وفي كلمة ألقاها لمناسبة ذكرى شهادة زيد بن علي، لفت السيد الحوثي إلى استمرار العدوان على اليمن للعام التاسع، “بإشراف وتدخل مباشر من الأميركيين والبريطانيين، وتنفيذ عملائهم السعوديين والإماراتيين، من دون مبرّر”.
ورأى السيد الحوثي أنّ “مشكلة السعوديين والإماراتيين، على الرغم ممّا كلّف العدوان على شعبنا، أنّهم خاضعون للولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا”، مؤكداً الحرص الأميركي على استمرار الاستهداف لليمن.
وأضاف: “إذا لم يتمكّن (الأميركي) من احتلال كل بلدنا، سيحرص على أن يستقطع ما تم احتلاله منه”.
*لن نسكت.. وأمهلنا الوساطة الوقت الكافي
وأكد قائد “أنصار الله” في كلمته أنّ السعوديين سيواجهون “مشكلةً كبيرةً”، في حال بقائهم “مرتهنين لواشنطن، ومتوجّهين ضمن إملاءاتهم”.
وتابع: “لا يتصوّر السعودي أنّ بلدنا سيبقى مدمراً ومحاصراً، وشعبنا سيجوع ويعاني.. في حين ينأى هو بنفسه عن التبعات والالتزامات، نتيجة عدوانه الظالم على شعبنا لثمانية سنوات من العدوان والحصار”.
وقال إنّ على الرياض أن لا تتصوّر أيضاً بعد فشلها في الحرب العسكرية أنّ “بإمكانها الانتقال إلى الخطة ب، في استمرار الحصار والتجويع وحرمان شعبنا من ثروته”.
وأضاف: “لا يمكن للحال الراهن أنّ يستمر بما هو عليه أبداً.. وعلى السعودي أن يدرك أنّ استمراره في تنفيذ الإملاءات الأمريكية والبريطانية ستكون عواقبها وخيمة عليه”.
وعلى الرغم من أنّ المرحلة تشهد خفضاً للتصعيد، وإفساحاً للمجال للوساطة العمانية، إلا أنّ صنعاء “غير غافلة عن مساعي الأعداء لتحقيق أهدافهم الشيطانية”، كما أكد السيد الحوثي.
كذلك، شدّد قائد “أنصار الله” على أنّ استمرار الحصار والخراب والسعي لتفكيك البلد واستقطاع أجواء واسعة منه، أمور لا يمكن أن تمر”، مضيفاً: “أفسحنا المجال للوساطة بالقدر الكافي”.
وتابع: “إذا كانوا يريدون السلام، فطريق السلام واضحة، وليس هناك أي شروط تعجيزية من جانبنا”.
كذلك، قال إنّ وصول أي سفينة إلى ميناء الحديدة يترجم على الأرض، بعد “سلسلة طويلة من الاتصالات والمتابعات والوساطات”، كما أنّ الرحلات محدودة جداً من مطار صنعاء، وهي تأتي بعد “جهد جهيد”.
*فشل الأعداء ثمرة للانطلاقة الواعية
وفي نفس السياق، أكد قائد حركة أنصار الله في اليمن على وجوب التحرك في المقدمة في المجال العسكري، الذي يُعدُّ التحرك فيه ضرورةً للتصدي للأعداء، وذلك بالإضافة إلى الإعلام والسياسة والاقتصاد والفكر.
وتمنّى السيد الحوثي “أن يدرك الجميع أهمية العمل على الاستقرار الداخلي، وإفشال كل مؤامرات الأعداء لإثارة الفتن في الداخل، تحت مختلف العناوين”، مشدداً على أنّ “أولوياتنا واضحة، ويجب أن يبقى اهتمامنا بالدرجة الأولى متجهاً إلى التصدي للأعداء، والوصول لتحقيق سلامٍ عادل، بكلّ ما تعنيه الكلمة”.
ولفت السيد الحوثي إلى “أنّنا نرى جدوى التحرك في فلسطين في غزة، وما حقّقه مجاهدو حزب الله في لبنان، وأحرار الأمة في مختلف الأوطان، وما يمكن تحقيقه هو أكبر بكثير”.
*بعض الحكام غير جديرين لموقع المسؤولية
وعن الاستفزاز الأوروبي المستمر للمسلمين، قال السيد الحوثي إنّه يجب “أن يكون لنا موقف بحجم المسؤولية”، إذ وصلت “المجتمعات الغربية إلى ذلك المستوى الدنيء من الخضوع لليهود، الذين يحرّكونهم في استفزاز المسلمين”.
وأكد أنّ “للوبيين اليهودي والأميركي” في أوروبا نفوذاً معروفاً، “ولذلك يجعلانها ميداناً لترسيخ حالة العداء للإسلام ونبيه والقرآن”.
ولفت إلى أنّه “في المجتمعات الغربية، لم يبقَ أي اعتبار أو حرمة لكل ما له صلة بالأنبياء والقيم العظيمة”، حيث فُتح المجال للإساءة إلى الله، وصارت من المباحات.
وأشار إلى أنّ “الكثير من الأنظمة في العالم الإسلامي تهرّبت من قطع العلاقات الدبلوماسية والمقاطعة الاقتصادية للدول المسيئة للإسلام”، معتبراً أنّ هذا “يكشف مدى الخلل الكبير في مصداقية الانتماء للإسلام”.
واعتبر السيد الحوثي أنّ حكام هذه الأنظمة “يكشفون عن عدم أهليتهم أو جدارتهم لموقع المسؤولية. فهم ليسوا أمناء على أمتهم ولا يستشعرون المسؤولية تجاه أمتهم ومقدساتها”.
وتساءل: “إذا وصل الحال بكثير من الأنظمة في عالمنا الإسلامي إلى هذا المستوى من التفريط تجاه أقدس المقدسات، فهل هناك شيء آخر سيغضبون من أجله؟”
*الغرب يعمل على تفكيك المجتمع واستعباده
أما عن ازدواجية المعايير، فأشار السيد الحوثي إلى تصدي الغرب “لأي انتقاد لليهود، تحت شعار معاداة السامية”، معتبراً أنّ هذا يبيّن أنّ من يمتلك النفوذ ويسيّرهم هو اللوبي الصهيوني اليهودي”.
“وفي عالمنا العربي نرى الظلم في فلسطين على مدى عشرات السنين، وهو ظلم واضح لا خفاء فيه واغتصاب للأرض، ومع ذلك يقف الغرب مناصراً وداعماً للعدو الإسرائيلي”، تابع السيد الحوثي.
كما أكد قائد حركة أنصار الله اليمنية أنّ “الترويج لفاحشة الشذوذ الجنسي هو استهداف للأسرة والنسل البشري”، مع الإشارة إلى العمل على تفكيك المجتمع بشكل تام، وتمييعه للسيطرة عليه واستعباده”.
*المسلمون يعانون بسبب حرمانهم من ثرواتهم
وتطرّق السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي إلى الوضع في النيجر، حيث “يعاني الشعب البؤس والفقر”، على الرغم من امتلاكه ثروةً وطنيةً ضخمةً جداً، “تنهبها فرنسا، وتأخذها لمفاعلاتها النووية، وكذلك بريطانيا ومختلف البلدان”.
وقال السيد الحوثي إنّ الثروة الضخمة من اليورانيوم في النيجر، يُفترض أن تنهي معاناة الشعب هناك، لافتاً أيضاً إلى النهب الرهيب للثروات، والبؤس الكبير لدى الشعوب ومعاناتها.
*صنعاء لديها الإمكانات الكافية لتأمين الملاحة البحرية
أكدت صنعاء أنّ القوات المسلحة اليمنية، ممثلةً بالقوات البحرية، “جاهزة للتعامل مع الوجود الأميركي المكثّف” قبالة السواحل اليمنية وباب المندب، “الذي يمثّل شريان حياة لاقتصاد العالم”.
وأدانت الحكومة هذا الوجود الذي “يمسّ السيادة اليمنية، وينافي القوانين والأعراف الدولية”، مشددةً على امتلاك القوات البحرية القدرات التي “تمكّنها من التعامل مع أي عمل عدواني يستهدف سواحل اليمن ومياهه الإقليمية، وأمن وسلامة مضيق باب المندب الاستراتيجي”.
كما أشار مجلس الوزراء في اجتماعه الدوري برئاسة عبد العزيز بن حبتور، إلى أنّ “صنعاء لديها الإمكانات الكافية لتأمين الملاحة البحرية عبر باب المندب، وفي سواحل اليمن وجزره ومياهه الإقليمية، والتعامل الحاسم في مواجهة الإرهاب والإرهابيين”.
وأكدت صنعاء أيضاً، أنّ وجود القوات الأميركية في السواحل والمياه الإقليمية لليمن وبعض القواعد العسكرية، “عمل عدائي، سيكون له آثاره الكارثية على المنطقة والعالم”.
د.ح