ونقلت وكالات أنباء عن مصادر ليبية أنّ الاشتباكات التي اندلعت في وقتٍ متأخر من مساء الاثنين بين كتائب ليبية حدثت في مناطق عين زارة وطريق الشوك والهضبة الخضراء، ويستخدم فيها السلاح الثقيل بجميع أنواعه.
وقالت المصادر إنّ “طرابلس تشهد توتراً أمنياً، إذ سمعت أصوات اشتباكات متقطعة في بعض الأحياء جنوبي المدينة”.
وبحسب المصادر، فإنّ الاشتباكات اندلعت بعد إيقاف “جهاز الردع” آمر “اللواء 444” قتال، محمود حمزة، في مطار معيتيقة أثناء توجهه إلى مصراتة لحضور عرض عسكري برفقة الدبيبة.
وانتشرت مقاطع مصورة في مواقع تواصل الاجتماعي لأسر طرفي النزاع عدداً من أفراد الآخر، وما زال كثير من المواطنين يترقبون بيانات الجهات الرسمية بشأن سماع أصوات الاشتباكات المسلحة.
*اقتحام مقر جهاز الردع
بدوره، أعلن آمر قوة الإسناد في عملية “بركان الغضب”، ناصر عمار، اقتحام قوة تابعة للواء “444” قتال مقر جهاز الردع في منطقة الداوون في ترهونة.
وقال عمار عبر صفحة “جهاز الردع” في فيسبوك إنّ “أكثر من 70 آلية طوقت المقر وأجبرتهم على الاستسلام، وتم حجزهم واستلام أسلحتهم”.
وأكد أنّ الاشتباكات المسلحة ما زالت مستمرة بين الردع واللواء 444 قتال في منطقة عين زارة، فيما وصل أكثر من 200 سيارة مسلحة إلى معسكر التكبالي لدعم اللواء 444 قتال بإمرة محمود حمزة المقبوض عليه لدى جهاز الردع.
والاشتباكات التي تشهدها طرابلس تعدّ الأسوأ منذ شهور، على الرغم من اندلاع أعمال عنف من حين إلى آخر بين فصائل مسلحة في أجزاء أخرى من شمالي غربي ليبيا في الأسابيع الماضية.
وسبق أن أطلقت الأمم المتحدة تحذيرات من تحول ليبيا إلى “حقل تجارب لكل أنواع الأسلحة الجديدة”، مع إرسال أسلحة ومقاتلين إلى إليها، في انتهاك للحظر وتأجيج لموجة جديدة من القتال.
وتشهد ليبيا أعمال عنف ونزاعاً على السلطة منذ سقوط نظام معمّر القذافي عام 2011، كما أنها تشهد حرباً تتدخل فيها قوى إقليميّة عديدة. وقد ترافقت مع تأزم الوضع الاقتصادي والتظاهرات.
*الانقسام السياسي في ليبيا
ويتفاقم الانقسام السياسي في ليبيا مع وجود حكومتين متنافستين؛ الأولى في طرابلس برئاسة رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة، والأخرى تتّخذ من مدينة سرت مقرّاً مؤقتاً لها، ويرأسها أسامة حماد، وتعمل بدعم من البرلمان واللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وأعلنت وسائل إعلام ليبية عن أصابة 18 مدنيا ليبيا جنوبي العاصمة طرابلس الثلاثاء، وذلك خلال الاشتباكات التي دارت بين قوة تابعة للمجلس الرئاسي و”اللواء 444″.
وقال الناطق باسم جهاز الإسعاف والطوارئ أسامة علي إن أكثر من 20 عائلة أجليت من منازلها كانت عالقة في مواقع الاشتباكات.
وأضاف علي أن هناك عائلات أخرى عالقة داخل منازلها، لكن الوصول إليها متعذر بسبب تواصل الاشتباكات.
من جانبها، دعت وزارة الصحة إلى التبرع بالدم، كما شدد الهلال الأحمر الليبي على ضرورة التهدئة لتقديم المساعدة للعالقين.
ودعا رمضان أبو جناح نائب رئيس حكومة الوحدة الوطنية جميع الأطراف في العاصمة طرابلس إلى التهدئة وتغليب لغة العقل وتفويت فرصة إشعال الفتن على من وصفهم بالمتربصين باستقرار وأمن طرابلس.
*تعليق الدراسة والامتحانات والعمل الإداري
في الأثناء، أعلنت رئاسة جامعة طرابلس تعليق الدراسة والامتحانات والعمل الإداري الثلاثاء على خلفية توتر الأوضاع الأمنية في محيط الجامعة.
من جهته، قال الناطق باسم مطار مصراتة الدولي سليمان الجهيمي -في تصريحات لقناة ليبية- إن “عددا من شركات الطيران قامت بنقل طائراتها من مطار معيتيقة الدولي في طرابلس إلى مطار مصراتة، كإجراء احترازي نتيجة لتوترات أمنية بالعاصمة”.
ونقلت القناة عن مصدر في وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية أن المواجهات المسلحة اندلعت بين جهاز الردع لمكافحة الجريمة والإرهاب التابع للمجلس الرئاسي و”اللواء 444″ التابع لحكومة الوحدة.
وفي 28 مايو/أيار الماضي شهدت طرابلس اشتباكات استمرت لساعات بين جهاز الردع و”اللواء 444″ على خلفية اعتقال الأول أحد القادة التابعين للواء.
*السفارات الغربية في ليبيا: قلقون إزاء الاشتباكات في طرابلس
في السياق أعربت سفارات أجنبية في طرابلس عن قلقها إزاء الإشتباكات العنيفة التي تجري في العاصمة الليبية، حيث دعت لوقف التصعيد والتأكيد على أهمية حماية المدنيين.
وقالت السفارة البريطانية في ليبيا: قلقون إزاء الاشتباكات في طرابلس وندعو لوقف التصعيد ونؤكد أهمية حماية المدنيين.
من جانبها السفارة الأميركية في ليبيا، أكدت على وقف أعمال العنف في العاصمة الليبية.
هذا ودان مجلس النواب الليبي الأعمال القتالية وجرائم الخطف التي تشهدها طرابلس ودعا كافة الأطراف لوقف الاقتتال.
وزارة الصحة الليبية من جهتها دعت الأطراف المتنازعة حماية المدنيين وتجنيبهم أي صراع وضمان مرور الخدمات الطبية لهم.
كما أفاد مصدر محلي بمقتل 4 من مقاتلي جهاز الردع في الاشتباكات الدائرة جنوبي العاصمة الليبية طرابلس.
د.ح