إن رد فعل وسائل الإعلام الأجنبية الناطقة بالفارسية على جريمة استهداف مزار “شاه جراغ”، كما هو واضح في سجلها الأسود، يظهر مهمة محددة لزعزعة الأمن النفسي للمجتمع الإيراني لاستكمال لعبة تأجيج الأوضاع داخل البلاد.
الدعم الرسمي والعام الذي تقدمه وسائط الإعلام المعادية لايران الى الإرهاب التكفيري والانفصالي ضد الشعب الإيراني، هو جانب آخر مهيمن على النهج الذي تتبعه في حربها المركبة ضد الجمهورية الإسلامية الايرانية.
وبينما إرتفع عدد شهداء الهجوم الارهابي الذي استهدف المرقد المقدّس مساء الاحد، وعكّر صفو أجواء صلاة المغرب داخل الحرم، ليستشهد إثنان فيما أصيب 7 آخرين، صبّت وسائل إعلامية من قبيل “بي بي سي” الناطقة بالفارسية و”ايران اينترناشونال”، تركيزها على إثارة الفتن والشكوك بشأن صحّة هذا العمل الإرهابي، حيث بدأت كلتا الأداتين الغربيتين بتأويل ماوقع وفقاً لما ينسجم مع رؤية أسيادها الأمريكيين والبريطانيين والصهاينة.
فقد وجّهت اينترناشونال حناجر زبانيّتها الإعلاميين نحو رواية مفادها، أن “حرس الثورة الإسلامية كان على دراية باحتمال وقوع هجوم إرهابي”؛ وربما أرادت هذه الأداة الإعلامية المعادية لإيران إلقاء فكرة مُفادها أن للجهات المختصة في ايران يد في تدبير مثل هذه العملية.
ووجّهت اينترناشونال الأنظار نحو الحادثة السابقة مشيرةً الى أنها تزامنت مع فتنة الخريف الماضي، وفي محاولة منها لقلب الحقائق وإثارة القلاقل والشكوك في تقريرها بدأت بإطلاق مزاعم بانه توجد تناقضات مختلفة بخصوص رواية المسؤولين الحكوميين عن هذا الهجوم، وسارعت لقلب الحقائق وتحريف التصريحات بما يتناسب مع مآربها، مُدعية أن الجمهورية الإسلامية علمت بالهجوم الأول على “ضريح شاهجراغ” في شيراز ، لكنها لم تقم بصدّه.
هذه المحاولة البعيدة كل البعد عن الإنسانية والآداب الإعلامية، جاءت في ظلّ أجواء من الحزن والأسى تخيّم على عموم الشعب الإيراني، وفي ظلّ تأكيد مسؤولي البلاد على أعلى مستوى ومتابعة واعتقال ومعاقبة مرتكبي هذه الجريمة الإرهابية وقادتها، مما يدل على مدى متابعة وحرص الحكومة والجهات المختصة ونظرتها الحاسمة في التعامل مع أي عامل من عوامل الانفلات الأمني وتعكير صفو حياة المواطنين.
إن رد فعل وسائل الإعلام الأجنبية الناطقة بالفارسية على هذه الجريمة الإرهابية، كما هو واضح في سجلها الأسود، يظهر مهمة محددة لزعزعة الأمن النفسي للمجتمع الإيراني لاستكمال لعبة تأجيج الأوضاع داخل البلاد بما يحقّق أهداف الحرب المركبة. هذا النمط من السلوك الذي يندرج في إطار “الإرهاب الإعلامي”، وذلك عبر استخدام الحيل الدعائية والعمليات النفسية المختلفة، يحاول أولاً تقديم النظام باعتباره مرتكب الجريمة وفي الخطوة التالية بإضفاء الشرعية على الحركات العنيفة والإرهابية، وتحريض الرأي العام من أجل تأجيج الازدواجية الزائفة بين الشعب والنظام.
على هذا النحو يجب تقييم العمل الإرهابي الأخير في شاهجراغ بما يتماشى مع هذا الخط النفسي، الذي ينبغي بحسب الأعداء، أن يوفر الأساس لخططهم الشريرة في الأيام والأشهر المقبلة، مع الأخذ في الاعتبار اقتراب الذكرى السنوية لأحداث الشغب العام الماضي.
حيث أن الدعم الرسمي والعام من قبل وسائط الإعلام هذه المخاتلة للإرهاب التكفيري والانفصالي ضد الشعب الإيراني هو جانب آخر مهيمن لهذا النهج، والذي ظهر عبر تجاوز كل الحدود الأخلاقية والمهنية لوسائل الإعلام، والمثير للاهتمام هو الصمت القاتل الذي يلتزمه المتشدقون بحقوق الإنسان! من خلال الادعاء بأن الإرهابيين التكفيريين ليس لديهم دافع لهذه الجريمة الإرهابية، يحاول الإعلام الإرهابي المعادي للجمهورية الاسلامية الإيرانية التلميح إلى أن هذه الجماعات منفصلة عن الهيكل العالمي لنظام الهيمنة، بينما هذه العناصر الإرهابية، مثل ما تبلور في داعش وغيرها، هي مخاض تمويل ودعم ورعاية غربية أمريكية صهيونية مُطلقة، ووفقا لشهادات العديد من الوثائق وبالطبع اعتراف بعض المسؤولين الصهاينة الغربيين، فإن تلك التنظيمات المُصطنعة من قبل الغرب لا تُقدم على أي خطوة دون أوامر أسيادها الغربيين.
في الواقع، ان سياسة الغرب بالكيل بمكيالين تجاه الإرهاب هي سياسة معروفة، وكلما كان ذلك في إطار مصالحهم يعتبر الإرهاب خيرا ونعمة لهم ولعملائهم، وكلما اعتبر تهديدا لمصالح الغرب يكون إرهاباً.
كما توجد عدة نقاط لابد من الاشارة لها في هذا الصدد :
أولاً: إن رد فعل وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية على هذه الجريمة الإرهابية، كما هو واضح في سجلها الأسود، يظهر مهمة محددة لزعزعة الأمن النفسي للمجتمع الإيراني لاستكمال المؤامرة التي يحيكها أسيادهم.
هذا النمط من السلوك، الذي يجب أن يشار إليه باسم “الإرهاب الإعلامي” باستخدام الحيل الدعائية والعمليات النفسية المختلفة، يحاول أولاً تقديم النظام باعتباره مرتكب الجريمة (مثل حادثة شاهجراغ السابقة وحادثة إيزيه) وفي الخطوة التالية بإضفاء الشرعية على الحركات العنيفة والإرهابية، وتحريض الرأي العام من أجل تقوية الازدواجية الزائفة بين الشعب والنظام.
ثانيا: في النص التشعبي لمثل هذه الإجراءات، يجب الإشارة إلى خلق وتكثيف اليأس الذي هو المكون الرئيسي للانهيار العقلي والعملي لأي أمة ومجتمع، وهو ما يحدث عادة بمجرد دخول البلاد في مسار السلام والاستقرار الاقتصادي الذي يمكن أن يعد بمستقبل واعد للناس.
على هذا النحو يجب تقييم العمل الإرهابي الأخير في شاهجراغ بما يتماشى مع هذا الخط النفسي، الذي ينبغي بحسب الأعداء، أن يوفر الأساس لخططهم الشريرة في الأيام والأشهر المقبلة، مع الأخذ في الاعتبار اقتراب الذكرى السنوية لأحداث الشغب خلال العام الماضي.
ثالثا : الدعم الرسمي والعام من قبل هذه وسائل الإعلام للإرهاب التكفيري والانفصالي ضد الأمة الإيرانية، هو جانب آخر مهيمن لهذا النهج، والذي ظهر عبر تجاوز كل الحدود الأخلاقية والمهنية لوسائل الإعلام!
من خلال الادعاء بأن الإرهابيين التكفيريين ليس لديهم دافع لهذه الجريمة الإرهابية، يحاول الإعلام الإرهابي التلميح إلى أن هذه الجماعات منفصلة عن الهيكل العالمي لنظام الهيمنة، بينما هذه العناصر الإرهابية مثل ما تبلور في داعش وغيرها، هي خليقة نظام الهيمنة والغرب، ووفقا لشهادات العديد من الوثائق وبالطبع اعتراف بعض المسؤولين الصهيونيين الغربيين، فإنهم لا يفعلون شيئًا بدون أمر.
رابعاً: ان وسائل الإعلام المعادية لإيران والتي تتخذ من أمريكا وبريطانيا مقراً لها وتتلقى تمويلها مباشرة من هذه الحكومات، تدعم علناً الإرهاب وتبيض صورة أمثال داعش.