إنتهاكات حقوق الإنسان في البحرين

إضراب السجناء: أزمةٌ أعمق من تحسين ظروف الاعتقال

ندخل اليوم السادس من إضراب مئات المعتقلين السياسيين في البحرين، وذلك للمطالبة بإخراج معتقلين آخرين موجودين في سجن العزل الأكثر قسوة، وللمطالبة كذلك بحقوق إنسانية مثل فتح بوابات الزنازين، وتحسين الطعام، ورفض المعاملة السيئة التي يتلقونها، وتفشي سياسة الإهمال الطبي في السجون وموت المعتقلين المرضى.

في البعد السياسي فإن هذا الإضراب مؤشر على حقيقة وجود أزمة سياسية لم يتم حلها بسبب رفض الحكومة الحوار مع المعارضة وتفضيلها الاستمرار في خيار القمع والانتهاكات.

هناك أكثر من ألف و300 سجين رأي في البحرين، يموت بين كل فترة بعضهم بسبب الأمراض وبسبب الإهمال الطبي الجسيم، وآخرهم كان الشهيد الشاب محمد العالي.

البرامج التي أعلنتها الحكومة مثل العقوبات البديلة والسجون المفتوحة والعدالة الإصلاحية للأطفال، فشلت الحكومة نفسها في الالتزام بها، واستثنت منها السجناء السياسيين حتى الصغار الذين تم اعتقالهم وهم أطفال، لذا فقد ازدادت الأوضاع سوءا وزاد تشدد وزارة الداخلية في التعامل مع السجناء.

بالعودة للإضراب، فقد بدأت آثاره الصعبة تظهر على المعتقلين، الذين يعانون أصلًا من سوء الرعاية ويواجهون ظروفًا صعبة، إذ تعرض عشرات منهم للإغماء نتيجة الإعياء.

الناشطة الحقوقية ابتسام الصائغ أشارت إلى أنّ المضربين تعرضوا للإغماء بسبب الهبوط في معدل السكر بين 2.4% و3.6%، وأكدت أنّ هناك مخاوف على حياتهم.

ودخلت عوائل المعتقلين على الخط لمناصرة أبنائهم، وفي فيديو مصوّر أعلنت والدة المعتقل محمد الدقاق وهي امرأة كبيرة في السن بدءها إضرابًا عن الطعام تضامنًا مع ابنها وباقي المعتقلين، وقالت: لا نستطيع العيش بشكل طبيعي ونحن نرى أبناؤنا جائعون ويعانون.

واستطاع المعتقلون المضربون عن الطعام إرسال رسائل صوتية تم نشرها للرأي العام عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أعلنوا فيها أسباب إضرابهم عن الطعام، ورغبتهم في الحصول على حقوق إنسانية مشروعة تحرمهم منه السلطات. وصادف اليوم الرابع من الإضراب، مرور عام كامل قضاه 14 معتقلًا سياسيًا في سجن العزل الشديد القسوة، ورغم المناشدات والمطالبات لا تزال الحكومة مصرّة على الاستمرار في عقابهم ورفضت إنهاء عزلهم، رغم إن أهالي هؤلاء السجناء شرحوا الظروف القاسية في هذا السجن التي تتجاوز بكثير ما يعانيه السجناء في زنازينهم. فالسجناء مقيدون بالسلاسل طوال الوقت، ويتعرضون للضرب المتكرر والإهانات، ولا يسمح لهم بالتعرض للشمس، ولا يحصلون على تغذية جيدة.

السجين محمد الخور أرسل رسالة عتاب مؤلمة من داخل السجن، طالب فيها أبناء الشعب بإعلان التضامن مع السجناء في محنتهم، لبت أعداد من المواطنين النداء، إذ خرجت أكثر من مسيرة للتضامن مع المعتقلين وأعلنت تأييد مطالبهم، وعبّرت عن الوفاء لهم، وطالب المتظاهرون بالإفراج عن السجناء.

من طرف الحكومة، يخيم الصمت، لم تقبل إدارة السجون حتى الآن فتح حوار مع السجناء من أجل مطالبهم، ولم يتم إخراج معتقلي العزل من مكانهم، ولم يتحدث سوى مصدر من وزارة الداخلية مع وكالة أسوشيتد برس قال إن السجناء يحصلون على معاملة جيدة وتغذية جيدة.

أيضا وفد من النيابة العامة زار المعتقلين المضربين عن الطعام وسجّل مطالبهم، فيما يبدو أنّها محاولة معتادة للالتفاف على المطالبات وكسب الوقت في مواجهة هذا الإضراب الواسع، الذي يؤكد شيئا واحدا ويذكّر العالم به، بأن في البحرين مأساة إنسانية وأزمة سياسية مستمرة، ونارٌ تحت الرماد.

 

الشيخ الديهي: إضراب المعتقلين السياسيين في سجن “جَوْ” يجسّد إصرارهم على الحقوق الأساسية والكرامة ويذكّر بأنّه لا يمكن تجاهلها
بدوره أكد نائب الأمين العام لجمعية “الوفاق” الشيخ حسين الديهي أنّ “مطالب المعتقلين السياسيين ليست ترفيهية بل ضرورية جداً ومن بديهيات الحياة الإنسانية”.

وأوضح الشيخ الديهي، في تغريدة على “تويتر”، أنّ “الحقوق لا تُناقَش بل تُحقَّق”، مشيراً إلى أنّ “إضراب المعتقلين السياسيين في سجن “جَوْ” (المركزي) يجسّد إصرارهم على الحقوق الأساسية والكرامة ويُظهر استماتتهم في النضال من أجل الحرية والكرامة، وهو تذكير بأنّ الحقوق لا تُهمل ولا يُمكن تجاهلها”.

وفيما شدد على أنّ “القمع والظلم لن يكسر إرادة المعتقلين السياسيين”، أكد أنّهم “يخوضون تحدّي الجوع للحصول على حقوقهم، وهذه هي التضحية التي يقدّمونها اليوم”، داعياً “أبناء شعب البحرين الغيارى إلى نصرتهم بكل الإمكانيات المتاحة”.

وأضاف أنّ “إضراب المعتقلين السياسيين يُظهر مدى تصميمهم في مطالبتهم بحقوقهم الإنسانية”، مطالباً النظام بأنْ “يسمع صرخاتهم ويحقق مطالبهم وهو من يتحمّل المسؤولية عن أي سوء يقع عليهم”.

وأرف قائلاً: “نحن نقف إلى جانب المعتقلين السياسيين ونؤكد أنّ الحقوق لا تُسلب ولا يُمكن التنازل عنها، وندعو إلى تحقيق مطالبهم والإفراج الفوري عنهم”.

 

 


الشيخ عبدالله الصالح: قضية المعتقلين ستبقى من أهم القضايا التي نعمل من أجلها
قال نائب الأمين العام لـ “جمعية العمل الاسلامي – أمل”، الشيخ عبدالله الصالح، إنّ “قضية المعتقلين ستبقى من أهم القضايا التي يعمل من أجلها أبناء الشعب جميعاً”.

وقال الشيخ الصالح، في تغريدة على “تويتر”: “لن يغمض لنا جفن وشخص واحد في السجون”، مطالباً بالإفراج الفوري عن جميع السجناء.

 

عبدالهادي الخواجة يضرب عن الطعام تضامناً مع المعتقلين السياسيين في سجن “جَوْ”

أعلن معتقل الرأي عبدالهادي الخواجة، يوم الأربعاء 9 أغسطس/آب 2023، عن إضرابه عن الطعام تضامناً مع المعتقلين السياسيين المضربين في سجن “جَوْ” المركزي.

وبدأ مئات المعتقلين السياسيين في سجن “جَوْ” إضراباً مفتوحاً عن الطعام، يوم الاثنين 7 أغسطس/آب 2023، للمطالبة بحقوقهم بعد تجاهل السلطات لمطالبهم واستمرارها في انتهاك حقوقهم بقرارات جائرة كالعزل وحرمانهم من حق التعليم وإهمال الرعاية الصحية ونظام الزيارات وصلاة الجماعة

 

زعيم المعارضة الشيخ علي سلمان يمتنع عن الخروج للزيارة تضامناً مع المعتقلين المضربين عن الطعام
رفض الأمين العام لجمعية “الوفاق” المعتقل الشيخ علي سلمان الخروج للزيارة التي أعطته إياها إدارة سجن “جَوْ” المركزي، وذلك تضامناً مع المعتقلين السياسيين المضربين عن الطعام.

وأتى رفض الشيخ سلمان بعد أيام قليلة من منع السلطات له من إلقاء نظرة الوداع على خالته التي توفيّت قبل أسبوع، وتجاهلها نداءات الإفراج المؤقت عنه للمشاركة في وداع خالته.

 

 

حالات إغماء جديدة من بين مئات المعتقلين السياسيين المضربين عن الطعام في سجن “جَوْ” لتحقيق مطالبهم
أمام هذه الممارسة القمعية التي يرتكبها آل خليفة بحق السجناء معتقلي الرأي، سُجّلت، يوم الأربعاء 9 آب/أغسطس 2023، ثلاث حالات إغماء جديدة من بين مئات المعتقلين السياسيين المضربين عن الطعام، لليوم الثالث على التوالي، في مبنى رقم 8 عنبر رقم 2 في سجن “جَوْ” المركزي، حيث نُقلوا إلى عيادة السجن.

وسُجّلت، يوم أمس الثلاثاء، أول حالة إغماء لأحد مئات المعتقلين السياسيين الذين بدأوا إضراباً مفتوحاً عن الطعام، يوم أمس الأول الاثنين، للمطالبة بحقوقهم بعد تجاهل السلطات لمطالبهم واستمرارها في انتهاك حقوقهم بقرارات جائرة كالعزل وحرمانهم من حق التعليم وإهمال الرعاية الصحية ونظام الزيارات وصلاة الجماعة.

وأكد المعتقلون السياسيون، في بيان مشترك، إنَّ “إدارة السجن وبتوجيه مباشر من السلطة ضيّقت عليهم الخناق ضاربةً أبسط الحقوق التي يتمتع بها حتى أسرى الحروب، ناكثةً بما ألزمت به نفسها من مواثيق دولية ودستورها المكتوب بيدها لائحة حقوق الأسرى المسجلة لدى إدارة السجن”.

وأضافوا أنّ “السلطة استخفّت بحقوقهم بل وحتى كرامتهم الإنسانية والتي تم سحقها مراراً بالقرارات الجائرة ومنها: العزل الظالم لعدد من الأسرى وسلبهم الكثير من حقوقهم ومنها حرية إحياء الشعائر الدينية، البرنامج اليومي الخانق الذي يُبقي الأسرى 23 ساعة يومياً داخل الزنزانة فيما يتم إخراج الأسرى ساعة واحدة في اليوم يقضون فيها جميع حاجاتهم من اتصال ونشر الملابس والرياضة والتشمُّس، وكذلك لا يتم إخراج الأسرى لصلاة الجماعة في مصلى المبنى”.

وأشاروا إلى “نظام الزيارات الظالم بحاجزه الزجاجي وتقليص وقت وعدد الزيارات، ومنع الأخوال والأعمام وحتى أبناء الأخ والأخت من الزيارة”، مشيرين إلى “حقّهم المضيّع في التعليم بتعمّد سياسي بغيض لتجهيلهم، وكذلك حقّهم في الرعاية الصحية إذ لا يخفى على أحد تأزم الوضع الصحي، وما شهادة الشهيد محمد العالي خير دليل”.

وبينوا أنّهم “بعد استنفادهم السبل كافة لاسترداد حقوقهم قرّروا الإضراب المفتوح عن الطعام تحت شعار “لنا حقٌ” استلهاماً بمقولة أمير المؤمنين (عليه السلام)، ونهلاً من فيوضات عاشوراء الحسين (عليه السلام).

وأوضحوا أن “مطالبهم ليست ترفيهية بل ضرورية جداً ومن بديهيات الحياة الإنسانية حتى في أدنى المستويات التي عرفها التاريخ البشري”، مطالبين البحرينيين بـ “الوقوف صفاً واحداً مع الفعالية إعلامياً وميدانياً” إلى جانبهم.

واستشهدوا بقول آية الله الشيخ عيسى قاسم عن المعتقلين: “سجنهم سجن لنا جميعاً ومحنتهم محنتنا فما يمسُّ كرامتنا يمسُّ كرامة شعبنا كافة فحفظاً حفظاً للكرامة”.

المصدر: الوفاق