كلّفت الجبهة الشعبية الرفيق سالم العيساوي، والرفيقة ليلى خالد لتنفيذ هذه المهمة ضد طائرة أمريكية أقعلت من “لوس أنجلوس”، وهي الرحلة رقم 840، فعرفت العملية باسم “عملية الرحلة 840”.
صعد المنفذان (العيساوي، وليلى) في درجة رجال الأعمال على الطائرة ليكونا قريبين من قمرة القيادة، وبعد ثلاثين دقيقة من الطيران، اقتحما القمرة مستغلين فتح إحدى المضيفات لبابها، مسيطرين بذلك على الطاقم، وطالبين تنفيذ الأوامر.
كانت الطائرة حينها تحلق فوق المتوسط قرب اليونان، فاستلمت ليلى سماعة ربان الطائرة وخاطبت برج المراقبة قائلة: “هنا رحلة الجبهة الشعبية.. فلسطين حرة عربية”، مما يضطر المراقب الجوي لتكرار التسمية التي ترده من الطائرة، وأمرت الربان بالتوجه إلى فلسطين.
بمعرفتها بأمور الطيران نتيجة الدورات التي خضعت لها في الجبهة الشعبية، أجبرت ليلى ربان الطائرة على للهبوط في قاعدة جوية متعارف عليها في قوانين الملاحة الدولية، رغم أنّ الربان حاول المناورة والهبوط في قاعدة أمريكية في ليبيا.
عند دخول الطائرة في أجواء فلسطين المحتلّة تحركت طائرات حربية للاحتلال وحاصرت الطائرة. وكذلك مع اقترابها من مطار “تل أبيب”، انتبه المنفذان إلى أن أرضية المطار عليها عدد كبير من الدبابات وجنود الاحتلال في انتظار نزول الطائرة.
غيّرت ليلى وجهة الطائرة، وأمرت الربان أولًا بالتحليق على علو منخفض من مدينة حيفا المحتلّة، مسقط رأسها، ثمّ وجهته نحو العاصمة السورية دمشق حيث هبطت الطائرة، وأفرغت من 116 راكبًا ثمّ جرى تفجيرها.
أسهم خطف “الرحلة 840” الذي كان أول عملية خطف لطائرة أميركية في التعريف بالقضية الفلسطينية، نظرًا للتغطية الإعلامية الواسعة التي حظيت بها العملية. كما شجّعت الفصائل الفلسطينية الأخرى على هذا النوع من العمل، فضلًا عن إمكانية استثماره في إخراج السجناء الفلسطينيين والعرب من سجون الاحتلال عبر مبادلتهم بالرهائن.