محلل عسكري أردني للوفاق: التقارب الإيراني-السعودي استحقاق فرضته القوّة الايرانية

جاءت زيارة عبداللهيان تلبية لدعوة من كبار المسؤولين في المملكة العربية السعودية وذلك على خلفية عودة العلاقات بين البلدين الإسلاميين في مارس الماضي أي منذ حوالي 6 أشهر.

2023-08-20

الوفاق/ محمد أبو الجدايل- تتواصل ردود الأفعال المتنوّعة في رؤيتها حول أبعاد زيارة وزير الخارجية الايراني الى السعودية، الزيارة الأهم والأكثر طمأنة بشان إستقرار المنطقة منذ أن وضعها الغرب وأذياله على صفيح ساخن خلال العقد الأخير، حيث جاءت الزيارة تلبية لدعوة من كبار المسؤولين في المملكة العربية السعودية وذلك على خلفية عودة العلاقات بين البلدين الإسلاميين في مارس الماضي أي منذ حوالي 6 أشهر، وكان لصحيفة الوفاق حصة الأسد من إستقطاب وجهات نظر العديد من الخبراء الإستراتيجيين والقادة العسكريين، حيث أجرت حوارا مع المحلل السياسي والعسكري الاردني العميد المتقاعد ناجي الزعبي، حول اهمية التقارب بين طهران والرياض وإنعكاساته على تطورات المنطقة، سيما العلاقات الإيرانية الأردنية من جهة و الإيرانية – العربية من جهة أخرى.

يقول العميد الزعبي للوفاق حول زيارة وزير الخارجية الايراني الى الرياض: تأتي زيارة وزير الخارجية الايراني للسعودية بإيعاز من اميركا بالطبع (للجانب السعودي وفقاً لوجهة نظره) في سياق متصل لخطوات الاعتراف الاميركي بالواقع الإقليمي والدولي الموضوعي الذي كرس ايران دولة نووية، وقوة إقليمية عظمى ودولية كبرى، بسبب تعاظم قدراتها العسكرية والاقتصادية وتماسك بنيتها الاجتماعية وسلطتها السياسية وبسبب تحالفاتها الاقليمية والدولية.

وقد جرّبت امريكا كل الوسائل المباحة والقذرة لتركيع ايران فلم تفلح في ذلك، كما انها باتت على يقين باستحالة كسر الارادة الايرانية وعلى قاعدة “اذا كنت لا تستطيع هزيمتهم فانضم لهم”.

* مآرب أمريكية

وحول مآرب أمريكا يرى القيادي العسكري والمحلل الإستراتيجي الأردني، ان أمريكا مقبلة على انتخابات رئاسية في العام القادم وبسبب تعاظم مديونيتها وتفاقم ازمتها الاقتصادية والتضخم المتصاعد تريد اخماد بؤر التوتر الساخنة التي اشعلتها وفي مقدمتها ايران التي تمتلك الثروات النفطية والغاز الذي يعتبر سلعة الغد القادمة ، ولمحاولة احتواء تحالفاتها مع الصين وروسيا وقطع الطريق على التمدد الصيني الاقتصادي والروسي العسكري، اضافة لديكتاتورية الجغرافيا السياسية فايران دولة مجاورة ومن الاجدى للمنظومات الامنية الأمريكية المجاورة كالسعودية إقامة علاقات حسن جوار مع دولة صاعدة تزداد قوة ومنعة وتتأهب لدخول النادي النووي والإلتحاق بدول البريكس.

*تأثير التقارب على العلاقات مع الأردن

وحول تأثير وإنعكاسات التقارب الإيراني-السعودي على العلاقات بين طهران وعمّان، يقول العميد الزعبي للوفاق: تراوح العلاقات الايرانية-الأردنية بين مد وجزر وفقاً للمصالح الصهيو -اميركية برغم يد ايران الممدودة للاردن وعرضها مراراً تقديم النفط شبه مجاني للاردن، ويوضّح الزعبي: فالاردن ايضاً وعلى غرار السعودية منظومة امريكية امنية تخضع للوصاية والارادة الأمريكية بالتالي فلا إرادة ولا قرار للاردن في هذا الشأن. وقد كان الاردن اول من حذّر وهوّل رسمياً من الخطر الايراني، ثم عاد عن هذا الوصف واحتفظ بعلاقات مستقرة.

وأشار الى شروط تطوّر العلاقات بين ايران والأردن قائلا: بانتظار ما يسفر عنه غبار الحرب التي يشنها المعتدي الاميركي على سورية منذ ١٢ سنة، وما تدفع إليه مصالح وامن العدو الصهيوني، حيث يرتهن تطور العلاقات الايرانية -الاردنية بانتصار محور المقاومة وسورية وتآكل قدرات العدو الصهيوني وتكريس ايران كقوة اقليمية وتقاربها مع الاقطار العربية.

*ثقل إنتصارات محور المقاومة

وأكمل الخبير العسكري الأردني: التقارب بين ايران والسعودية استحقاق فرضته القوة العسكرية والاقتصادية الايرانية وكلما ازدادت هذه القوة وتعمقت انتصارات محور المقاومة وازمة العدو الصهيوني الامنية والسياسية والعسكرية، اضافة للانتصارات لقوى التحرر في العالم في اوكرانيا والصين واميركا اللاتينية، هذه التحولات الاقليمية والدولية هي من يقف خلف الاملاء الأمريكي للسعودية للتقارب مع ايران، وستدفع باقي الاقطار العربية لذلك.

وأضاف: ما من شك بان الثورة الايرانية احدثت زلازلاً على المسرح  الدولي والإقليمي، وساهمت في نصر المقاومة اللبنانية بالـ ٢٠٠٦ وصمود سورية الذي فتح بوابات وآفاق النهوض الروسي والصيني الذي تصدى للامبريالية الأمريكية وأطاح بها كقطب دولي اوحد. وأعاد العميد الأردني المتقاعد للأذهان انتصار حزب الله في العام 2006 على العدو الصهيوني، وقال: كانت هزيمة العدو في ال٢٠٠٦ مقدمة لهزائمه المتتالية وتعاظم قدرات المقاومة الفلسطينية.

المصدر: الوفاق