في يوم تخليد ذكرى الصحابي الجليل (رض)

سلمان الفارسي (رض).. دراما تاريخية وعمل إسلامي كبير

الوفاق: ميرباقري: قصة سلمان لها سمة خاصة وموضوعها الرئيسي هو السفر.

2023-08-23

الوفاق/ الشخصيات العالمية التي تحظى بمكانة خاصة عند الجميع منذ القِدم حتى اليوم وحتى في المستقبل، يتم تخليدها في مختلف الوسائل الفنية والأدبية والثقافية والسينمائية، حتى لو تعود حياة هذه الشخصية إلى قرون ماضية، وزمن حياة الرسول (ص)، ومن هذه الشخصيات الخالدة التي يتم حالياً إنتاج مسلسل تاريخي عظيم عنه، هو الصحابي الجليل “سلمان الفارسي” المعروف بـ “سلمان باك”، واليوم يصادف ذكرى يوم تكريمه في إيران، وبهذه المناسبة نتطرق إلى نبذة عنه والمسلسل الإيراني الذي يدور حول حياته، وقبل أيام بدء تصوير الأحداث التي في إيران القديمة، حيث صرّح داود ميرباقري، مخرج مسلسل “سلمان الفارسي”، أنه في الموسم الأول من المسلسل، والذي بدأ تصويره في الأيام الأخيرة، سنشهد فترة ولادة سلمان الفارسي حتى خروجه من إيران في سن العشرين.

وأشار إلى أن هذا الجزء من حياة سلمان سيغطي تقريباً جغرافية واسعة من إيران؛ من فارس وأصفهان إلى تيسفون، ويجب أن نكون قادرين على تقديم هذا الطريق الجغرافي لطريق الحرير بجودة جيدة جداً.

وأضاف: أحداث وقصص مثيرة للإهتمام تحدث خلال هذه الرحلة”. قصة سلمان لها سمة خاصة وموضوعها الرئيسي هو السفر، ومن المقرر أن يكتمل تصوير الموسم الإيراني خلال عامين، ومن ثم ندخل الموسم الأخير وهو قسم الحجاز.

سلمان الفارسي، باعتباره شخصية تسعى إلى الحقيقة، ويطوي الأرض من الشباب إلى الشيخوخة بحثاً عن الحقيقة، يمكنه إظهار العلاقة بين إيران والإسلام بأوضح وأروع طريقة ممكنة، ويلزم بذل جهد شامل من أجل ذلك.

من هو سلمان الفارسي؟

من هو سلمان الفارسي؟، سلمان من عيون صحابة رسول الله(ص) ومن خواص أصحاب أمير المؤمنين(ع) ومواليه. حيث قال عنه النبي(ص): سلمان منّا أهل البيت. كان يسمّى أيضاً سلمان المحمدي، وسلمان الخير. يحظى بمكانة مرموقة عند المسلمين بجميع مذاهبهم وفرقهم. وقد أجمعت كلمة الباحثين والمؤرخين على أصوله الإيرانية وإن اختلفوا في موقع مولده. كان اسمه “روزبه” أو “ماهو” وسمّاه الرسول(ص) سلمان.

كان من الموحّدين، وقد شدّ رحله إلى الشام طالباً الحقيقة وباحثاً عن الدين القويم، ومن الشام إلى الموصل، فنصيبين، فعمورية، ثمّ سمع بأنّ نبياً سيُبعث، فقصد بلاد العرب، فلقيه ركب من بني كلاب، وطلب منهم ليحملوه إلى أرض الحجاز، لكنهم نكثوا عهدهم فباعوه ليهودي ومن ثم اشتراه ابن عم اليهودي من بني قريظة حتى وصل إلى المدينة، ولما سمع بخبر الإسلام، قصد النبي(ص)، وأظهر إسلامه بعد أن شاهد علامات النبوة.

من مواقفه اقتراحه حفر الخندق في غزوة الأحزاب من أجل الدفاع عن المدينة وقبول النبي(ص) ذلك، ما أدى إلى انتصار معسكر المسلمين.

مسلسل “سلمان الفارسي”

مسلسل “سلمان الفارسي” من المشاريع التي يتم مناقشتها بين الحين والآخر؛ مسلسل ظل يشغل ذهن داود ميرباقري منذ سنوات، وحتى انضمام حسين طاهري للمشروع، لم يكن مفتاح الأمور الجاد والرسمي يقترب من الواقع.

مسلسل “سلمان الفارسي” دراما تاريخية بدأ تصويره عام 2019 ومن المقرر أن يتألف من ثلاثة أجزاء و 60 حلقة.

وسيستغرق إنتاج مسلسل “سلمان الفارسي” 5 سنوات على الأقل، حيث وقف أكثر من 1500 ممثل من بين 20000 ممثل تم تحديدهم في هذا المسلسل، أمام كاميرا مصوري العمل.

يعد مشروع مسلسل سلمان الفارسي من أخطر اهتمامات مخرجه، والتي أثارها هذا المخرج منذ أكثر من 20 عاماً.

من خلال كتابة الخطوط العريضة للقصة، أظهر مير باقري إصراره الجاد على الدخول في الوادي الصعب والمضني لمسلسل سلمان الفارسي.

لكن ما أوصل عقلية المخرج ورغبته في سرد ​​قصة سلمان إلى مسرح العمل هو التعاون مع منتج المسلسل حسين طاهري (قبل انضمام حسين طاهري لمشروع “سلمان الفارسي” كان قد تولى الجزء منتجان آخران لكن السبب في عدم تقدم الأمور خلال فترة ولايتهم هو تولي حسين طاهري العمل في عام 2016)، ومع تشكيل مجموعة إنتاج لمسلسل سلمان الفارسي، بدأ المشروع رسمياً.

إن أهمية ومدى مشروع مثل سلمان الفارسي(رض) هو الوصول لوجهته وليس مجرد اتباع خط لن يؤدي إلى أي مكان؛ ولهذا السبب قام فريق إنتاج المسلسل أولاً بتوضيح إطار كل جزء من العمل من خلال التعرف على أبعاده والتفاعل مع طرفي الإنتاج، أي جهاز التلفزيون من جهة والمؤلف ومخرج العمل من جهة أخرى.

من تحديد النقاط الرئيسية والمهمة مثل مواقع التصوير والبحث عن الممثلين إلى تقدير الإنشاءات وبدء التصاميم والاستمرار في إنتاج ما تم تصميمه، كل هذه الأمور من بين البرامج التي تمت متابعتها بشكل جدي.

بداية القصة من العصر الساساني

في أوائل العشرينيات، كان مير باقري قد أعد سيناريو من أربعة مجلدات لمسلسل سلمان الفارسي، ولكن لكي تصبح تلك الكتابات عملاً ضخماً لمشروع مسلسل سلمان الفارسي، كان لابد من بحث مستفيض في عدة جوانب من الأبعاد التاريخية والاجتماعية والسياسية والثقافية وغيرها، وقد تم الحصول عليها بعد الدراسة الدقيقة، وبناءً على ما تركه هذا البحث بين أيدي الكتّاب، ووفقاً للمسار الذي رسمه السيناريو الأول لسلمان الفارسي، فقد بدأت عملية إعادة كتابة النص.

بشكل عام، يُقدّم ميرباقري قصة سلمان الفارسي في ثلاث مراحل: ولادته وشبابه في إيران القديمة والعصر الساساني، وهجرته إلى بيزنطة والجزء الأكبر من حياته الذي يدور في تلك الفترة، والجزء الثالث عن إسلامه والقصة التي تدور أحداثها في الحجاز.

وينبغي أن نرى كيف ستكون وجهة نظر مير باقري فيما يتعلق بتلك الفترة من التاريخ الإيراني وفقا للبحث التاريخي التفصيلي الذي تم القيام به لكتابة سيناريو هذا العمل، وأيضا كيف سيكون سرد القصة في بيزنطة والجزيرة العربية.

التصميم من صفر إلى 100

يعد تصميم المسرح والملابس والإكسسوارات جزءاً مهماً جداً من مشروع المسلسل، ولتحقيق هذا الهدف، انضم محسن شاه إبراهيمي أولاً إلى المجموعة كمصمم فني، ثم قام بتقسيم العمل إلى فروع مختلفة مجال الرسم قدم ما اقترحه المؤلف في السيناريو.

كان تصميم الأقمشة والملابس والزخارف وأدوات المسرح ومكياج المسرح وأدوات النقل وفنون الدفاع عن النفس جزءاً من مجموعة واسعة مما تم اعتباره في قسم التصميم.

من أفريقيا إلى المدينة السينمائية

وبناء على تقسيم ثلاث فترات من حياة سلمان الفارسي(رض)، كان ينبغي توفير المساحة اللازمة لرواية هذه القصة. ولذلك، تم إجراء بحث موسع لتحديد واختيار موقع التصوير الأنسب في جميع أنحاء إيران والدول المجاورة وحتى الدول الأفريقية.

لقد تمت محاولة الخوض في هذا الجزء من العمل بأفضل طريقة ممكنة من خلال الفحص والبحث عن آراء الأشخاص المطلعين على جغرافية إيران والدول الأجنبية، وأولاً بعد التأكد من موقع التصوير، قام بزيارة البيئة الملائمة ثم الإشارة إلى المساحة المطلوبة.

وبعد هذه الرحلات في إيران، تم الاعتراف بأن مناطق مثل خراسان وكرمان وقشم وجزء من المناطق الوسطى والشمالية الغربية من البلاد مناسبة.

وبالإضافة إلى أنه من الطبيعي تصوير تلك الفترة من التاريخ، فلابد من بناء وتوفير مساحات تتعلق بمكان ميلاد وشباب سلمان الفارسي (رض).

كما تم إجراء مسوحات في الخارج لعرض أجزاء تتعلق ببيزنطة، وكانت أرمينيا وجورجيا وتونس والمغرب وتركيا من بين الدول التي تمت زيارتها.

20 ألف شخص يختبرون التمثيل

تزامناً مع كتابة تفاصيل السيناريو واختيار مكان التصوير، والذي كان من أخطر الأمور التي تم إتباعها هو تحديد الأدوار الرئيسية والثانوية للمسلسل ومن ثم البحث عن الممثلين المناسبين، ومن أجل تحقيق هذا الهدف، تم اختبار حوالي 20 ألف ممثل من عشاق التمثيل.

ونظراً للجغرافيا الثلاثية للقصة، فكان من الضروري الإستعانة بممثلين أجانب في هذا المشروع وقد قام فريق العمل بمتابعة الاختيار في هذا الجزء أيضاً، ويشارك في المسلسل مجموعة من الممثلين في تونس والعراق ويونان وأرمينيا والهند وأفريقيا والصين.

بدء التصوير

منذ صيف 2018 ورسمياً منذ خريف هذا العام، دخل مشروع سلمان فارسي مرحلة ما قبل الإنتاج بحيث تكون في هذه المرحلة جميع الخطط التي تم وضعها في المرحلة الأولى أقرب إلى التنفيذ، ومنذ شتاء 2019 م بدء تصوير المسلسل.

أكثر من 40 فناناً أجنبياً يشاركون في المسلسل

كما أعلن أخيراً منتج مسلسل “سلمان الفارسي” تفاصيل جديدة عن هذا المشروع الضخم. وكشف “حسين طاهري” منتج المسلسل وهو من إخراج “داوود ميرباقري” عن أجزاء جديدة من إنتاج المسلسل وانضمام ممثلين كثر إلى العمل.

وأوضح طاهري أن إنتاج موسم إيران قد بدأ مؤخراً، وعبر عن أمله في أن يتم الانتهاء من تصوير موسم إيران في أقل من عامين لأنه أهم موسم في المسلسل.

وأوضح منتج “سلمان الفارسي” أنه في غضون شهرين تقريبا سينضم عدد كبير من الممثلين إلى المشروع، مشيرا إلى مشاركة حوالي أكثر من 40 ممثلا أجنبيا من المغرب وتونس واليونان وأرمينيا في الموسم الأول رغم أن عدد الممثلين الأجانب في الموسم الإيراني أقل لكن في موسم الحجاز سيشارك العديد من الممثلين من العالم العربي وآسيا وأوروبا.

وكشف طاهري أن طاقم العمل مشغول حاليا بالتصميم والبحث واختيار المواقع وغيرها من مراحل ما قبل الإنتاج في قسم الحجاز وفي نفس الوقت وبسرعة مناسبة.

وكان مدير مؤسسة الاذاعة والتلفزيون في الجمهورية الاسلامية الايرانية “بيمان جِبِلّي” قد أكد لدى مشاهدته الأعمال الاولية لانتاج مسلسل “سلمان الفارسي” على أهمية انتاج مثل هذه المسلسلات الاسلامية من قبل المؤسسة.

ووصف المسلسل بأنه يحظى بأهمية بالغة خاصة بمشاركة جمع كبير من الفنانين البارزين المخضرمين في هذا العمل الاسلامي الكبير.

المصدر: الوفاق