وأفادت المصادر أنّ عملية الاعتقال، جرت بأمر مباشر من الجولاني، وذلك على خلفية نتائج التحقيقات مع خلايا التجسس التي تمّ اعتقالها بتهمة التعامل مع روسيا والتحالف الدولي.
وأفيد عن إيداعه في سجن خاص بمدينة حارم، ومن ثمّ نقله للإيداع تحت الإقامة الجبرية في أحد المقار الأمنية للتنظيم الارهابي، تحت حراسة أمنية مشددة، بناءً على طلب صديقه المقرب القاضي في هيئة “تحرير الشام” الارهابية مظهر الويس.
وأدّى اعتقال القحطاني إلى حدوث حالة من الاضطراب والانقسام داخل التنظيم الارهابي ، إذ باتت الشكوك تلاحق الكثير من القادة الرافضين لسياسة الجولاني، واعتبار أنفسهم تحت خطر الاعتقال في مصير مشابه للقحطاني، تحت ذريعة التعامل مع التحالف.
وقال ناشطون إنّه من بين القادة الذين من المرجح أن يلقوا مصير القحطاني، القيادي الارهابي جهاد عيسى الشيخ، نتيجة التحريض عليه من جانب مغيرة البدوي “أمير إدلب” سابقاً في “جبهة النصرة” الارهابية ، وأحد المقربين من أبو محمد الجولاني،إذ يعرف عن الشيخ إشرافه على الخروقات الأمنية التي نفّذها في مناطق ما يسمّى “الجيش الوطني” شمالي حلب، ومن ثمّ تراجع بناءً على ضغوط تركية.
وبحسب المصادر، فإنّ وضع القحطاني تحت الإقامة الجبرية بدلاً من السجن جاء بعد طلب مظهر الويس من الجولاني ذلك، حتى لا يتسبب الأمر بزيادة الانقسام ضمن التنظيم، حتى إيجاد مخرج نهائي لمصير القحطاني، إما بعزله بشكل كامل، أو ترحيله إلى تركيا حتى الانتهاء من التحقيقات معه.
وفي سياق متصل، علّق القيادي السابق المنشقّ عن “جبهة النصرة” الارهابي ، الشهير بـ”أسّ الصراع في الشام”، في منشور عبر منصة “إكس”، أنّه “لو كان لأبو ماريا علاقة بخلايا التحالف، لكان هرب منذ أشهر، بيد أنّ ما يحدث هو تصفيات داخلية خرجت عن سيطرة الجولاني، والذي حصل هو تقديم عناصر محسوبين على أبو ماريا اعترافات أغلبها ملفقة ضدّه للإيقاع به”.
* عملية إعدام جماعية في هيئة “تحرير الشام” الارهابية
والشهر الفائت، نفذت هيئة “تحرير الشام” الارهابية في إدلب عملية إعدام جماعية طالت 8 من عناصرها الذين ألقت القبض عليهم في شهر حزيران/يونيو الماضي، ضمن مجموعة تجاوزت 80 قيادياً وعنصراً في صفوفها، بعد الكشف عن تعاملهم مع التحالف الدولي وروسيا.
وكشفت مصادر للميادين نت في إدلب أنّ رتلاً من الهيئة توجّه من سجن إدلب المركزي باتجاه أحد المقالع الحجرية التابع للهيئة قرب بلدة قاح القريبة من الحدود السورية – التركية شمالي إدلب، وأقلّ سجناء كانوا ضمن المجموعات التي ألقت الهيئة القبض عليهم في حملة أمنية واسعة استهدفت قائمة من الأسماء التي تم كشف تعاملها مع التحالف الدولي وروسيا.
وكانت “هيئة تحرير الشام” الارهابية نفذت شهر حزيران/يونيو الماضي حملة اعتقال طالت قيادات وعناصر في صفوفها، معظمهم من جهاز الحماية الأمنية وهيئة المعابر وقادة عسكريون تم الكشف عن تعاملهم مع التحالف الدولي وروسيا في تحديد أهداف حساسة لضربها، أبرزها كان قصف الطيران الروسي سجناً للجولاني خاصاً بمعتقلي تنظيم “داعش” تحت الأرض، إذ تم تدميره بالكامل ومقتل كل من فيه مع عناصر الحراسة.
وجاء في المعلومات حينها أنَّ الجولاني حصل على معلومات عن الخلايا من الاستخبارات الفرنسية التي تتعاون معه في ما يخص الكتيبة الفرنسية التي يقودها عمر أومسين في إدلب، في حين قال أحد المنشقين عن “النصرة” إن هذه الخلايا تم الكشف عنها بعد اتفاق مع أحد عملاء التحالف في سجون الهيئة، ويدعى أبو أنس بنش، في مقابل الإفراج عنه.
* حالات اقتتال متكررةً بين الجماعات الارهابية
في سياق آخر أصيب عدد من الإرهابيين جراء اقتتال بينهم وسط مدينة رأس العين شمال غرب الحسكة في سوريا.
وذكرت مصادر محلية لمراسل وكالة سانا للانباء أن اقتتالاً اندلع بين إرهابيي ما يسمى “الملك شاه” وما يسمى “فرقة الحمزة” داخل مدينة رأس العين، استخدمت فيه الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ما أدى إلى وقوع إصابات بين الطرفين وسط حالة توتر تعم المدينة.
ولفتت المصادر إلى أن الاشتباكات خلفت توتراً في المدينة وهلعاً بين المواطنين الذين لازموا منازلهم لفترات طويلة، بينما أغلقت المحال أبوابها وتحولت الأحياء القريبة من الاشتباكات إلى شبه مهجورة.
وتشهد مدينة رأس العين حالات اقتتال متكررةً بين الجماعات الارهابية المسلحة، جراء خلافات على الاستيلاء على الحواجز المهمة والمنافذ الحدودية والطرق الرئيسية، التي عادةً ما يتم استخدامها في التهريب، وخاصةً تهريب البشر إلى الأراضي التركية.
د.ح