخاني وتخصّصه، وبالتالي ركّز الكتاب على أخلاق الشهيد وطباعه لتجنب تسريب المعلومات السرية. وهذا ظلم آخر بحقّ الشهداء المدافعين عن حرم أهل البيت عليهم السلام وبصورة خاصة شهداء قوّة القدس في حرس الثورة الإسلامية، فحتى بعد استشهادهم يبقون في الظل ولا يمكن تسليط الضوء على قدراتهم، وانجازاتهم والمهمات التي نفّذوها في داخل البلاد وخارجها.

عند اختيار اسم لمجموعة الذكريات التي بين يديك اتفقتُ مع الراوي على اسم “جمروش”، وهو اسم طائر اُسطوري في الثقافة الإيرانية القديمة ومعناه حارس السماء، وهو اسم الطائرة المسيّرة التي شارك الشهيد ميرخاني في جميع مراحل صنعها من التصميم الى الاختبار، وبعد استشهاده تمت إزاحة الستار عنها وقامت بأكبر عدد من المهمات في وحدة الطائرات المسيّرة.

وكانت مجالسة عائلة هذا الشهيد الكريمة من أكبر الأحداث التي شهدتُها خلال العمل على هذا المشروع؛ حيث وفّقني الله للحوار مع والدة الشهيد وعقيلته فكان الإيمان، والنجابة، والاحترام، والصدق والحب المتبادل بينهم أجمل من جميع الأزهار التي زرعها الشهيد كمال في الطريق بين منزل أُمّه ومنزله، فكان كلامه دقيقاً جداً عندما قال لأحد أصدقائه: “أُريد أن أبذل جهدي وأجتهد لأبني جنّة صغيرة لعائلتي”. وكلّما زرتُ هذه العائلة أحسستُ بالجمال والبساطة في المنزل الذي بناه كمال، وخالجني الإحساس بالسكينة في ذلك المنزل. وهنا أتقدّم بالشكر الجزيل لعائلة الشهيد شيرخاني لأنهم سمحوا لي بدخول منزلهم وعيش أجوائهم الخاصة هذه.

في النهاية أشكر جميع الأصدقاء، والزملاء ورفاق السلاح؛ بصورة خاصة راوي هذه الذكريات (السيد محمد رضا) والمسؤولين الثقافيين وقسم الأمن في قوة القدس، وكذلك عائلتي، وزملائي ومدير دار الشهيد كاظمي للنشر لمساهمتهم في إنجاز هذا العمل.

وداعا ایتها الدنیا

كتاب “وداعا أيتها الدنيا” من مجموعة حكاية الصالحين رقم (5) يتحدث عن ذكريات “محمّد شاليكار” المدافع عن المراقد المقدسة للمؤلف “مصيب معصوميان”.

يشير المؤلف في مقدمة الكتاب: جاء إلى حلمي، وقال: لقد حقّقتُ مبتغاي ألا وهي الشهادة.

عندما نسّقتُ للمرّة الثانيةِ مع السيّدة “شَهْرِبَانو نَوْرُوزیان” زوجة الشهيد الحاجّ محمّد شاليكار؛ كي نُنجز الأعمال المتعلّقة بالكتاب، في نفس تلك الليلة رأيته في حلمي مرّةً أخرى، كما لو أنّني كنتُ بين الحلم واليقظة، جاء وقال: أعطِني الكتاب كي أرى ماذا فعلت!

في عالم الرؤيا وضعتُ أمامه نُسخةً معدّةً، فأخذَ النسخة وألقى نظرةً على بعض صفحاته، وسألَ بانزعاجٍ: ماذا كتبتَ عن السيّدة زينب سلام الله عليها؟

وقعتْ عيني المذهولة على عينيه الحادّتين، وبعد سكوتٍ قصيرٍ نطقَ لساني وقلتُ بخجلٍ: لم أكتبْ شيئًا!

قال: اكتبْ عن مُصابِ السيدّةِ زينب عليها السلام.

استيقظتُ من نومي، وبكيتُ بعفويّةٍ وقلتُ: اللهُ أكبر… اللهُ أكبر… اللهُ أكبر… .

طاهر خان طومان

كتاب “طاهر خان طومان” من مجموعة حكاية الصالحين رقم (8) يتحدث عن ذكريات “الشهید السيد رضا طاهر” المدافع عن المراقد المقدسة وتأليف “مصيب معصوميان”، وجاء في مقدمة الكتاب:

(مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) سورة الاحزاب، الآية 23

كان السيّد رضا طاهر مجاهداً لا يعرف التعب والملل، وكان طاهراً معطراً يشعّ نوره كالنجم بين مقاتلي فرقة 25 كربلاء.

كان نموذجَ المقاومة، وبطلَ ساحةِ الوغى. وكانت الشجاعة والثبات والمقاومة والصبر والأدب والأخلاق الحسنة من الصفات البارزة في هذا الشهيد العظيم الذي ضحّي في سبيل الله بكل شيء من أجل أهدافه السامية.

لقد شاهدنا مواجهته البطلة والفریدة مع الجلاوزة التكفيريين وعملاء أمريكا والكيان الصهيوني الغاصب، في فروردین واردیبهشت عام 1395 هـ . ش، التي بیّنت جوهره ومعدنه أمام إخوته المجاهدين. كما أظهرت مدى تفانيه في حبّه للسيدة زينب ـ سلام الله عليها ـ .

حارب وضحى وقاتل قتالاً منقطع النظير في منطقة البيت الأصفر في المحور الأيمن من منطقة خان طومان الواقعة في حلب حتى الشهادة.

كما أدىّ والده ووالدته وأسرته دورهم خلال حياة الشهيد وبعد استشهاده على أتمّ وجه بالصبر والثبات متأسّين بالإمام السجاد ـ عليه السلام ـ والسيّدة زينب ـ سلام الله عليها ـ.

وبقينا نحن ننتظر الالتحاق بأعزّتنا إن شاء الله أو نحظى بشفاعتهم بإذنه تعالى.

حمید رضا رستمیان

قائد فرقة 25 کربلاء

أخي عباس

کتاب “أخي عباس” ذکریات عن الشهید المدافع عن المراقد المقدسة “عباس کرداني” وتأليف ” حمید داودآبادي”، ويقول المؤلف: قبل عدّة سنین کنت مشغولاً بکتابة بحث تحقیقي حول لبنان وقد أخذ من وقتي الکثیر، فلما وصلتني رسالة من امرأة علی صفحات الشبکات الاجتماعیة:

«اخي عباس کرداني من الشهداء المدافعین عن المراقد المقدسة وهو من أهالي خوزستان واُرید منکم ـ إن أمکنکم ـ أن تکتبوا بحقّه کتاباً».

فاعتذرتُ وقلتُ:

«بالرغم من أنّي أُحبّ کثیراً أن أعمل هذا العمل إلّا أنّه لیس لي الفرصة لذلک»

ولکن لَمّا وصلتني هذه الرسالة:

«أخي کان قد قرأ جمیع کتبکم وکانت لدیه علاقة شدیدة بکتاباتکم»

وفي لحظة واحدة تغیر کل شيء وطلبتُ منها أن ترسل لي کلّ شيء یتعلّق بهذا الشهید، فتحملتْ عناء ذلک وأرسلت لي صفحات دفتر مذکرات أخیها بکلّ لهفة وشوق.

وفي الأثناء تعرّفت علی أحد الأبطال المدافعین عن المراقد المقدسة باسم (مسعود أُویسي) الذي کان مشغوفاً بخصال عباس الأخلاقیة حیث کان یأخذ الجهاز الصوتي معه إلی کلّ مکان لیحاوره….

وهذا الکتاب لم یشتمل إلّا علی ما کتبه الشهید عباس کرداني بخط یده والحوارات التي اُجریت معه، وبالتأکید فإنّ لأهله وزملائه المقاتلین معه ذکریات لطیفة وکثیرة وهي بحدّ ذاتها تحتاج إلی کتاب مستقل وسننشره بإذن الله تعالی في المستقبل، أمّا هل یکون ذلک من قِبلي أو من الآخرین؟ والمهم أنّ هذا التوفيق یا تری سیکون مِن نصیب مَن!

“عباس کرداني” أو باللهجة العامیة (کردوني) ولد یوم الاثنین (۲۰ من شهر اسفند لعام ۱۳۵۸ هـ ش) في مدینة أهواز التابعة لمحافظة خوزستان، وقد أدرک نهایة حرب الدفاع المقدس عام ۱۳۶۷ هجري شمسي وکان له من العمر ۸ سنین.

في هذا الوقت کانت خوزستان تخضع بشکل مستمر للقصف المدفعي والصواریخ والانفجارات من قبل الجیش الصدامي، وقد أدرک عباس بوجوده هجمات العدو وکان لذلک التأثیر الکبیر علی روحیته.

ولما دخل في ریعان الشباب کان یتحسر دائماً علی عدم تمکنه من الالتحاق بجبهات القتال لصغر سنه، الأمر الذي جعله یسعی للحضور في أماکن الدفاع المقدس ـ التي لم تکن تبعد عن محل سکنه إلّا مسافة قلیلة ـ ویحاول أن یحظی بالأجواء المعنویة التي یتمتع بها جنود الإسلام.

کما أنَّ مطالعة ذکریات الشباب المؤمن الذين استطاعوا أن یضربوا قلب العدو ولم یسمحوا بجهادهم وشهادتهم أن یسیطر العدوّ علی شبرٍ واحدٍ من تراب وأرض إیران الإسلامیة کان لها الأثر البالغ علی روحیة عباس، الأمر الذي جعل من عباس ناشطاً تربویاً ومشارکاً في قوات التعبئة والحرس الثوري، ونظراً إلی استعداده الجید فکانت له مشارکة واضحة في ذلک.

أضف إلی ذلک الحرب التي دامت ۳۳ یوماً في لبنان في فصل الصیف لعام ۱۳۸۵ ه.ش. حیث کانت تشکل میداناً مهماً من المشارکة الفاعلة للشهید عباس وبعض أصحابه في جبهات القتال ضد العدو الصهیوني الغاصب، وکان لهذه الحرب الدور المهم في رفع المستوی الروحي والعسکري له.

إنّ حضوره في جبهات القتال ضد الدواعش في العراق، وبعد ذلک حضوره الفعال في جبهات القتال في سوریة لمواجهة الإرهابیین المجرمین تُعدّ من جملة نشاطاته الجهادیة الأخیرة.

کما أنّ شرح النشاطات الثقافية، والشؤون الخیریة والتعلیمیة والعسکرية وحتی الاقتصادیة للشهید عباس کرداني تُعدّ موسوعة کبیرة وهي جزماً تحتاج إلی کتاب مفصل وجامع.

وأخیراً ففي یوم الاثنین ۱۹ بهمن لعام ۱۳۹۴ ه.ش في الساعة العاشرة صباحاً تقریباً أصابته طلقة ناریة صادرة من قبل الإرهابیین المجرمین وقعت في صدر عباس کرداني لتعرج به إلی السماء وذلک في عملیات تحریر مدینتي (نبّل) و (الزهراء) في ارتفاع (تل طامورة) بالقرب من مدینة (مایر) الواقعة في سوریة.

وقد بقي جثمانه الطاهر في میدان الحرب ۳ أیام، ثم استطاع أصحابه المقاتلین جلب جثمانه ونقل من هناک إلی إیران، وتمّ تشییعه في یوم الأحد ۲۵ بهمن لعام ۱۳۹۴ في مدینة الأهواز ـ مسقط رأس عباس ـ وحمل جثمانه إلی مقبرة بهشت آباد، لیرقد قریر العین إلی جانب أصحابه المقاتلین.

أنت لست أخي

كتاب “أنت لست أخي” من تأليف “صادق عباس ولدي” وترجمة “شمس حجازي” وهو من مجموعة حكاية الصالحين رقم (9) يتحدث عن ذكريات “الشهید محمد تاج بخش” المدافع عن المراقد المقدسة.

جاء في مقدمة الكتاب: واحد، اثنان، ثلاثة، والآن أربعة. إنّه الشهيد الرابع من هذه العائلة، والشهادة في هذه العائلة ليست حدثاً جديداً، وبين رجال هذه العشيرة، رجل عجوز كأنّ فنّ تربية الشهداء وحي السماء إلى أنامله. كنّا قد ذهبنا لنمرّ على ذكريات رابع شهيد لهذه العائلة، الشهيد المدافع عن الحرم، محمد تاج بخش، ولكنّ رؤية الجدّ والتأمّل في كلامه وسلوكه، وقبل الإستماع إلى الذكريات، جعلتنا كمن قرأ سيرة الشهيد من أوّلها إلى آخرها. ولا يمكن أن نسمّي هذا الرجل متخلّفاً عن قافلة الشهداء، إنّه مربي الشهداء، ومن ذا الذي يرى تربية الشهداء أقلّ من الشهادة؟!

وفي السنوات الثمانية للحرب المفروضة على إيران، قد طرق باب هذه العائلة خبر الشهادة لثلاث مرّات وخبر الإصابة بالجراح لمرّتين، فخالان وعمّ التحقوا بالشهداء، والأب والجدّ تقلدا وسام الجرحى.

انتهت السنوات الثمانية للحرب المفروضة وكادت الشهادة تتحوّل إلى ذكرى، ذكرى ينبغي البحث عنها في طيّات الكتب، وعلى الرغم من أنّ الهجوم العسكريّ قد انتهى، ولكنّ الغزو الثقافيّ اشتدّ من كلّ جانب، ومحمّد مجاهد عطوف في خندق المسجد وحامي حمى ثقافة الناس ودينهم.

كان محمّد في خندق المسجد مشغولاً بمواجهة أعداء الفكر حين انبعث في الآذان نفير حرب بعيدة شيئاً ما عن الحدود، وكان طمع العدوّ هذه المرّة بحريمٍ كان قلب محمّد يخفق بعشقه، كان الصوت قادماً من دمشق، حريم سيّدة  كان قد اتّصل بها وجود محمّد نسيجاً بنسيج.

هو شيعيّ ومن أهل خوزستان، والشيعة يعرفون بغيرتهم، ويجب أن تسمّى خوزستان مهد الغيرة. وكان اجتماع هاتين الغيرتين في وجود محمّد قد جعل منه رجلاً لا يطيق البقاء، كان يرى حرم الله في معرض النظرات المغرضة. كان عليه أن يرحل، وكان قلبه لا يهدأ سوى بالوقوف في وجه أعداء حرم الله، رحل محمّد بصمت، وعندما كان يشيّع بفخر فوق أكتاف الناس، فهم الكثيرون حينها أنّ ذلك المجاهد في خندق المسجد، هو الشهيد نفسه الذي يمضي نحو الجنان.

كان محمد عاشقاً للإمام الرضا عليه السلام، ومن يدري؟! ربّما كان قد أخذ ميثاق الشهادة في المرّة الأخيرة التي زار فيها جنة الله مشهد الإمام الرضا عليه السلام.

فهنيئاً له الشهادة! وليت اسمه وعقيدته يبقيان دائماً مشعلاً يضيء لنا الطريق.

تذکري

كتاب ” تذكري… ” من مجموعة حكاية الصالحين رقم (7) يتحدث عن ذكريات ” الشهید حميد سياهكالي مرادي” المدافع عن المراقد المقدسة برواية زوجته، ومن تأليف “رسول ملا حسني”.

كلمات سبع:

– الكلمة الأولى: أثناء سيري من النجف إلى كربلاء، كان يرافقني أكثر من كلّ الأمتعة التي حزمتها لسفري، دفتر صغير أعزّ من كلّ ما أملك، إنّه يحمل المذكّرات الأولى التي كان من المقرّر أن تكوّن هذه القصّة؛ وهكذا كان، فقد رافقني حميد في الأربعين من هذا العام عاموداً بعامود، وموكباً بموكب، وحرماً بحرمٍ؛ لكي تكون أكبر هديّة من هذا السفر كتابة ذكريات عاشق “كربلاء” في تلك الليالي الخريفيّة، وكربلاء هي أرض العشق وبقدر ما كان حميد عاشقاً وصل إلى كربلاء في فصل العشق.

– الكلمة الثانية: ببساطة أقول إنّ الاعتراف فضيلة، وأعترف بأنّ كل ما سترونه ليس في مستوى وعظمة هذا الشهيد، حيث يبقى القلم عاجزاً، فأنا كطائر لا يريد إلا أن يبقى أسير قفص يدعى “حميد”، عامان وأنا مشغول في كتابة ذكريات هذا الشهيد المدافع عن الحرم والتأمّل فيها، وكلّ ما كتبته قطرة مما شعرت به، وما شعرت به هو مجرّد نافذة على هذا العشق وتلك البصيرة وذاك العطاء. ومما لا شك فيه أنّ قصة “تذكّري” هذه هي زاوية صغيرة من زوايا حياة حميد، وهي فقط ذكريات روتها زوجة الشهيد، وكان أوّل من لحّن مرثيّة العجز هذه أنا، تلك المرثيّة التي تقول:

ما كلّ ما في القلب يكتب إنّما       أخطّ بدمعي أسطراً إيماءً

ولا سبيل لنا سوى أن نحمل القلم، ونجلس أمام أفراد عاشروا حميداً، وشاهدوا بأمّ العين تلك الشجرة الراسخة في ميدان الشهادة ولمسها كلّ منهم بقلبه ووجدانه، بدءاً من أب الشهيد وأمّه، إلى إخوته وأخواته وأقاربه وزملائه وأصدقائه، بل وكلّ من لديه ذكرى عن الشهيد مهما قلّت. وهذه القصة هي بداية الطريق، وكلّي أمل بأن أجلس مرّة أخرى معهم وأتعرّف إلى جانب آخر من جوانب شخصيّة هذا الشهيد النبيل.

– الكلمة الثالثة: أقدّم شكري إلى كلّ من سعى وقدّم خدمة من أجل إنجاز هذا العمل، من زوجة الشهيد التي كان هذا الكتاب رهن صبرها الزينبيّ بصفتها راوية القصّة الطويلة لهذا الشهيد المدافع عن الحرم، وإلى أختي التي حملت على عاتقها مسؤوليّة اللقاء وإعادة صياغة النصّ، زوجتي العزيزة وكلّ متابعاتها، أمي وأبي لكلّ دعواتهما، وجميع الأعزاء الذين قدّموا ملاحظاتهم وآراءهم القيّمة كلمة بكلمة وحرفاً بحرف لتكون قصة “تذكّري…” هذه ذكرى باقية لأيّام لم تأت بعد، لأيّام تحتاج إلى حضور الشهداء ودعائهم أكثر من أيّ وقت مضى.

– الكلمة الرابعة: أقدّم باقات محبّتي إلى كلّ من بذل جهداً لكي تبصر هذه القصّة النور، من المصمّمين والفنيّين، أهل القلم وكلّ من كان إلى جانب قصة “تذكري…” خطوة بخطوة.

– الكلمة الخامسة: أرجو المزيد من التوفيق والتقدّم لجميع الأعزاء الذين طوّروا هذا العمل أو سيقومون بتطويره مستقبلاً، من المؤسّسات والجمعيّات التي رعت قصّة “تذكري…” كعمل أدبيّ، كيلا تكون مجرّد قصة، بل مدرسة لتعاضد الجهود المجّانيّة في سبيل نشر ثقافة الإيثار والشهادة.

– الكلمة السادسة: إنّنا نفخر بأن تساهم معنا في هذا الطريق، فإن كان لديك ذكرى أو صورة لهذا الشهيد الحبيب فلا تبخل علينا بها، كما نرجو أن تتفضّل علينا بملاحظاتك واقتراحاتك، فمن دواعي سرورنا أن تكون الطبعات القادمة لهذه القصة مرفقة بآراء القرّاء.

– الكلمة السابعة: “سياه پوش”، “سياه كالى”، لا أدري ما سر ورمز هذه الأسماء ، عندما كنت أكتب قصة  “قائد البصرة” التي تتناول حياة الشهيد “سياه پوش”، لم أكن أعلم أنها مقدّمة لكتابة قصّة شهيد آخر باسم “سياه كالى”.

عزيزي حميد أنا لست جديراً بكلّ تلك المحبّة، وإن كنت لا أشكّ أنّك أنت الذي كنت طيلة تلك الأيام من يأتي إلى قبرك، يقرأ الفاتحة لك ولي.

وطوال تلك السنتين كنت أنا ورائحة سورة يوسفِ وجهِك الجميلِ، وعندما كنت أناديك من إطار صورتك كنت أجلسها على الكرسيّ أمامي لنجلس معاً نحتسي الشاي ونكتب ذكرياتنا.

يلتف حول كياني كما يلتف العشب على بعضه ألمٌ يشبه ألمَ الوصول إلى النهاية.

دعنا نمضي…

عزيزي حميد، سامحنا بحقّ الخريف فصل محطّات الحب.

سأعود بعد سبعة أیام

كتاب “الشهيد العزيز” من مجموعة حكاية الصالحين رقم (2) يتحدث عن ذكريات “محمود رادمهر” المدافع عن المراقد المقدسة، ومن تأليف “مصيب معصوميان”.

جاء في مقدمة الكتاب: تعرفت على الشهيد السعيد “محمود رادمهر” في عام 2011. كنت أراه شابّاً نشيطاً في الفعاليات القتالية، والتخطيط والنشاطات العسكرية، كما كان شابّاً ذكيّاً، مستعدّاً مخلصاً، متواضعاً مُتقناً لعمله بشكل تام. اجتذب هذا الشاب اهتمامي. وكان الصمت يخيّم على قاعات الاجتماع عندما يبدأ محمود الكلام، حيث يصغي له الجميع بانتباه. وفي ساحات القتال، كان الضبّاط والمقاتلون ينظرون إلى محمود منتظرين سماع رأيه. حتى عندما كان بين أصدقائه كان الجميع ينظرون إليه ويرصدون حركاته. كنت أشعر بفرحة غامرة وأنا أرى بريق نجم هذا الشاب وهو يعمل ضمن الوحدة المسؤول عنها.

كنت قد اخترته ليلعب دوراً في مستقبل الفرقة. كنت قد عقدت أملا كبيراً على مستقبله. كثيراً مّا اعتمدتُ على قدراته، وغمرني الفرح وأنا أرى تصرفاته واخلاصه في العمل.  كان إنساناً مخلصاً ومتواضعاً حقّاً، وكان يسخّر جميع طاقاته وإمكانياته لخدمة الفرقة. كان في وسط الميدان دائماً. كان إنساناً سامياً ومهذّباً يمتلك على الصعيد الفردي والصعيد العملي إمكانيات مشهودة وأُخرى كامنة كبيرة…

 

 

 

المصدر: الوفاق