الوفاق/ استطاع البطل «فرزاد بادبا» – وهو من مدينة شيراز، الحيلولة دون سقوط المزيد من الشهداء في العملية الارهابية التي نفذها ارهابي في الحرم الطاهر لأحمد بن موسى (عليهما السلام) في 13 أغسطس من هذا العام.
وكان هذا البطل الذي يعمل في سدانة الحرم الطاهر أول من اشتبك مع الارهابي وأوقعه أرضا بعدما أطلق ۲۵ رصاصة من مجموع ۳۰۰ رصاصة كانت في سلاحه وأدى الى القاء القبض عليه.
الجدير بالذكر أن العملية الارهابية التي وقعت في حرم شاهجراغ أسفرت عن استشهاد شخصين واصابة 7 آخرين بجروح.
وهذه العملية الاجرامية هي الثانية من نوعها التي يشهدها هذا الحرم الطاهر خلال أقل من عام.
وكان هذا البطل خادماً للحرم الشريف احمد ابن موسى، والذي اسمه اليوم على السنة الجميع، وهو الشخص الذي خاطر بحياته ووقف امام هذا الهجوم الارهابي، وهذه دلالة على أنه في هذه الأرض رجال يقومون بعمل عظيم بأيدي خالية.
يكفي أن نجمع ذهننا لنرى الجهاد والتضحية من الشعب الايراني الحر الشجاع
بعد إطلاق الرصاصة الاولى والمواجهة وإطلاق النار من قبل القوات الأمنية، يواصل الإرهابي إطلاق النار، مما أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص.
كلنا بحاجة إلى بعضنا البعض، يكفي أن نجمع ذهننا لنرى الجهاد والتضحية من الشعب الايراني الشجاع الحر، الذي يعتبر حياة الآخرين هي حياته.
هذا الخادم المخلص لحرم شاهجراغ، يبلغ من العمر 34 عاما، ولديه طفلان وهم محمد علي وسوغند، لقد ترعرع في أسرة كبيرة وكان يمر بظروف صعبة نسبياً من الناحية المادية.
وبسبب الظروف الصعبة مما اضطر هذا الشاب هو واخوانه ان يعملوا لكي يستطيعون دفع مصاريف مدرستهم وبسبب صعوبة الحياة والتكاليف فاضطر الى ترك المدرسة وبعدها ذهب الى الجيش ومن ثم تزوج وبعد ذلك واصل عمل والده كخباز.
كانت الحياة صعبة والحديث له: بعد مرور بعض الوقت، اصبحت خادما في ضريح شاهجراغ وحسب قوله كان هذا توفيق من السيد أحمد بن موسى(ع) بان اصبح خادماً له؛ وكانت وظيفتي هي خدمة الضريح مثل الكنس ونظافة الضريح وجمع السجاد.
وقال بادبا: في يوم الحادث كنت في فترة عملي وكنت أقوم بواجبي حينما سمعت صوتاً غريباً، في ذلك اليوم، كان هناك قافلة إلى الضريح من فيروز آباد جاؤوا سيراً على الأقدام، وكان هناك الكثير من الضوضاء في الضريح، لم أكن حتى اتصور بانه من الممكن ان يكون هناك حملة إرهابية، لأن الأمن أصبح أقوى بكثير من ذي قبل ولم أكن أعتقد أن أحداً سيسمح لنفسه ويتجرأ بالهجوم على ضريح الامام احمد بن موسى(ع).
كل إيراني لو يرى مثل هذا المشهد يفعل الشيء الذي فعلته انا
فحينها قلت لنفسي إنه لا بد أن يكون صوت مفرقعات نارية، لكن عندما سمعت صوت صراخ، ذهبت جاريا صوب الضريح ورأيت شخصاً يدخل الضريح وبيده سلاح، كنت على بعد أمتار قليلة منه وحينها رأيت امرأة سقطت على الارض وكان دمها يجري، ارتجف قلبي وغلى دمي، وتابع: لم أستطع تحمل ذلك، نظرت إلى القبة وغرق قلبي، ركضت نحو الشخص وأمسكت بالإرهابي من الخلف، ضربته بركبتي فسقط على الأرض، بعد ذلك وضعت يديه خلف ظهره وسقطت البندقية من يده وحينها وصل الامن. يقول بادبا إنه صرخ على الإرهابي المهاجم، وأردت أن أضربه، لكن منذ مقتل منفذ الهجوم السابق، قلت إنه يجب أن يبقى هذا الشخص على قيد الحياة ويتم استجوابه حتى نعرف ما هو الهدف من هذه العمليات الارهابية، وقال هذا الشاب البطل حينها لم افكر بحياتي مطلقا فان حياتي كانت في ضمانة السيد أحمد بن موسى(ع)، وكنت دائما أقول لنفسي إما ان نعيش حياة عزيزة أو نستشهد بكرامة. فأكيد ان كل إيراني وكل مسلم لو كان يرى مثل هذا المشهد يفعل نفس الشيء الذي فعلته انا
ويضيف بادبا عن الهجوم السابق على الضريح: لقد كنت في ذلك الوقت خادم ضريح شاهجراغ ايضا، لكن لم اكن موجوداً في يوم الهجوم، ودائماً كنت نادماً على عدم وجودي في الضريح، لكي اعمل شيء او ان اكون من الشهداء.
فوجئت لِما رأيت في الفيلم لكنها إرادة الله عز وجل
عندما رأيت الفيلم، لم أستطع أن أصدق أنه أنا الذي ركضت بهذه الطريقة، وقال لا أعرف ماذا أقول، لانه قبل عدة سنين وقع لي حادث في ساقي وظهري وكان لدي مشكلة وصعوبة في المشي، فعندما شاهدت الفيلم، تفاجأت كيف تمكنت من ان اجري بهذه السرعة، لقد فوجئت بنفسي، واتذكر في تلك اللحظة، كانما شخص امرني وطلب مني بان اجري بسرعة نحو هذا المجرم، ولقد رأيت في الفيلم أنه لكمني على وجهي لحظة مواجهتي معه لكنني لا أتذكر على الإطلاق ذلك، فكل هذا من ارادة الله عز وجل والامام احمد بن موسى(ع).
واضاف البطل: كلنا إيرانيون أبطال، من عامل إلى مهندس لا يهم، فان والد الأسرة الذي يعمل من الفجر حتى المساء لكي يؤمن عائلته بلقمة الحلال، ولكي يتمكن من تربية أبناء صالحين لخدمة المجتمع، فيعتبر هو بطل، وكل فرد هو بطل عظيم لعائلته.
الصداقة مع السيد شاهجراغ
كما تحدث عن صداقته مع السيد أحمد بن موسى(ع): قال أنا صديق مع شاهجراغ، نحن مثل اثنين أصدقاء أحياناً اكون حزينا ولدي مشاكل ولكن عندما اجلس في ضريحه واتكلم معه حينها كنت احس بالراحة والامان وكان بالنسبة لي حلّال جميع المشاكل.
واوضح بما انه كان يعاني من ألم في ظهره وساقه ويقول عندما كنت اعمل بمهامي في الضريح لا أشعر بأي ألم ويقول ان السيد شاهجراغ، شقيق الإمام الرضا عليه السلام وابن الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام، هو أسطورة حياتي، وباقي إخوة الإمام الرضا(ع)، أحدهم – السيد ميرمحمد مدفون في باحة شاهجراغ ايضا، هم أعزاء ومحترمون لي، لكن شاهجراغ هو أعز إليّ، في كل صباح عندما آتي في البداية ابدأ بالتحية والسلام له ثم أبدأ عملي.
واوضح فيما يخص الهجوم السابق على شاهجراغ: الأماكن التي استشهد فيها الزوار في الضريح من قبل الارهابيين، قد تم وضع صورهم على الحائط، في مكان استشهادهم، ولا تزال آثار الرصاص على الجدران والأبواب، فعندما ذهبت إلى الضريح بعد الحادث، وحين كنت أجمع السجاد الذي كان مغرقاً بالدم، كنت اشعر بالذنب والعذاب والندم على عدم فعل أي شيء في ذلك اليوم أو لماذا لم أكن من بين هؤلاء الشهداء، وتابع: أردت دائماً أن أكون مدافعاً عن أضرحة أهل البيت عليهم السلام وأذهب إلى سوريا؛ فكانت والدتي تقول دائماً إنه لو كنت ايام الحرب المفروضة، لكنت ابعث أبنائي الأربعة من أجل الإسلام، لان الشهادة هي أرفع درجات الإيمان وأسماها.