تراث قيّم في محافظة قزوين

مسجد ومدرسة سردار.. عمارة إيرانية إسلامية فريدة

قع مسجد سردار في الجزء الجنوبي من ساحة المدرسة ويتصل بضوء الشمعة الكبيرة وله ثلاثة أقواس من الآجر. فوق القوس الأوسط، والذي هو أكبر من القوسين الآخرين، توجد قبة صغيرة مخروطية الشكل ببلاط فيروزي

2023-08-09

طالما احتلت مدارس قزوين الدينية مكانة خاصة في التاريخ الديني والثقافي للبلد، وقد جاء علماء الدين المشهورون من جميع أنحاء البلاد للتزود من مدارس هذه المدينة.

وتعتبر مدرسة سردار العلمية، بعمارتها الإيرانية الإسلامية الفريدة التي تذكرنا بفترة القاجار، جنباً إلى جنب مع المدارس التاريخية مثل الصالحية وشيخ الإسلام والبيغمبرية ومولاوردي خاني ، تراثاً قيماً. مسجد ومدرسة سردار من أجمل المدارس الدينية والأماكن ذات الأهمية في محافظة قزوين، والتي تقع في نهاية شارع تبريز.

المدخل الجميل والرائع للمدرسة مزين بالبلاط المينا وزخارف الزهور والنباتات والطيور والخطوط الإسلامية. وبحسب النقش الموجود على مدخل المدرسة، فقد تم بناء هذا المبنى من قبل شقيقين هما حسن خان وحسين خان سردار عام 1194 هـ.

مبنى المدرسة وساحتها مستطيلة الشكل، وتبلغ مساحتها 1440 متراً مربعاً ويتكون المبنى من طابقين، قاعدته مزينة بالحجر والباقي بالطوب والبلاط الملون. حول ساحة المدرسة، من الجوانب الأربعة، تم إدراج قصائد محتشم الكاشاني بخط النستعليق الأبيض الجميل على بلاطة أرجوانية اللون.

يوجد في منتصف ساحة المدرسة مسبح مغطى وفي جنوب المدرسة يوجد ضوء شمعة كبرة أعلى من ارضية الفناء حوالي متر واحد وكذلك ومن الشرق والغرب بنفس حجم المدرسة والتي يستفاد منه في فصل الصيف للاستراحة ولاداء ولمراسم التعزية.

يقع مسجد سردار في الجزء الجنوبي من ساحة المدرسة ويتصل بضوء الشمعة الكبيرة وله ثلاثة أقواس من الآجر. فوق القوس الأوسط، والذي هو أكبر من القوسين الآخرين، توجد قبة صغيرة مخروطية الشكل ببلاط فيروزي، وفي أعلى القبة بناء يزيد طوله عن 1.20 وعرضه 40 سم.

المساحة داخل المسجد، بصرف النظر عن تبليط المحراب، بسيطة للغاية، وفقط في جزء السقف، تم إنشاء زخارف تقليدية بسيطة باستخدام البلاط والطوب. القوس الكبير الكامل للجانب الجنوبي للمسجد مغطى بعقدة خشبية ومدخل المسجد من ضمن في هذه النافذة.

ولقد تم بناء 32 غرفة في الجزء الشرقي والغربي من حلقتين متصلتين بأروقة صغيرة. بحيث يوجد في منتصف المعلم (حجرة الدراسة) أو غرفة كبيرة وعلى جانبيها حلقتان يمثلان مدخل الطابق الثاني.

واجهة الطابق الثاني لها قوس صفوي، ومزينة ببلاط المينا الجميل، كما أن نوافذها الخشبية المصنوعة بدقة، خلقت تناغماً خاصاً.

ومن الزخارف المعمارية الأخرى للمبنى نقش من قصيدة محتشم كاشاني بخط النستعليق الأبيض على بلاطات أرجوانية محفورة على الجوانب الأربعة تحت السقف. وواجهة العوارض الخشبية وحدودها في الطابق الأرضي مزينة بالبلاط وتكرار اسم محمد بخط هندسي يعطيها تأثيراً خاصاً.

ولقد تعتبر المدرسة من روائع فترة القاجار من حيث الفن والعمارة، ويمكن رؤية جميع الأمثلة على التبليط والعمارة في هذه الفترة. حالياً، يستضيف هذا النصب التاريخي، باعتباره أحد المعالم السياحية في محافظة قزوين.