انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين

شوارع البحرين تنصُر المُعتقلين المُضربين عن الطعام ومطالبات دولية بالإفراج عنهم

عبّر البحرينيون أمس الجمعة عن تضامنهم الكبير مع المعتقلين السياسيين المضربين عن الطعام في سجن جو المركزي.

2023-08-19

العلامة الشيخ محمد صنقور أعلن في خطبة الجمعة التي ألقاها في جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز تضامنه مع السجناء، ودعا إلى إنهاء معاناتهم وإطلاق سراحهم جميعًا من “منطلق إنساني”، معتبرًا أنّ “ما لا تسعه الحسابات السياسية تسعه الإنسانية، والدين والفطرة والإنسانية تحتم العمل لإنهاء ملف السجناء بعيدًا عن الحسابات السياسية”.

وتابع “نحن على ثقة بأنّ العقلاء في مختلف المواقع سوف يسعون من منطلق لمعالجة هذه القضية”، مضيفًا أنّه سوف يؤدي معالجة هذا الملف إلى انتشار أجواء التفاؤل.

وعلى الأرض، انطلقت مسيرات ووقفات حاشدة في عدة مناطق في البحرين دعمًا للمعتقلين في إضرابهم المفتوح عن الطعام، من أجل انتزاع حقوقهم من السلطة، وتنديدًا بالسياسات القمعية والتعسفية التي تُمارس بحقهم.

في سماهيج، جابت مسيرة حاشدة شوارع المنطقة، حيث أطلق المشاركون فيها الشعارات الداعمة للمعتقلين وصمودهم البطولي، كما رفعوا صور المرجع الوطني الكبير آية الله الشيخ عيسى قاسم وأطلقوا الهتافات المؤيدة له.

وأطلق المشاركون الهتافات المنددة بالكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأميريكية.

وفي بني جمرة، نظم الأهالي وقفة تأييد للمعتقلين في السجون، ورفعوا صور آية الله قاسم والقادة المعتقلين والناشطين على وقع الهتافات المؤيدة لهم، كما جابت مسيرة الشوارع الرئيسة في المنطقة.

 

 

جماعات حقوقية تحث بايدن على التدخل للإفراج عن عبد الهادي الخواجة

وجّهت أكثر من اثنتي عشرة منظمة لحقوق الإنسان رسالة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، تدعوه فيها للتدخل والضغط على البحرين للإفراج الفوري عن عبد الهادي الخواجة.

وأكّدت المنظمات في الرسالة أنّ “احترام حقوق الإنسان يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمصالح الأمن القومي للولايات المتحدة، وأن استمرار حجز المدافع البحريني البارز عن حقوق الإنسان لدى البحرين واحتمال وفاته يهددان تلك المصالح” مضيفة أن “وضع الخواجة خطير ويتطلب تجاوبًا عاجلًا”.

وقالت المنظمات إنّه “نطالب باحترام بأن تستفيد الولايات المتحدة من شراكتها الأمنية الوثيقة وتحث السلطات البحرينية على الإفراج الفوري ومن دون أي شروط عن عبد الهادي الخواجة، وأيضًا ضمان حصوله على الرعاية الطبية لإنقاذ حياته وتجنب وقوع مأساة قريبًا”.

ومن بين المنظمات التي وقّعت على الرسالة منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش ومنطمة الخدمة الدولية لحقوق الإنسان.

وكانت ماري لويلور، وهي المقررة المعنية بوضع المدافعين عن حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، قد أعربت في تغريدة على تويتر عن قلقها بعد التقارير الأخيرة بشأن صحة المدافع الحقوقي وسجين الرأي عبد الهادي الخواجة في البحرين، والذي يمضي عامه الثاني عشر في السجن على خلفية دفاعه السلمي عن حقوق الإنسان، وطالبت بالإفراج الفوري عنه.

وأعلن الخواجة يوم الأربعاء 9 أغسطس/آب 2023، عن إضرابه عن الطعام تضامنًا مع المعتقلين السياسيين المضربين في سجن “جَوْ” المركزي.

 

تدهور صحة معتقلين مضربين عن الطعام واعتصامات في برلين ولندن تضامناً معهم.. ومنظمات تطالب بالإفراج عن عبد الهادي الخواجة

وأمام تدهور الحالة الصحية لعدد من المعتقلين السياسيين في سجن “َجوْ” المركزي المضربين عن الطعام، حيث يواجه المعتقل جعفر ناجي رمضان خطر الموت بعد وصول نسبة السكر في دمه إلى 1.6، فيما نُقِل المعتقل الستيني محمد حسن الرمل إلى المستشفى العسكري، وأُصيب المعتقلان حسين أحمد الصافي ومحمد علي رضا حبيل بالإغماء جرّاء إضرابهم عن الطعام، بدأ المعتقلون المضربون عن الطعام بالضرب على أبواب الزنازين في سجن “َجوْ”، في حركة احتجاجية على تَجاهُل إدارة السجن ووزارة الداخلية مطالبهم.

وفي سياق متصل، وجّهت 13 منظمة مدافعة عن حقوق الإنسان رسالة إلى النائب الأول لمساعد السكرتير لشؤون الشرق الأدنى في وزارة الخارجية الأميركية، هنري ووستر، عبّرت فيها عن “قلق بالغ على حياة الحقوقي البحريني – الدنماركي البارز عبد الهادي الخواجة (62 عاماً) المضرب حالياً عن الطعام احتجاجاً على سجنه الجائر، وحرمانه المستمر من الرعاية الطبية العاجلة أثناء احتجازه”.

وطالبت المنظمات، وأبرزها “َفرونت لاين ديفندرز”َو”َهيومن رايتس ووتش”َ، في رسالتها، الحكومة الأميركية بـ “الضغط على السلطات البحرينية من أجل الإفراج الفوري غير المشروط عن الخواجة في ضوء التدهور السريع لحالته الصحية”.

ونظّم نشطاء بحرينيون اعتصاماً أمام سفارة البحرين في برلين تضامناً مع معتقلي الرأي المضربين عن الطعام في سجن “جَوْ” بمن فيهم الرموز قادة المعارضة.

وخلال اعتصام آخر أمام سفارة البحرين في لندن، طالب علي مشيمع، نجل الرمز المعتقل حسين مشيمع، السلطات البحرينية بمنح المعتقلين حريتهم فضلاً عن حقوقهم الإنسانية البديهية كالعلاج، مؤكداً أنّ الاعتصام “خطوة أولى ستتبعها خطوات تصعيدية في الأيام المقبلة”.

 

“العربية لحقوق الإنسان” تدعو البحرين إلى “الاستجابة للمطالب المشروعة” للمعتقلين المضربين عن الطعام

بدورها دعت “المنظمة العربية لحقوق الإنسان” السلطات البحرينية إلى “بحث موقف” المعتقلين السياسيين المضربين عن الطعام في سجن “جَوْ” المركزي منذ 12 يوماً، ودعتها إلى “العمل على فك الإضراب والاستجابة لمطالبهم المشروعة التي تمثّل الحد الأدنى من معايير معاملة السجناء وغيرهم من المحتجزين”.

وقالت المنظمة، في بيان، إنّه “على الرغم من الإجراءات التي اتبعتها السلطات للرد على موقف المضربين ومطالبهم إلى أنّها لم تلقَ أثراً إيجابيً لوقف الإضراب”. ودعت المنظمة السلطات إلى أنْ “تأخذ بعين الاعتبار مطالب النزلاء (المعتقلين) المضربين والتعاطي الإيجابي مع موقفهم الاحتجاجي لتحسين أوضاعهم المعيشية والإنسانية”.

 

 

الاتحاد الأوروبي يدعو البحرين إلى الإفراج عن المعتقلين والانضمام لاتفاقية مناهضة التعذيب

دعا الاتحاد الأوروبي البحرين إلى “توسيع نطاق تدابير الإفراج عن المعتقلين السياسيين لتشمل النشطاء المسجونين الذين يعانون من حالات طبية”.

وأشار الاتحاد الأوروبي، في تقريره عن حقوق الإنسان لعام 2022، إلى أنّ “الاتحاد الأوروبي أثار حالات المعارضين المعتقلين الذين يقضون أحكاماً بالسجن لفترات طويلة منذ اعتقالهم في عام 2011 وذلك في سياق حوار حقوق الإنسان بين الاتحاد الأوروبي والبحرين الذي عقد في أكتوبر (تشرين أول) 2022”.

وذكَّر بأنَّ “البحرين طرف في معاهدات الأمم المتحدة الأساسية لحقوق الإنسان ولكنّها لم تصدّق على البروتوكول الاختياري لاتفاقية مناهضة التعذيب، والبروتوكول الاختياري الثاني للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية بشأن إلغاء عقوبة الإعدام، ولا اتفاقية الإخفاء القسري.”‬