الوفاق/ خاص
كل عشر سنوات تتطور الحروب بألوان وانواع مختلفة، وترتدي اثوابا تبدو للوهلة الاولى كطائر السلام، بينما في مضمونها هي كالاخطبوط المسرطن الذي يتمسك بكل مفاصل المجتمع ويحكم سيطرته عليه من خلال عمليات غسل الادمغة وصناعة العقول، وتكوين اتجاهات رأي عام تتناسب وتتلاءم مع الجهة المعادية لهذا المجتمع.
وكما هو معروف بأن الحروب وعلى مر العصور تنوعت ما بين كلاسيكية عسكرية، امنية، مافياوية، اقتصادية، تكنولوجية، اعلامية وهي الاقوى حاليا..
“الهولوكست” أكذوبة اخترعها العقل الصهيوني
لماذا ذكرنا بأن الحرب التكنلوجية هي الاقوى؟ لانها تدخل ضمن الحرب النفسية الناعمة، وهنا الخطورة لانه بالحرب العسكرية تقتل الروح مرة واحدة، بينما في هذه الحرب تقتل مرات عدة يوميا، وتعرض الناس لأبشع انواع الاستعباد والابتزاز والاستغلال، سيما اذا لم يكن هناك من مقاومة داخلية نابعة من عقائد متينة صلبة تتحطم عند اعتابها كل الاكاذيب والاضاليل التي تبث بهدف زرع روح الاحباط واليأس عند أفراد المجتمع.. اذن هذا النوع من الحرب رغم قدمه الا انه اثبت بأنه الاكثر فعالية… فلو رجعنا الى الوراء إلى الحرب العالمية الثانية فمن منا لا يذكر ” كذبة الهولوكست” وكيف لعب الاعلام عليها، وجعلها عنوانا لمظلومية اليهود، وحتى الان لا يزال الاوروبيون يدفعون ثمن حادثة لم يثبت حصولها، بل هي مجرد أكذوبة اخترعها العقل الصهيوني، وغذاها ببروباغندا اعلامية مدعيا بأن اكثر من 5 ملايين يهودي قضوا في معسكرات الاعتقال في اوشفتيز بركناو في بولندا، ولا تزال حتى الان وسيلة لابتزاز المانيا ماليا تحت عنوان “عقدة الذنب” … بينما الهولوكست الحقيقي هو ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب ابادة جماعية ومن تهجير وقتل ونهب ولكن اين الاعلام منه ؟!!!..
ايضا في الحرب الاعلامية وليس بالفترة الزمنية البعيدة انظروا ما ابتدعته قوى الاستكبار العالمي من خديعة اعلامية لتحقيق اهدافها تحت ما يسمى بـ” القبعات البيضاء” عندما صورت بأن النظام السوري رمى سموما كيميائية على ارضه وشعبه وناسه، وهي لعبة صهيواميركية بأموال خليجية للضغط على سوريا وتغيير النظام.. حتى وصل الامر بمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية الى وضع تقرير كاذب حول ما حصل من هجوم كيميائي مزعوم بدوما في ريف دمشق، وشنوا حملات اعلامية كبيرة مضللة تنطلق من التباكي على الضحايا، لا بل قامت بتشويه سمعة الخبراء الذين وقفوا في وجه التقارير المفبركة، والتي كانت حجة للحكومات البريطانية والفرنسية والأميركية لشن عدوانها الثلاثي على سوريا في 14 نيسان من عام 2018..
المرأة الايرانية نالت من الحقوق ما لم تنله مثيلتها في العالم
لنصل الى الاحداث الاخيرة في الجمهورية الاسلامية في ايران والتي هي علنا اظهرت وجهها التخريبي التدميري الارهابي.. وهنا نتوجه الى الشباب المغرر بهم بعناوين براقة لماعة لكنها بعيدة كل البعد عن مضامينها، مثال “حقوق المرأة في ايران” كلبنانية اقول لم تحصل اي إمرأة لا في لبنان ولا في العالمين العربي والإسلامي ولا حتى الغربي على الحقوق والمكتسبات والمميزات التي نالتها المرأة الايرانية…
فقد قامت قوى الاستكبار العالمي بتقسيم حملاتها على ايران الى ثلاث مراحل:
– المرحلة الاولى استغلال حادث الوفاة الطبيعي للمواطنة مهسا اميني، وقيام بعض المجموعات الشبابية بالدعوات للتظاهر والاحتجاجات بأنها قتلت عمدا وما الى ذلك من اكاذيب، ولم تمنعهم السلطات من التظاهر، ولكنهم لم يلقوا الاذان الصاغية من شعب واع يعرف ويعي ابعاد هذه التحركات.
– المرحلة الثانية: لجأوا الى اعمال الشغب والعنف وتحطيم الممتلكات العامة وحرق السيارات وهذا ابدا لا علاقة له بالحرية، الا انهم جوبهوا بمسيرات حاشدة شعبية ادهشت العالم اجمع بإلتفافها وتضامنها مع القيادة والنظام الايراني.
– المرحلة الثالثة: وهي مرحلة الإفلاس، فبدأوا بالحرب القذرة وهي استخدام السلاح والقتل، فذهب ضحية هذه الأعمال الإجرامية 250 شهيداً من التعبئة ومن النساء والأطفال والرجال، كما حصل منذ ايام في الهجوم الارهابي في ايذه بخوزستان…
ومن الايام الاولى اعترفوا بأن الهدف ليس حقوق المرأة ولا الحجاب بل تغيير النظام ولكنهم خسئوا..
وكل هذا ترافق مع ضخ مالي واعلامي رهيب وضخم، بحيث تفرغت حوالي مئتي قناة اعلامية الى جانب مواقع التواصل الاجتماعي لبث اخبار وفيديوهات مفبركة، معتمدين على الخديعة والمكر الاعلامي…
وهنا نسأل انت ايها الشاب من تقتل؟ تقتل ابناء بلدك من اجل ماذا؟ من اجل حفنة من الدولارات، ووعود وهمية كاذبة، الا تعي بأنك مجرد اداة رخيصة يتم التخلي عنها بأي لحظة من قبل اجندات غربية اجرامية، الم تر من سبقك وكيف تم القاء القبض عليهم وهم يحاولون الهرب من ايران ويحملون جوازات سفر أوروبية، اين هي الدول التي استخدمتهم؟
كونوا على يقين بأنكم تعيشون في بلد عظيم
ايها الشباب كونوا على يقين بأنكم تعيشون في بلد عظيم، في دولة متينة، ايران ليست سوريا، وليست العراق ولا ليبيا، ايران الامام الخميني(رض) والشهداء، ايران الامام الخامنئي والعلماء، ايران الاسلام المحمدي الاصيل.. وهذه العبارة توجز الكثير من معاني الامن والامان لكل انسان يسعى للعيش بسلام ورفاه وعدل…