السابع من صفر، ذكرى استشهاد السبط والحفيد الأكبر للرسول المصطفى محمد(ص)، وتُعتبر صفة الكرم والسخاء من أبرز الصفات التي تميّز بها الإمام الحسن(ع)، فكان المال عنده غاية يسعى من خلالها إلى كسوة عريان، أو إغاثة ملهوف، أو وفاء دين غريم، أو إشباع جوع جائع، وما الى ذلك.
ومن هنا عُرف بكريم أهل البيت(ع)، فقد قاسم الله أمواله ثلاث مرّات، نصف يدفعه في سبيل الله، ونصف يبقيه له، بل وصل إلى أبعد من ذلك، فقد أخرج ماله كلّه مرّتين في سبيل الله ولا يبقي لنفسه شيئاً، فهو كجدّه رسول الله(ص) يعطي عطاء مَن لا يخاف الفقر، وهو سليل الأُسرة التي قال الله تعالى فيها: “وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ”(الحشر/9).
وهو(ع) من الشجرة الطيّبة التي تُؤتي أُكلها كلّ حين، فمن كريم طبعه أنّه لا ينتظر السائل حتّى يسأله ويرى ذُلّ المسألة في وجهه، بل يُبادر إليه قبل المسألة فيُعطيه.
استشهاده
أُستشهد مسموماً على يد زوجته جعدة بنت الأشعث الكندي، بأمر من معاوية بن أبي سفيان.
قال الشيخ المفيد(قدس): “وضمن (أي: معاوية) لها أن يزوّجها بابنه يزيد، وأرسل إليها مائة ألف درهم، فسقته جعدة السم”، ففعلت وسمّت الإمام الحسن(ع)، فسوّغها المال ولم يزوّجها من يزيد.
رثاء الإمام الحسين(ع) لاخيه الامام الحسن(ع)
أأَدْهُنُ رَأْسي أَمْ أَطيبُ مَحاسِني
وَرَأْسُكَ مَعْفُورٌ وَأَنْتَ سَليبٌ
أَوْ اسْتَمْتِعُ الدُّنْيا لِشَيْء أُحِبُّهُ
أَلا كُلُّ ما أَدْنى إِلَيْكَ حَبيبٌ
فَلا زِلْتُ أَبْكي ما تَغَنَّتْ حَمامَةٌ
عَلَيْكَ، وَما هَبَّتْ صَبا وَجَنُوبٌ
وَما هَمَلَتْ عَيْني مِنَ الدَّمْعِ قَطْرَةً
وَمَا اخْضَرَّ في دَوْحِ الْحِجازِ قَضيبٌ
بُكائي طَويلٌ وَالدُّمُوعُ غَزيرةٌ
وَأَنْتَ بَعيدٌ وَالمَزارُ قَريبٌ
غَريبٌ وَأَطْرافُ الْبُيوُتِ تَحُوطُهُ
أَلا كُلُّ مَنْ تَحْتَ التُّرابِ غَريبٌ
وَلا يَفْرَحُ الباقي خِلافَ الَّذي مَضى
وَكُلُّ فَتىً لِلْمَوتِ فيهِ نَصيبٌ
فَلَيْسَ حَريباً مَنْ أُصيبَ بِمالِهِ
وَلكِنَّ مَنْ وارى أخاهُ حريبٌ
نَسيبُكَ مَنْ أَمْسى يُناجيكَ طَرْفُهُ
وَلَيْسَ لِمَنْ تَحْتَ التُّرابِ نَسيبٌ