“مهاجر 10” تلتحق بأسطول المسيّرات.. يوم كامل في السماء  

أحيت الجمهورية الإسلامية الإيرانية يوم الثلاثاء اليوم الوطني للصناعات الدفاعية الإيرانية في الثاني والعشرين من آب/ أغسطس كل عام. إذ لا تنفك القوات المسلحة تطوّر الصناعات العسكرية الدفاعية من أجل تعزيز الأمن في البلاد، وهي أكثر المجالات التي قطعت فيها البلاد أشواطاً طويلة منذ انتصار ثورتها و لحد الآن.

2023-08-22

حيث أسفرت جهود الخبراء الايرانيين في هذا المجال عن نتائج تلبّي جوانب من طموحات الشعب في مختلف المجالات وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال التصنيع العسكري مع رفض أيّ محاولات أجنبية على تحجيم هذا القطاع، سيما في ظلّ ضغوط وتهديدات العدو المتواصل منذ إنتصار الثورة الإسلامية المباركة.

*وتيرة منجزات متسارعة

فبعد أكثر من أربعة وأربعين عاماً من انتصار الثورة الإسلامية وبين فترة وأخرى تستعرض جانباً من إنجازاتها الدفاعية التي توصلت إليها بالاعتماد على المتخصصين الإيرانيين الشباب. وإلى جانب المناورات للجيش وحرس الثورة الإسلامية وعلى سبيل المثال أزاحت الستار عن صاروخ فتاح فرط الصوتي وكذلك صاروخ كروز الشهيد ابو مهدي المهندس وغيرها من الإنجازات والمعدات والتي تشمل الطائرات المسيّرة من دون طيار ومنظومات الدفاع الجوي والرادارات.

إذ أثرت مجموعة من المُنجزات الجديدة العتاد الدفاعي للبلاد، فقد أزيح الستار،  الثلاثاء، عن طائرة “مهاجر 10” المسيرة والتي تبلغ مدة طيرانها القصوى 24 ساعة على ارتفاع 7000 متر ونصف قطر تشغيلي 2000 كيلومتر وذلك بحضور رئيس الجمهورية آية الله السيد إيراهيم رئيسي ووزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة العميد “محمد رضا أشتياني” وعدد من قادة القوات المسلحة.

*انضمام صواريخ “خرمشهر” و”الحاج قاسم”

حيث جرى بحضور رئيس الجمهورية بدأت عملية انضمام الصواريخ الاستراتيجية “خرمشهر” و”الحاج قاسم” على نطاق واسع للقوات المسلحة. وعلى هامش المعرض اصدر السيد رئيسي أوامره ببدء انضمام الصواريخ الاستراتيجية “خرمشهر” و”الحاج قاسم” على نطاق واسع إلى القوات المسلحة والقوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري. وفي هذه المراسم قدم رئيس الجمهورية الشكر لجميع القوى العاملة التي تبذل جهودا دؤوبة في الصناعة الدفاعية بالبلاد، وقال: آمل أن تؤدي جهودنا جميعاً للمزيد من العزة والفخر والاقتدار للبلاد.

*مسيرة “مهاجر 10”

في السياق أيضاً، وبحضور رئيس الجمهورية أُزيح الستار عن أحدث طائرة مسيرة ايرانية من طراز مهاجر تحمل اسم “مهاجر 10” ذات قدرة طيران متواصلة على مدار 24 ساعة على ارتفاع 7000 متر ونصف قطر تشغيلي 2000 كيلومتر. وتبلغ سعة الوقود القصوى لطائرة “مهاجر 10” المسيرة 450 لترا، ويبلغ الحد الأقصى لوزن حمولتها 300 كغ. وتبلغ السرعة القصوى لهذه الطائرة 210 كم/ساعة، ولديها القدرة على حمل جميع أنواع الذخائر والقنابل، وهي مجهزة بأنظمة الحرب الإلكترونية.

* رسالة تحذير لمن تسوّل له نفسه

واكد رئيس الجمهورية وخلال لقائه يوم  الثلاثاء مع كبار مدراء ونخب وزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة، بمناسبة يوم الصناعة الدفاعية، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تسعى للتفاعل مع كافة دول العالم، ولكن قواتنا المسلحة المقتدرة ستقطع اليد التي تمتد للتعرض والاعتداء على البلاد.

واعتبر السيد رئيسي الإجراءات والإنجازات التي حققتها الصناعات الدفاعية في البلاد حتى الآن في المجالين العسكري والمدني مظاهر لإنتاج القدرة بما يتماشى مع الدفاع عن البلاد ومبعث الطمانينة وراحة البال للشعب.

واعتبر رئيس الجمهورية وجود القوات المسلحة الإيرانية في المنطقة بمثابة خلق الأمن ومصدر الطمأنينة، على العكس من تواجد القوات الاجنبية المزعزع للامن ، وقال: إن الصناعات الدفاعية في البلاد تدعم القوات المسلحة في توفير وتعزيز الأمن والاقتدار والردع.

*تصنيع طائرة ركاب

وفي إشارة إلى انتقال الإنجازات التكنولوجية والمتقدمة للصناعات الدفاعية في البلاد إلى القطاعات الصناعية الأخرى، قال: اليوم، يعود الفضل في الجهود المبذولة لتصنيع طائرة ركاب الى التقدم والإمكانيات التي تم تحقيقها في الصناعات الدفاعية في البلاد. وأشار رئيس الجمهورية إلى أن الصناعات الدفاعية والنووية في البلاد، حققت أكبر قدر من التقدم على الرغم من أشد العقوبات، واعتبر أن الدافع والجهد والمثابرة هي عوامل النجاح الرئيسية في تحقيق هذه التطورات، وأكد على إنشاء خط اتصال لامتداد التقدم الدفاعي و الإنجازات للصناعات الأخرى. وشدد على ضرورة الجدية في حماية هذه المنجزات العظيمة ومواجهة الفتن ونفوذ العدو الرامي لتعطيلها، واعتبر القوى البشرية الخبيرة في البلاد من أهم ارصدة الصناعة الدفاعية.

* المكونات الرئيسية لقدرتنا

واعتبر الشعب الايراني المؤمن والمتواجد في الساحة دوما والعاشق لابي عبدالله الحسين (ع) بانه أهم عنصر في قوة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقال: لقد ادرك العالم أيضاً أن شعبنا وقواتنا المسلحة الواعية هما المكونات الرئيسية لقدرتنا. ووصف رئيس الجمهورية معروضات المعرض بالواعدة من حيث التنوع والمستوى العالي من الإنجازات وقال: يمكننا اليوم تقديم إيران في العالم كدولة متقدمة وتكنولوجية، حيث تحقق هذا الامر بجهود علمائنا الشباب وأيديهم المقتدرة، وفي ظل توجيهات قائد الثورة الإسلامية.

*إنتاج كل ما تحتاجه القوات المسلحة

في السياق، قال وزير الدفاع واسناد القوات المسلحة “العميد محمد رضا اشتياني”، خلال المراسم: ان الطائرة الايرانية من دون طيار “مهاجر 10″، قادرة على الطيران بسرعة قصوى تزيد عن 200 كلم ساعة، ومدى يبلغ 2000 كلم؛ مبينا ان هذه المواصفات تؤكد على ان “مهاجر 10 هي طائرة مسيرة استثنائية”. وفي تصريح له، الثلاثاء، نوّه “العميد اشتياني”، قائلا: لدينا المزيد من الانجازات في المجالات ذات الصلة والتي سنكشف عنها قريبا باذن الباري تعالى. وعودة الى المسيرة مهاجر 10، فقد اشار وزير الدفاع الى امكانية تزويد هذه الطائرة بأجهزة الرصد الراداري والاتصالات، لتستطيع القيام بمهام استطلاعية؛ واصفا هذه المسيرة الايرانية، انها متطورة جدا.

الى ذلك، قال القائد العام للجيش، اللواء عبد الرحيم موسوي: ايران وبعد اربعة واربعين عاماً علی انتصار الثورة الاسلامية ورغم الحظر الشامل التي مرت به استطاعت ان تنتج كل ما تحتاجه قواتها المسلحة للدفاع عن ثغور البلاد ولم تتوقف ولو للحظة واحدة، ولاقوّة تستطيع ان تقف امامها في هذا الطريق. وقال قائد القوة البحرية للحرس الثورة الاسلامية، العميد علي رضا تنكسيري: اليوم نحن فخورون بأننا وبيد شبابنا الكفوئين وطاقاتهم وامكانياتهم يتم تصنيع ما تحتاجه البلاد من معدات متطورة ونؤكد بأننا بهذه الصناعات المحلية لن نسمح للعدو بالتفكير بالقيام بعمل في اي نقطة من البلاد.

*النواب يدعمون تطور الصناعات الدفاعية

بالتزامن مع هذه المراسم المهيبة التي تم خلالها الكشف عن عدّة منجزات، اصدر نواب مجلس الشورى الاسلامي بيانا الثلاثاء، اعربوا فيه عن تقديرهم ودعمهم للقوات المسلحة في البلاد للتطور الذي حققته الصناعات الدفاعية.

وقال عضو هيئة الرئاسة في مجلس الشورى الاسلامي حجة الاسلام علي رضا سليمي: ان نواب المجلس اصدروا بيانا اعربوا فيه عن دعمهم للتطور الذي حققته الصناعات الدفاعية للبلاد، كما قدموا الشكر والتقدير للقوات المسلحة لانجاز هذا التقدم والتطور. واضاف سليمي: ان هذا البيان يشهد الان اقبال المزيد من نواب المجلس للتوقيع عليه.

*موقع استراتيجي في المنطقة والعالم

وترتكز الجمهورية الاسلامية الايرانية على قدرات علمائها وإمكانياتها الداخلية حيث استطاعت أن تحقّق الإكتفاء الذاتي في صناعة العديد من أنواع الأسلحة والمعدات العسكرية لحماية أراضيها من الأطماع الخارجية، خاصة وأنّ ايران تتمتع بموقع استراتيجي في المنطقة والعالم ومن هذا المنطلق فإن الرقي بالقدرات الدفاعية وقوة الردع بهدف الدفاع عن السيادة الوطنية شكل عماد وأساس استراتيجيات ايران الاسلامية.

*أسبوع الحكومة وتجديد العهد مع مبادئ الامام

على صعيد آخر، زار رئيس الجمهورية وأعضاء الحكومة مرقد مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الامام الخميني (رض) وجددوا العهد مع مبادئ الامام الراحل بمناسبة أسبوع الحكومة. جاء ذلك على اعتاب بدء اسبوع الحكومة في ايران، حيث قرأ اعضاء الحكومة الايرانية سورة الفاتحة وآيات من الذكر الحكيم عند مرقد الامام الخميني طاب ثراه، ومرقد عدد من الشهداء من كبار مسؤولي الجمهورية الإسلامية وشهداء الثورة الاسلامية وشهداء الحرب المفروضة وعددا آخر من الشهداء الابرار، مجددين العهد مع مبادئهم السامية، ومؤكدين العزم على مواصلة دربهم الوضاء. وكان في استقبال رئيس الجمهورية واعضاء الحكومة، سادن الحرم الطاهر للامام الخميني (رض)، السيد حسن الخميني (حفيد الامام الراحل).

وينطلق اليوم الاربعاء هو يوم بدء اسبوع الحكومة في الجمهورية الاسلامية تيمنا بذكرى الشهيد الرئيس محمد علي رجائي ورئيس الوزراء الشهيد محمد جواد باهنر اللذين قضيا نحبهما برفقة عدد آخر من الشهداء في التفجير الارهابي في مقر رئاسة الوزراء الايرانية في طهران بتاريخ 30 آب/أغسطس 1981.

* استراتيجيتنا احياء الآمال

وأكد رئيس الجمهورية خلال زيارته برفقة اعضاء الحكومة الايرانية، الى مرقد مفجر الثورة الاسلامية، ان الاستراتيجية التي علمها الامام الخميني (طاب ثراه) للشعب الايراني، ويؤكد عليها سماحة قائد الثورة الاسلامية ، هي احياء الآمال فيما يتبع العدو استراتيجية بث اليأس، مضيفا بأن ما تمتلكه ايران كفيل بحل العقد وازالة العوائق. وشدد في كلمته التي ألقاها في مرقد الامام الراحل (رض) على ضرورة التزام كل من يعمل باسم الحكومة والدولة في الجمهورية الاسلامية بمبدأ احياء الأمل في قلوب المواطنين والاهتمام بهم، وحقل العقد وازالتها من معيشتهم ، والتحلي بنظرة تحولية وعدم الاكتفاء بما هو موجود، والاهتمام ببسط العدالة ومكافحة الفساد، وهو ما ذكّر به سماحة قائد الثورة الاسلامية اعضاء الحكومة ايضا.

*نحن قادرون

واشار آية الله رئيسي الى التوجيهات الاخيرة لسماحة قائد الثورة الاسلامية خلال لقائه مع قادة الحرس الثوري، قائلا ان سماحته نصح جميع المسؤولين بأن اليأس والتعب ممنوع، مضيفا: ان الاستراتيجية التي علمها الامام الخميني (طاب ثراه) للشعب الايراني، ويؤكد عليها سماحة قائد الثورة الاسلامية، هي احياء الآمال فيما يتبع العدو استراتيجية بث اليأس”. واضاف رئيس الجمهورية ان شعار “نحن قادرون” هو ما طبقه الامام الخميني الراحل، وان نظرة مسؤولي الحكومة ومعنى تجديد البيعة مع مبادئ الامام الراحل هو اننا قادرون على حل الكثير من العقد وازالة العوائق الموجودة في حياة المواطنين بالتوكل على الله عزوجل والاعتماد على الامكانيات الوفيرة التي تمتلكها البلاد.

المصدر: الوفاق/وكالات