الأزمه المتفاقمة في لبنان كان لها الأثر الأكبر على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان حيث باتوا يعانون من ضائقة اقتصادية بصورة أشد من معاناة غيرهم ويعود ذلك لعدة أسباب أبرزها التشريعات والقوانين اللبنانيه التي تحرم الفلسطينيين من أبسط حقوقهم.
يعيش أبناء مخيمي نهر البارد والبداوي للاجئين الفلسطينيين شمال لبنان معاناة إنسانية تكاد يقال عنها إنها أم البؤر التي تتعرض لأبشع أنواع الحرمان من كافة الخدمات التي يجب تأمينها ليعيش الإنسان حياةً كريمة.
لا يختلف اثنان على أن الوضع المعيشي لأبناء مخيمي نهر البارد والبداوي هو كسائر المخيمات الموجودة على الأراضي اللبنانية، حيث يعاني سكانهما الحرمان المتصاعد منذ عشرات السنين في ظل ما يخطط لهؤلاء اللاجئين من قبل الدول الأوروبية التي تنفذ مخططات العدو الصهيوني والإدارة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط من أجل السيطرة على مقدراته، حيث بات اللاجئ الفلسطيني واقعًا بين مطرقة حق العوده الذي يبحث عنه والذي يتمسك به كافة أبناء الشعب الفلسطيني في الشتات وبين الظروف القاسية والضاغطة التي يعيشونها في دول الانتشار التي لجأوا إليها نتيجة المجازر الصهيونية بحقهم وبحق منازلهم ومدنهم أثناء النكبة الفلسطينية عام ١٩٤٨.
بالرغم من الأوضاع الصعبة التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان إلا أنهم متمسكون بحقوقهم وفي مقدمتها “حق العودة” المقدس. هذا ما أكده لنا عضو اللجنه الشعبية في مخيم نهر البارد السيد مصطفى أبو علي، لافتًا الى تقليصات وكالة تشغيل اللاجئين الفلسطينيين الاونروا التي تزداد يومًا بعد يوم بسبب الضائقة المالية التي تتعرض لها وتشويه صورتها من قبل الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية للضغط على الدول العربية والاوروبية لوقف مساعدتها للأنروا، مما يزيد من صعوبة تقديم الخدمات للشعب الفلسطيني، ولكن رغم كل هذه المؤامرة لا زال شعبنا متمسكًا بأرضه وحلمه بالعودة إلى فلسطين.
كما لا بد أن نذكر ما شاهدناه خلال جولتنا في أزقة المخيم، ما يظهر مدى تعلق اللاجئين بقضيتهم الأساسية من خلال الصور المنتشرة عند كل مفرق داخل المخيم للمناضلين والمقاومين في الداخل المحتل الذين يستشهدون خلال التصدي للاعتداءات الصهيونية وصور أبطال العمليات الفدائية التي تهز الكيان الصهيوني الغاصب مما يدل على فشل كافة المحاولات التي يسعى لها العدو وأعوانه من أجل أن ينسى الشعب الفلسطيني قضيته.