وضغوط حقوقية على بريطانيا لوقف انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين

البحرين تدخل أزمة حقوقية بإضراب مئات سجناء الرأي 

قالت منظمة حقوقية دولية إن البحرين تدخل أزمة حقوقية وإنسانية جديدة بعد احتجاج مئات سجناء الرأي والمعارضين السياسيين في السجون على سوء المعاملة والإهمال الطبي.

2023-08-22

أبرزت منظمة “هيومن رايتس فيرست” تصاعد الاحتجاجات في سجون البحرين، بعد إعلان المعتقلين السياسيين إضرابهم عن الطعام، للمطالبة بحقوقهم المشروعة والأساسية، منذ يوم 7 أغسطس/ آب 2023. وقال كبير المستشارين في المنظمة برايان دولي، إن البحرين تدخل أزمة حقوقية وإنسانية جديدة، بعد احتجاج مئات السجناء على نقص الرعاية الطبية الكافية.

ونبه إلى أن من بين الذين حُرموا من الرعاية التي يحتاجونها نشطاء حقوقيون بارزون، أمثال عبد الهادي الخواجة، عبد الجليل السنكيس، وحسن مشيمع، الذين سُجنوا منذ احتجاجاتهم السلمية في عام 2011.

وأوضح أنه كان من الممكن تجنب هذه الأزمة لو أن حكومة البحرين، أظهرت ذرة من الحكمة، وأفرجت عن أولئك الذين سُجنوا ظلما منذ سنوات، ومنحتهم العلاج الطبي والرعاية الكافية.

وحذر دولي من إساءة التعامل مع هذا الملف، والذي يهدد بالخروج بشكلٍ خطيرٍ عن السيطرة، حال استشهاد أي من مئات السجناء في احتجاج الجوع، وشدد على أن عواقب فشل البحرين في حل الأزمة قد تكون كارثية، مع انتشار الاحتجاجات في الشوارع.

وأكد أنه يتعين على السلطات في البحرين التحرك بسرعة لمنع حدوث نتيجة مماثلة لعام 2015، عندما ردت على اضطرابات السجون بتعذيب وسوء معاملة عشرات المعتقلين، ومن الأفضل تلبية المطالب الأساسية للسجناء بما في ذلك الرعاية الصحية المناسبة، وتجنب كارثة أخرى.

ودان دعم واشنطن منذ سنوات عديدة للأسرة الحاكمة في البحرين، التي تحكم البلاد بالقوة العنيفة والقمع، وصمتها عن الانتخابات الصورية، فقد ظلت الولايات المتحدة تراقب الوضع في البحرين بقلق دون اتخاذ أي إجراءات ضاغطة، بسبب استضافة المملكة للأسطول الخامس الأمريكي.

وحث الناشط الحقوقي الدولي إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، على المطالبة علنا بالإفراج عن المدافعين عن حقوق الإنسان في البحرين، وتضمن لهم وللسجناء الآخرين إمكانية الحصول على العلاج الطبي الذي يحتاجونه قبل فوات الأوان.

وتتصاعد الضغوط من أوساط حقوقية للسماح لمقرري الأمم المتحدة بمعاينة سجون البحرين ولقاء السجناء المتضررين لإيصال مطالبهم الحصول على حقوقهم.

ودعا مركز البحرين لحقوق الانسان في بيان له إلى تنفيذ مطالب مئات السجناء السياسيين المضربين عن الطعام منذ 7 أغسطس 2023 في سجن جو المركزي سيء السمعة.

وذكر المركز أن هذا الإضراب انضّم فيه العديد من السجناء تدريجيًا مساندة ودعمًا لهذه المطالب حيث تخطت أعداد الذين انضموا للإضراب داخل السجون حاجز 730 سجينا.

وأبدى مركز البحرين قلقه البالغ على سلامة كافة المعتقلين خصوصاً بعد تسجيل العديد من حالات الإغماء في صفوفهم بسبب نقص معدل السكر في الدم من جراء الاضراب.

وبحسب المركز أكدت مصادر من داخل السجن لمركز البحرين أن إدارة السجن تتعاطى مع حالات الإغماء بتباطؤ وتتأخر في إسعافها ونقلها الى المراكز الطبية.

ويأتي الإضراب اعتراضًا على ظروف “الاحتجاز القاسية” التي يعانيها أغلب السجناء” من ضمنها احتجازهم في الزنازين لثلاثة وعشرين ساعة في اليوم، والسماح لهم الخروج الى التشمس وقضاء حوائجهم لساعة واحدة فقط، إضافة إلى شروط الزيارات القاسي.

ومن ضمن تلك الشروط: الحاجز الزجاجي وعدم السماح بزيارات أفراد عائلات السجناء ممن ليسوا أقارب من الدرجة الأولى كالأخوال والأعمام وغيرهم.

كما إن السجناء محرومون من توفير الرعاية الطبية المناسبة والحصول على التعليم المستمر إضافة إلى أنهم ممنوعين من حرية إحياء الشعائر الدينية والتي من ضمنها إحياء عاشوراء وعدم فتح المساجد في كافة أوقات الصلاة.

ويطالب السجناء أيضا بزيادة أوقات الاتصالات وخفض كلفتها.

ورصد المركز العديد من الحالات داخل السجن التي تتعرض للانتهاكات والحرمان من الحقوق والإهمال الطبي من ضمنها ما يحصل مع الحقوقي البارز عبد الهادي الخواجة والسجين حبيب الفردان المصاب بورم في الدماغ، والسجين الستيني محمد حسن الرمل وغيرها من الحالات.

وتضامناً معهم، شارك عدد من أعضاء مركز البحرين بالإضراب عن الطعام لأربعة وعشرين ساعة تضامنا مع مطالب السجناء المضربين.

ومن داخل السجن انضم الحقوقي البارز المعتقل عبدالهادي الخواجة في 9 أغسطس الحالي إلى إضراب السجناء عن الطعام على الرغم من تدهور وضعه الصحي.

كذاك شارك رموز المعارضة المعتقلين (الشيخ علي سلمان، الشيخ عبدالجليل المقداد، الاستاذ عبدالوهاب حسين، الشيخ محمد حبيب المقداد، الشيخ سعيد النوري، الشيخ عبدالهادي المخوضر، الشيخ ميرزا المحروس، الاستاذ محمد علي، الشيخ حسن عيسى) في 16 أغسطس في معركة الامعاء الخاوية ورفضوا تناول وجباتهم الغذائية تضامنا مع المعتقلين ومطالبهم المحقة.

ويخوض العديد من السجناء الإضراب عن الطعام في كل مرة كوسيلة للضغط من أجل الحصول على مطالبهم، في ظل تجاهل رسمي في أكثر المرات لهذه المطالب.

وما يحصل مع الأستاذ حسن مشيمع المضرب عن الطعام الصلب منذ عامين والمعزول في مركز كانو الصحي خير دليل على ذلك.

وأبدى مركز البحرين مرارا قلقه على سلامة السجناء وحث على الضغط على البحرين لتحسين أوضاع السجون ووقف الانتهاكات وإطلاق سراح كافة معتقلي الرأي.

وفي تعليق لها على الاضراب، قالت الخارجية الأمريكية الخميس 17 أغسطس 2023: “نحن على دراية وقلقون من تقارير الإضراب عن الطعام في سجن جو للإصلاح والتأهيل”، وأشارت إلى إثارة مسائل حقوق الإنسان مع المسؤولين البحرينيين.

 

ضغوط حقوقية على بريطانيا لوقف انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين

بدورها وجهت 15 منظمة مدافعة عن حقوق الإنسان رسالة إلى وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي، دعت فيها حكومة بلاده إلى الضغط على البحرين لوقف انتهاكات حقوق الإنسان وإطلاق سراح السجناء السياسيين في السجون البحرينية.

واكدت المنظمات في رسالة مشتركة لها، أن اعتقال ووفاة مدافعين بحرينيين بارزين عن حقوق الإنسان في الحجز الرسمي يهدد مصالح المملكة المتحدة”.

ودعت المنظمات، في رسالتها إلى كليفرلي، حكومة بلاده على “التأثير على السلطات البحرينية للإفراج بلا قيد أو شرط عن جميع الأشخاص الذين حُكِم عليهم بسبب معتقداتهم السياسية بتهم مسيئة أو بعد محاكمات غير عادلة.

بما في ذلك المدافعين عن حقوق الإنسان عبد الهادي الخواجة وعبدالجليل السنكيس، وفي الفترة الانتقالية، ضمان الوصول الفوري لجميع السجناء إلى الرعاية الطبية وظروف سجن إنسانية.

وقالت الرسالة إن “السجناء السياسيين في سجن “جَوْ” (المركزي) يتعرضون لظروف قاسية للغاية، بما في ذلك قضاء 23 ساعة في الزنزانات يومياً، ويطالبون بوقف العزل الأمني، وزيادة الوقت خارج زنازينهم، وأداء الصلاة جماعة في مسجد السجن، وزيارات وجهاً لوجه بدون حواجز زجاجية، والرعاية الطبية اللائقة، والوصول إلى التعليم”.

وأضافت “نحن قلقون بشكل خاص على حياة عبد الهادي الخواجة، المدافع البحريني – الدانماركي البارز عن حقوق الإنسان، الذي يخوض حالياً إضراباً عن الطعام احتجاجاً على اعتقاله غير العادل، واستمرار منعه من التدخل الطبي العاجل الذي تعرض له أثناء الاحتجاز”.

وعبرت المنظمات عن “قلقها العميق بشأن صحة الدكتور عبدالجليل السنكيس، الأكاديمي البحريني والمدافع بارز عن حقوق الإنسان، الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد في البحرين”.

وشددت المنظمات على أن “الاحترام لحقوق الإنسان يرتبط بشكل لا يتجزأ بمصالح المملكة المتحدة، واعتقال ووفاة مدافعين بحرينيين بارزين عن حقوق الإنسان في الحجز الرسمي يهدد تلك المصالح”.

وأكدت أن “الجهات الحكومية البحرينية التي تستفيد من “صندوق استراتيجية الخليج” البريطاني الذي يموله دافعوا الضرائب، بما في ذلك وزارة الداخلية و”الأمانة العامة للتظلمات” و”وحدة التحقيقات الخاصة” (البحرينيتَيْن)، متورطة مباشرة في الإضراب”، مشيرة إلى أن “الأمانة العامة للتظلمات”، التابعة لوزارة الداخلية التي تشرف على سجن “جَوْ”، “نشرت مؤخراً بياناً مضللاً لظروف السجن”.

وطالبت المنظمات المملكة المتحدة بأنْ “تستغل شراكتها الأمنية الوثيقة مع البحرين وتحث السلطات البحرينية على الإفراج بلا قيد أو شرط عن جميع الأشخاص الذين حُكِم عليهم بسبب معتقداتهم السياسية، بما في ذلك المدافعين عن حقوق الإنسان عبد الهادي الخواجة وعبدالجليل السنكيس. وفي الوقت نفسه، ضمان تقديمهم للرعاية الطبية التي تحفظ حياتهم لمنع وقوع مأساة قريبة”.