قاعة السينماتيك في الجزائر العاصمة تحتضن العرض الشرفي لوثائقي “جزائر بدمي أفديكي”، الذي يستعرض بطولات المرأة الجزائرية ودورها في أثناء الثورة التحريرية.
احتضنت قاعة السينماتيك في الجزائر العاصمة أمس السبت، العرض الشرفي الأول للفيلم الوثائقي التاريخي “الجزائر بدمي أفديكي”، الذي يتحدث عن بطولات المرأة الجزائرية ودورها في أثناء الثورة التحريرية.
الوثائقي (72 د.)، أنجزته المخرجة وكاتبة السيناريو رزيقة مقراني، وسردت فيه مواقف المرأة الجزائرية أثناء الثورة التحريرية ومساهمتها في مختلف الميادين لدعم صفوف جبهة جيش التحرير الوطني.
وأبرزت أبعاد هذه الملحمة التاريخية لتكشف التفاصيل البعيدة التي تؤرخ لوجود المرأة الجزائرية بين صفوف المقاومين والمناضلين والثوار، حيث كانت منذ بدايات الاستعمار الفرنسي للجزائر، مستعدة لخوض غمار المعركة من أجل طرده نهائياً ووضع حد لبطشه وجرائمه.
وضم الفيلم شهادات ومداخلات لشخصيات وطنية على غرار رئيس الحكومة الأسبق رضا مالك (1931-2017)، وياسف سعدي (1928-2021) والعقيد يوسف الخطيب وزهرة ظريف، إضافة إلى مجاهدات ومناضلات كان لهن دور في مجالات مختلفة مثل التمريض والتموين والاتصال والاستعلامات والإرشاد.
كما حاول العمل أن يفهم الدوافع الاجتماعية والثقافية والسياسية من خلال آراء أستاذة مختصين في علم الاجتماع والتاريخ، لمعرفة كيف انتقلت المرأة الجزائرية إلى أدوار جديدة تتوافق مع المتغيرات السياسية في البلاد، وحجم الوعي الذي تحلت به هؤلاء النسوة على مر السنوات رغم إجحاف السلطات الاستعمارية في حقهن في التعليم والدراسة.
وأبرزت شهادة الراحل رضا مالك دور المرأة الريفية في تدعيم صفوف الثورة، وكذلك شهادة المجاهد الراحل ياسف سعدي، بصفته أحد رموز معركة الجزائر، الذي تحدث عن شجاعة الجزائريات وتحملهن مسؤولية مواجهة المستعمر الفرنسي. فيما تحدثت السيدة زهرة ظريف عن إصرار الجزائريات على التعلم ووصول بعضهن إلى مستويات تعليمية متقدمة.
ومزجت المخرجة بين أسلوب التوثيق والتسجيل في آن واحد، حيث استخدمت لقطات من فيلم “معركة الجزائر”، وبعض المواد الأرشيفية التي تمكنت من الحصول عليها من بعض المؤسسات الإعلامية الخاصة داخل الجزائر وخارجها. كما استعانت رزيقة مقراني بإعادة تشكيل بعض المواقف التاريخية تمثيلياً في محاولة لمحاكاة الواقع.