خبيرة في شؤون الاسرة للوفاق:

الأسرة.. الخلية الأولى التي يقوم عليها المجتمع

العالم الافتراضي يمكن أن يوفر العديد من الفرص من وجهة نظر الخبراء والمهنيين،

2022-11-29

 

.الوفاق/ خاص

سهامه مجلسي

تعتبر الأسرة هي الخلية الأولى في المجتمع، هي نواته الصغرى التي يقوم عليها كيانه، وأي خلل يصيب الأسرة ينعكس على المجتمع سلباً، وأي صلاح وصواب يمس الأسرة إنما يعود على المجتمع بالإيجاب، لذلك فتقدم مجتمع ما مرهون بسلامة الأسرة فيه، وتخلف مجتمع ما وانحطاطه مرهونان بفساد الأسرة فيه. لقد اهتم الإسلام بـ”المجتمع” في أسرته،

وتماسك الأسرة وتفاهم أفرادها  ينعكس بشكل إيجابي على أبنائها بكل تأكيد فالتربية بأجواء داعمة محفزة يساعد جميع الأفراد على تخطي مشاكلهم بصورة عقلانية وأكثر حكمة وإن أهم أفراد الأسرة هما الأم والاب فهما من يخلقان هذه الأجواء فضلا عن كونهما عماد هذه الأسرة والمثل الأعلى للأبناء لذا فإن وجود صحة إختيار وتوافق بينهم سيؤثر بشكل إيجابي على الأفراد بكل تأكيد، ولعل أهم العوامل التي يجب مراعاتها عند إختيار الشريك هي التدين  كما أوصت بذلك التعاليم الإسلامية فحتى مع وجود المشاكل يمكن إيجاد الحلول الصحيحة وهذا ما يضمنه لنا إختيار الشريك حسب ضوابط أهل البيت(ع).

في هذا الصدد إلتقت صحيفة الوفاق مع الخبيرة في شؤون الاسرة زهرة تقي زادة وفيما يلي نص الحوار:

ما هي التحديات التي تواجه الاسرة في الوقت الراهن؟

تعتبر الأسرة من المكومنات المهمة في الحياة البشرية فالأسرة تواجه اليوم فرصاً وتحديات مختلفة، وهذا بسبب قضايا مثل تطور التقنيات والتغيرات في العلاقات الأسرية والعولمة ونمو الفضاء الافتراضي وتأثيره عليها مما جعلنا نشهد تغييرات وتحولات فيها، فالأسرة عرفاً ثابتاً ومؤسسة راسخة لا يمكن الإستغناء عنها.

في الماضي كانت الأسرة كبيرة وربما كانت ثلاثة أجيال يعيش البعض مع البعض الاخر الاجداد، الزوج والزوجة، والاولاد بالإضافة إلى ذلك، كانت الأسرة تعتبر وحدة اجتماعية واقتصادية، بينما اليوم، أصبحت الأسرة تقتصر ربما على الزوج والزوجة والأطفال. واصبحت العلاقات والتواصل مع الاقارب غير متواصلة.

كان لجميع أفراد الأسرة في الماضي دور في تقسيم العمل قائماً على العمر والجنس، وفي بعض الاحيان يتم العمل بشكل تعاوني. في الوقت الحاضر الأطفال لايقومون بالأنشطة المنزلية، وبدلاً من ذلك نرى كثرة مشاركة الاباء في تربية الأطفال وأنشطتهم في الشؤون المنزلية. كما تلعب المرأة اليوم دوراً أكبر في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المجتمع.

على من تقع مسؤولية اتخاذ القرار في الاسرة؟

في الماضي، كان القرار النهائي هو مسؤولية والد الأسرة. كان الأب يمارس السلطة من جانب واحد، وكان للمرأة في هذا الفضاء نوع من القوة من خلال الدور المهم في انجاب وتربية الأطفال. بينما اليوم يوجد تحرك نسبي نحو مشاركة أعضاء الاسرة في صنع القرار، والحركة نحو أداء الواجبات وتوزيع السلطة واللامركزية. ونرى اليوم الاولاد والفتيات خاصة اصبحوا لهم  مكانة أكثر بكثير من السابق.

في حين ان الرجل كان يعمل خارج مجال الأسرة والبيت، وكان التفوق دائماً للذكور، نشاهد ان هذا تغير واصبح الرجل مطالباً بأداء بعض الأنشطة داخل المنزل.

والمرأة ايضا مع استمرار دورها في البيئة المنزلة، تتواجد خارج المنزل من أجل التعليم والعمل.

في موضوع الزواج كانت الأولوية لرأي الوالدين عادة، كان دور الوسطاء مهماً جداً في العثور على زوجة، بينما اليوم، يحق للفتيات والفتيان الاختيار ويأخذ رأيهم في الزواج.

هل الأسرة هي احدى القضايا التي يمكن استخدامها لتوطين مؤشر التوظيف؟

عندما نناقش موضوع التخطيط نقول ان الأسرة هي المبدأ، والعمل يجب أن يتم تعديله، هذا الموضوع ينتقل أيضا إلى العديد من المجالات القانونية الأخرى، حتى في التخطيط والأهم من ذلك، ينتشر ويشمل ثقافتنا؛ ويعني أن الأسرة

هي أهم شيء بالنسبة لتوظيف المرأة، كما يجب على وسائل الإعلام الإعلان عن ذلك، ولا يمكننا القول أن هذا الرأي أبوي أو وجهة نظر تريد استبعاد المرأة من مجال المشاركة السياسية والاجتماعية. لأننا قبلنا هذا الأمر في شكل مؤشر أصلي على أن الأسرة هي الأصل وأن حقوقنا مبنية على هذا.

إذا وفرت ظروفاً لعمل المرأة حتى تتمكن من العمل جنباً إلى جنب مع عائلتها، فيمكنها أن تنعم بالسلام، ويتم توظيفها، ولا يلحق ضرر اجتماعي كبير بالأسرة. في هذه الحالة، يعتمد ذلك على ثقافتنا. التضارب بين بيئة عمل الرجل وبيئة عمل المرأة أو الرجل وبيئة حياته. هنا، لم يعد من الممكن حل المشكلة بالتوصيات الأخلاقية. فالتخطيط ضروري في هذه الحالة.

هل أثّر العالم الافتراضي على العلاقات الاسرية؟

في الماضي، كانت النساء عادة يقضين أوقات فراغهن في المنزل والرجال خارج المنزل. كانت علاقات القرابة مهمة وكان الناس يفضلون ملء أوقات فراغهم برؤية الأقارب وزيارتهم. تغلبت المجموعة على الفرد، وقضى الأطفال وقت الفراغ تحت إشراف والديهم. بينما اليوم، أصبحت المساحة الافتراضية مكاناً للبالغين والأطفال لقضاء أوقات فراغهم. على الرغم من أن هذه المساحة يمكن أن توفر العديد من الفرص من وجهة نظر الخبراء والمهنيين، إلا أنها قد تؤدي أيضاً إلى عيوب، ونتيجة لذلك، تخلق أسباباً لزيادة المسافة المادية. يبقى هذا الفضاء كسيف ذي حدين، يجب أن يكون المرء دائماً على دراية بعواقبه.

والآن، يقضي الكثير من الأطفال أوقات فراغهم بمفردهم ومع الأصدقاء، خارج إشراف وقرار الأسرة. ازدادت فردية واستقلالية الناس وأصبحت القرارات الفردية لها الأولوية على الجماعية.

ما هي نقاط القوة في الأسرة في شكلها الحالي؟

زيادة الاستقلال وحرية الأفراد، وزيادة الأصدقاء والموارد العاطفية للفرد، وزيادة التوظيف، والتعليم، وحق المرأة في الاختيار، الحد من العقاب البدني للأطفال وإمكانية تعليمهم، وأهمية التشاور في الأسرة وتقليل دور الوسطاء في التوفيق هي إحدى نقاط القوة في الأسرة في شكلها الحالي، وتشمل عواقبها السلبية أشياء مثل الحد من علاقات القرابة، وتدخل الأصدقاء، وأزمة الهوية، والإحباط، والاكتئاب.