عزيز ملا هذال
بعد ان يولد الانسان بفترة معينة يبدأ بإستقبال العلوم والمعارف والمهارات التي تسير حياته وهذا يعني ضرورة اكساب الطفل لهذه الامور منذ صغره، وقد تبدو الحاجة لمحة لادخال الطفل في الروضة التي عادة ما تكون بعد سن الرابعة من عمره، لكن قد يغفل الكثير من الوالدين اهمية الروضة في صناعة شخصية الطفل وتهيأتها لمرحلة الدراسة الاساسية (الابتدائية)، لذا رأينا من المهم ان نذكر بهذه الاهمية وما تعود به على الانسان املاً في عدم تجاهلها.
يؤكد علماء النفس والخبراء التربويون الذين اهتموا بقضايا الطفولة أهمية السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل في تكوينه النفسي والجسمي، وذلك بسبب التطورات المتسارعة والتعقيدات المتداخلة في تركيبة الحياة الاجتماعية المعاصرة فلم تعد الحياة بسيطة كما كانت في الماضي تقتصر على أن يتعلم الصغار من الكبار العادات الاجتماعية والتقاليد العائلية والصناعات اليدوية، وإنما تعدت ذلك للعناية بكل العوامل التي تؤثر في تكوين شخصية الطفل.
التشديد على اهمية مرحلة الروضة تأتي من كونها تربط بين فترتين من حياة الطفل فبعد ان يتعلم المهارات والمعلومات البسيطة التي يحتاجها في يومه مثل الاكل والشرب والنوم وغيرها من الامور التي تأخذ الطابع غير الرسمي ينتقل بعدها الطفل الى مرحلة التعليم الرسمي الذي نعني به التعليم الذي يسير وفق منهج رسمي وخطة تربوية تناسب قدراته العقلية والجسمانية، وهكذا تتغير المناهج بتغير عمر الطفل من الروضة الى مرحلة التعليم الجامعي، فالروضة هي الخطوة الاساس للانضباط والالتزام بقواعد الصف والدرس.
المردودات الايجابية للروضة
من المردودات التي تتركها الروضة على شخصية الطفل انها تساعده على الاستمرار في النمو الحسي والحركي عبر استخدام انشطة تضبط لديه استخدام الحواس وحركات الجسم، كما تعمل الروضة تعويد الطفل على الاعتماد على نفسه اعتماداً كلياً لأداء متطلباته اليومية، ويتعلم الطفل احترام الغير والتفاعل مع الأشخاص المحيطين به ومراعاة مشاعرهم واحترام آرائهم وتقديم المساعدات عند القدرة على فعل ذلك، وهو ما يواجه بدوره صفة الأنانية التي تظهر عند الأطفال في هذا السن.
ومن العوائد التربوية للروضة انها تعزز ثقة الطفل بنفسه وفهم ذاته وقدرته على الشعور بالاستقلالية التي تنتج عن تعلمه الاعتماد على ذاته في أموره الخاصة به والتي لها أثر على شعوره بالثقة في نفسه وتكون شخصيته شخصية قوية قادرة على التعامل مع مشاكل الحياة وصعوباتها وتخطيها، ووتنمي الروضة قدرات الطفل اللغوية وترفع من قدرته اللفظ السليم واستخدام اللغة على عكس طريقته المعتادة في التعبير عن نفسه فيما قبل بالصراخ والبكاء.
وتعمل الروضة على توجيه نشاط الطفل وتشذيبه، اذ يعرف الجميع ان الطفل لديه طاقة متدفقة تجعله يبدو يتحرك على استمرار مما قد يزعج الابوين او اخوانه الكبار لكن حين ينتظم في الروضة ويطالب بالقيام بأنشطة حركية او انه يلعب مع الاطفال سيفرغ هذه الطاقة ليعود الى المنزل هادئاً متزناً، وتعلم الروضة الطفل على العمل مع اقرانه بروح الفريق والاندماج مع الاقران والشعور بروح الجماعة بدلاً من ان يكون انطوائياً وخجولاً لا يقوى على مخالطة الناس وبالتالي تفضيل الانسحاب من المجتمع والانعزال بنفسه.
وتنمي الروضة لدى الطفل قابيلة او ملكة الحفظ للمواد مما يجعله مستعد ذهنياً ونفسياً للدخول الى المدرسة اذا ما اتفقنا ان أي تعلم لا يحصل ان لم يكون صاحبه على استعداد نفسي لذلك والعكس هو الذي يحصل دائماً، وتجعل الروضة من الطفل مستشعراً لقيمة الوقت ومحترماً له على عكس من هو دائماً في المنزل فوقته ضائع وغير منتج.
كما يتعلم الطفل في الرضوة اهمية الملكية الفردية واحترام ملكية الغير، فمسألة افهامه ان هذا له وهذا ليس له ليست مسألة هينة بالمرة وهي احد الصعوبات التربوية التي يعاني منها الوالدين، وفي الختام من اجل كل هذه المكتسابات التي يحصل عليها الطفل انصح الوالدين القادرين ان يزجوا بأبناءهم في رياض الاطفال ان لا يتوانوا في ذلك.