الوفاق/محمد ابو الجدايل- استقبل رئيس مجلس الشورى الاسلامي محمد باقر قاليباف صباح أمس الاثنين رسميا نظيره الجزائري رئيس المجلس الوطني الجزائري ابراهيم بوغالي، وبحث معه جوانب تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات. وكان رئيس المجلس الوطني الجزائري قد وصل الى طهران أمس الأول الاحد، في زيارة رسمية للجمهورية الاسلامية الايرانية تستغرق 5 أيام على رأس وفد برلماني رفيع المستوى، بهدف بحث تطوير العلاقات بين البلدين سيما في الجوانب الإقتصادية.
في السياق، قال رئيس مجلس الشوری الإسلامي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الجزائري: على الدول الإسلامية أن تتخذ موقفا جادا فيما يتعلق بالإساءة للقرآن الكريم، وأكد أنه من الضروري أن تتخذ الدول الإسلامية موقفاً جاداً من الاساءة للقرآن الكريم. وفيما يتعلق بالعلاقات البرلمانية صرح: إن تطوير العلاقات البرلمانية ومجموعات الصداقة البرلمانية يمكن أن يساهم في تطوير العلاقات الاقتصادية والسياسية.
*تطوير العلاقات البرلمانية
في السياق، أكد نائب رئيس مجلس الشورى الإسلامي، خلال مراسم استقبال إبراهيم بوغالي، الذي وصل إلى مطار الإمام الخميني الدولي قبل ظهر الأحد على رأس وفد برلماني: إن تعزيز العلاقات البرلمانية بين إيران والجزائر يلعب دورا مؤثرا في تقوية العلاقات الشاملة ومساعدة الحكومات. ورحب مجتبى ذوالنوري، بالضيف الجزائري والوفد المرافق له وقال: نأمل أن تقود هذه الزيارة إلى فتح الباب أمام زيادة تبادل الزيارات بين البلدين على مختلف المستويات.
وفي إشارة إلى العلاقات الودية لإيران حكومة وشعبا تجاه الجزائر حكومة وشعبا قال النائب مجتبى ذوالنوري: إن نضال الشعب الجزائري الطويل لنيل إستقلاله له قيمة بالغة وجديرة بالاحترام وإن تقديم أكثر من مليون ونصف المليون شهيد على هذا الطريق هو أحد مؤشرات تطلع شعب هذا البلد للاستقلال والحرية . وأوضح أن الشعب الجزائري واصل طريق الحرية حتى اليوم لدرجة أنه يدعم المبادئ الفلسطينية، وقال: اليوم مواقف إيران والجزائر متطابقة في القضايا الإقليمية والدولية ونحن في جبهة واحدة.
*تعزيز العلاقات البرلمانية
وثمن ذو النوري حضور رئيس البرلمان الجزائري في إيران، وأضاف: هذه الزيارات وتعزيز العلاقات البرلمانية مؤثرة في تعزيز العلاقات الشاملة ومساعدة الحكومات. وإشار ذوالنوري إلى العلاقات الطيبة بين مجموعات الصداقة البرلمانية الإيرانية والجزائرية، وذكّر أن: مجلس الشورى الإسلامي دعم تصدي الجزائر لرئاسة اتحاد البرلمانات الإسلامية وهو لا يتردد في التصويت والتعاون مع هذا البلد. وقال: نحن كدولة صديقة وشقيقة، مستعدون للتعاون مع الجزائر في كل المجالات. وفي الختام، أشار نائب رئيس مجلس الشورى الإسلامي إلى الأضرار التي لحقت بالجزائر بسبب انخفاض أسعار النفط، وقال: لحسن الحظ، استطاعت الجزائر تجاوز هذه المشكلة بالسياسات المتبعة من خلال استبدال وتعزيز المجالات الاقتصادية الأخرى.
*تحقيق الأهداف البعيدة المدى
بدوره أعرب إبراهيم بوغالي عن ارتياحه لوجوده في إيران وشكر الاستقبال الحار من قبل الوفد الإيراني وقال: أن وجودنا في إيران يدل على العلاقات الودية بين البلدين واليوم نتطلع إلى تطوير العلاقات في جميع المجالات. وقال رئيس البرلمان الجزائري: إن الحكومة الجزائرية قدمت تسهيلات لتحفيز الاستثمار، ونحن نتصرف بناء على هذه السياسات ونسعى لتطوير العلاقات وتعزيزها. وفي إشارة إلى المواقف المشتركة للجزائر وإيران، قال: بناء على ذلك، نحاول تطوير العلاقات البرلمانية من أجل تحقيق التقدم في المجالين الإقليمي والدولي، وبالتالي ستكون العلاقات البرلمانية منبرا لتحقيق أهدافنا طويلة المدى. وفي إشارة إلى تنويع الاقتصاد الجزائري لتعويض الخسائر الناجمة عن انخفاض أسعار النفط، قال رئيس البرلمان الجزائري: لقد حاولنا حل مشاكلنا الاقتصادية بالتحول إلى مجالات كالزراعة والسياحة وتعزيزها وصولا إلى اقتصاد لا يعتمد على النفط. وسيقوم بوغالي خلال تواجده في ايران بزيارة متحف الدفاع المقدس، ومعرض الإنجازات المعرفية والتكنولوجية الإيرانية، وزيارة مدينة أصفهان.
وفي يوليو الماضي، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، السبت، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الجزائري الذي زار طهران حينها: إن العلاقات بين بلاده والجزائر “في مسارها الصحيح”، مشيراً إلى اتفاقه مع نظيره الجزائري، أحمد عطاف، على “إلغاء التأشيرات الدبلوماسية خطوة أولى على طريق إلغاء التأشيرات الخدمية العادية” بين البلدين. وأجرى عبد اللهيان مباحثات عميقة مع نظيره الجزائري على جميع المستويات، منها على مستوى رئيسَي البلدين ووزراء الخارجية”. وأعلن أمير عبد اللهيان أن اللجنة المشتركة العليا بين البلدين ستلتئم قريباً بمشاركة النائب الأول للرئيس الإيراني محمد مخبر، ورئيس الوزراء الجزائري أيمن بن عبد الرحمن.
* آفاق العلاقات بين ايران والجزائر
في السياق، يتحدّث الخبير السياسي الجزائري محمد الدومي، “للوفاق” عن آفاق العلاقات بين ايران والجزائر: العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدبن متخلفة كثيرا عما هي عليه سياسيا، سياسيا ينتمي البلدان الى الدول الرافضة للتطبيع (الهرولة كما وصفها الرئيس تبون.. ونعم الوصف)، والداعمة للقضية الفلسطينية، كلاهما مناصر للقضايا العادلة للشعوب.
ويوضّح الدومي للوفاق أهمية تطوير العلاقات بين البلدين على خلفية زيارة رئيس البرلمان الجزائري الى طهران، بالقول: بإمكان الجزائر ان تستفيد كثيرا من الخبرة الايرانية في مختلف الصعد العسكرية والاقتصادية، والتأسيس لبنية اقتصادية قوية وفعالة.
وأكمل بالقول: تعترض الجزائر مشاكل وعراقيل من ضمنها على سبيل المثال العقوبات المفروضة على الجمهوربة الاسلامية في إيران، ووجود بعض اللوبيات في دواليب الحكم الرافضة لاي تقارب ايراني جزائري.
*التأسيس لعلاقات قوية ومستقبلية ومتوازنة
ويستعرض الخبير الجزائري بعض العراقيل التي تقف في طريق العلاقات بين البلدين، ويقول: على سبيل المثال تم الاتفاق على فتح خط جوي بين البلدين، ايام الرئيس بوتفليقة رحمه الله. لكنه لم يرى النور، كذلك الامر فيما يخص التعاون الثقافي بين البلدين. كما يقول موضحاً: للصراحة الشديدة أقولها ليس امام الجزائر من دولة اسلامية صادقة في مشاريعها وصادقة مع اصدقائها مثل الجمهورية الاسلامية الإيرانية، والتي يمكن معها التأسيس لعلاقات قوية ومستقبلية ومتوازنة تأتي بالخير على الشعبين، وعلى قضايا الامة الاسلامية عموما.
ويختتم كلامه بالقول: لابد من تفعيل الاتفاقيات السابقة، والتفكير جديا بان مستقبل الجزائر يكمن في التعامل مع الدول القاعدة والتي تمثل الى جانب قدراتها العلمية والصناعية الواعدة، تحديا للمنظومة الغربية المتسلطة التي تحمل قيما ومشروعا مناهضا لقيم ومشروع جزائر الشهداء.