تتصاعد وتيرة الإضراب عن الطعام الذين بدأه المعتقلين البحرينيين في سجن جو في البحرين، إذ أعلن جمع من علماء الدين في البحرين عن تضامنهم التام مع السجناء السياسيين المضربين عن الطعام في سجن “جَوْ” المركزي، وأكد العلماء، في بيان، أنّ إضراب السجناء عن الطعام “أسلوب من أساليب المطالبة بحقوقهم الطبيعية المحرومين منها”، وأكدوا أنّ “للسجناء حق في الحصول على مطالبهم المشروعة”.
وطالب العلماء الجهات المعنيّة بـ “الإسراع في تحقيق مطالب السجناء الحقّة وإنهاء معاناتهم المضافة”. ودعوا البحرينيين إلى الانضمام إلى إضراب عام عن الطعام يوم الثلاثاء 15 أغسطس/آب 2023 “تضامناً مع السجناء المضربين عن الطعام وتأييداً لمطالبهم المشروعة”.
“الوطنية لحقوق الإنسان” تقول إنّها “ستعمل لإيجاد الحلول” لطلبات المعتقلين السياسيين المضربين عن الطعام في سجن “جَوْ”
من جهتها، قالت “المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان”، يوم الاثنين 14 أغسطس/آب 2023، إنّه “تم توفير ممرضين على مدار الساعة تحسباً لأي طارىء” على خلفيّة إضراب المعتقلين السياسيين في سجن “جَوْ” المركزي عن الطعام.
وقالت المؤسسة، في بيان، إنّها ستعمل على “إيجاد الحلول لطلبات النزلاء (المعتقلين) بشكل متوازن وعادل، بينها زيادة وقت التشمُّس، وإزالة الحاجز الزجاجي خلال الزيارات وزيادة أوقاتها، والخروج للمشاركة في مراسم العزاء في حالة وفاة أحد ذوي النزلاء (المعتقلين)، وخفض كلفة تعرفة الاتصال، وإقامة صلاة الجماعة”.
كما دعت “البحرينية لحقوق الإنسان” السلطات لالتزام المبادئ الأساسية لمعاملة السجناء والتوصّل إلى حلول مرضية لهم، وقالت إنّها تلقّت العديد من الاتصالات والمناشدات من الأهالي وآخرين المعبِّرة عن القلق الشديد لوضع السجناء السياسيين المضربين عن الطعام في سجن “جَوْ” المركزي منذ أيام عدة، بهدف تحقيق مطالبهم.
وناشدت الجمعية، على منصة “إكس”، الجهات الرسمية بـ “بذل الجهود والمساعي من أجل حلحلة الوضع الإنساني للسجناء المضربين عن الطعام، خصوصاً بعد ورود أنباء عن تعرُّض بعضهم لحالات إغماء، وحفاظاً على سلامتهم وتحقيقاً لمطالبهم في ضوء الأنظمة والحقوق المنصوص عليها عالمياً”.
ودعت الجمعية السلطات إلى “الالتزام بالمبادئ الأساسية لمعاملة السجناء والتي اعتمدت بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 45/111 المؤرّخ يوم 14 ديسمبر/ديسمبر 1990، ومنها أنْ يُعامَل كل السجناء بما يلزم من الاحترام لكرامتهم المتأصّلة وقيمتهم كبشر”.
وشددت على أنّ “الحق في العلاج الحق في التعليم الحق في الاتصال الخارجي والحق في الرعاية الصحية هي من حقوق الإنسان”، قائلة: “باستثناء القيود التي من الواضح أنّ عملية السجن تقتضيها يجب تقديم هذه الحقوق والحريات الأساسية لكل سجين من دون تمييز”.
واعتبرت أنّ “دخول السجناء في إضراب عن الطعام على الرغم من وجود مرضى وكبار في السن بينهم يعطي رؤية واضحة أنّ سجناء سجن “جَوْ” لا يحصلون على حقوقهم كاملة، ممّا دفعهم إلى القيام بالإضراب”.
وفيما دعت الجمعية إدارة السجن إلى “الجلوس في مفاوضات مع السجناء والتوصّل إلى حلول مرضية لهم”، دعت الجهات المعنية إلى “تمكينها من القيام بزيارة لسجن “جَوْ” المركزي للوقوف على حالة السجناء في أقرب فرصة ممكنة.
المقررة في الأمم المتحدة ماري لويلور تطالب بالإفراج عن عبد الهادي الخواجة
أعربت ماري لويلور، المقررة المعنية بوضع المدافعين عن حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، في تغريدة على تويتر عن قلقها بعد التقارير الأخيرة بشأن صحة المدافع الحقوقي وسجين الرأي عبد الهادي الخواجة في البحرين، والذي يمضي عامه الثاني عشر في السجن على خلفية دفاعه السلمي عن حقوق الإنسان.
وأكدّت لويلور أنّه “لا يجب أن يكون عبد الهادي في السجن. يجب الإفراج عنه”.
وكانت ابنته مريم الخواجة قالت في بيان عبر البريد الإلكتروني لوكالة الصحافة الفرنسية AFP أنها “قلقة” على حياة والدها. وأضافت أنّه “لا أريد أن يتم الإفراج عن والدي في تابوت”.
وأكدت الخواجة، في تسجيل صوتي على منصة “إكس”، أنّ قلب والدها أصبح ينبض بقوة عقب اتصاله بها يوم الجمعة 11 أغسطس/آب 2023، مشيرة إلى أنّه نُقِل إلى عيادة السجن حيث قال الأطباء له إنّ وضع قلبه غير طبيعي، ثم نُقل بسيارة إسعاف إلى طوارئ “المستشفى العسكري” حيث أُدخل إلى وحدة العناية المركّزة.
وأشارت إلى أنّ طبيبةً في المستشفى أكدت ضرورة تنظيم نبضات قلب والدها والذي أخبرها بأنّه مضرب عن الطعام، فقالت له الطبيبة: “حياتك في خطر”. وأشارت الخواجة إلى أنّ نبضات قلب والدها تحسّنت عقب تلقّيه العلاج ثم أُعيد إلى السجن، مشددة على أنَ والدها مستمر في الإضراب عن الطعام.
وذكّرت بأنّ والدها تعرّض لتعذيب شديد وسوء معاملة خلال 12 عامًا مضت على سجنه التعسّفي وهو يطالب بالحصول على علاج طبي.
أعلن معتقل الرأي عبدالهادي الخواجة، يوم الأربعاء 9 أغسطس/آب 2023، عن إضرابه عن الطعام تضامنًا مع المعتقلين السياسيين المضربين في سجن “جَوْ” المركزي.