كيف تتعامل مع الشخصية المهيمنة؟

تعرف الشخصية المهيمنة بأنها شخصية تقود الآخرين وقد تفرض وجهة نظرها عليهم، وتنفرد باتخاذ القرارات ولا تقبل الرأي الآخر والنقد

2023-08-14

ينظر إلى الشخصية المهيمنة غالبا أنها قيادية وواثقة، إلا أن لها خصائص أخرى، إذ يمكن أن تصبح، أيضا، عنيدة وعدوانية ومباشرة بشكل مفرط.

وتعرف الشخصية المهيمنة بأنها شخصية تقود الآخرين وقد تفرض وجهة نظرها عليهم، وتنفرد باتخاذ القرارات ولا تقبل الرأي الآخر والنقد.

وقد تتساءل عن سبب أفعال “المهيمنين” سواء في المنزل أو العمل، وكيفية التعامل معهم، والأهم هنا أنك لست مضطرا للتخلي عن شخصيتك ومزاجك الطبيعي، ولكن إذا كنت تريد أن تكون ناجحا في الحياة، فمن الضروري أن تتعلم كيفية التعامل مع شخصيات مختلفة عن شخصيتك، بما في ذلك الشخصية المهيمنة.
الشخصية المهيمنة داخل الأسرة

ان في بعض الأسر تهيمن شخصية أحد الزوجين على الجميع، ولا تسمح للآخرين بإبداء الرأي، و”هو سلوك سلبي ينعكس أثره على الجميع، وقد يؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة تؤثر على الأسرة ومستقبلها”.

وتختلف دوافع حب الهيمنة والسيطرة من شخص لآخر، “فالبعض يتمتع بشخصية قوية وحجة بليغة ويتعامل مع أشخاص ضعاف الشخصية أو ضعاف الحجة وليس لديهم قدرة على شرح وجهة نظرهم أو إقناع الآخرين”.

وقد يكون دافع الهيمنة ضعف الثقة بقدرة الآخرين على اتخاذ القرارات، أو امتلاك المال الذي يجعل الآخرين بحاجة إلى الشخص، وتحمل تصرفاته، وأحيانا الحرص الزائد على الآخرين وعدم الثقة بقدرتهم على تحمل المسؤولية بسبب صغر السن أو قلة الخبرة في الحياة.
وإن الهيمنة على القرارات ليست مقتصرة على الرجال فقط، بل هنالك من النساء من تتصف بهذه الصفة سواء في تعاملها مع الزوج والأسرة أو مع زميلاتها وصديقاتها. وأحيانا يمارس الأخ الأكبر الهيمنة على إخوته، خصوصا عند غياب الأب عن الأسرة.

حب الزعامة والظهور يؤدي في كثير من الأحيان إلى التفرد وإبعاد الآخرين، وهو سلوك له أثره السلبي على تربية الأبناء وعلى مستقبلهم.  فممارسة الأبناء دورهم في الأسرة لها بعد تربوي، وإفساح المجال لهم لإبداء الرأي والمساهمة في اتخاذ القرارات يؤدي إلى بناء الشخصية القوية الأكثر انتماء إلى أسرتها ومجتمعها.

ويضيف أن التعامل مع الشخصية المهيمنة داخل الأسرة “بحاجة إلى قدر كبير من الحكمة والتعامل بهدوء، ومعرفة سبب حب الهيمنة والسيطرة لديها. فقد يكون عن غير قصد أو جهلا منها بحاجات الآخرين وحقهم في التعبير والرأي”.

ويقول “لا بد من اختيار الكلمات المناسبة في التعامل مع الشخصية المهيمنة والحديث معها في الوقت المناسب دون صدام أو إساءة، خصوصا في حالة التعامل مع الأب والأم. وأن يحرص الجميع على الدفاع عن وجهة نظرهم ضمن حدود الأدب بالإقناع والحجة”.

وفي بعض العائلات يكون كبير السن هو الشخصية المهيمنة على الجميع، ولا بد من التفريق بين احترام الكبير وتوقيره، وبين أن يمتلك الآخرون حق إبداء الرأي والتصرف في الأمور التي تنعكس نتائجها عليهم.