الشهيد الدكتور السيد محمد علي نقوي…سفير الثورة والإمام

2022-11-29

الوفاق

المولد والنشأة

ولد الشهيد الدكتور السيد محمد علي نقوي في 1952م في مدينة لاهور الباكستانية في بيتٍ يمتاز بالعلم والتقوى. أبوه العلامة سيد أمير حسين النقوي أحد كبار العلماء، وأمّه امرأة عفيفة ومتدينة ومطلعة على أمور الدين، قضت عمرها في خدمة الدين والوعظ والإرشاد خصوصاً في المجالس النسوية. درس الشهيد دروسه الابتدائية في مدارس النجف الأشرف، ثم انتقل مع والديه إلى نيروبي عاصمة كينيا. وفي عام 1977م نال شهادة الطب العام وبعدها بثلاث سنوات نال شهادة الطب الداخلي، بعد تخرجه عمل طبيباً في عدة مستشفيات بمدينة لاهور.

النشاطات

أسس الشهيد في عام 1969م الاتحاد الطلابي للشباب الشيعة، وفي العام 1971م أصبح مديراً للتنظيمات والمؤسسات الشيعية في باكستان. في عام 1972م استطاع توحيد جميع الاتحادات والمنظمات الشيعية في باكستان تحت منظمة واحدة بإسم (الجامعيون الإماميون في باكستان)، وانتخب أميناً عاماً لها، وقدم خدمات قيمة خلال سنتين من تصديه لهذه المسؤولية، وبغية استقطاب خريجي الجامعات وتوجيه نشاطاتهم الدينية والفكرية، وأسس في عام 1974م منظمة باسم (سازمان اماميه).

تعرف الشهيد على أفكار الإمام الخميني (قدس) قبل انتصار الثورة، فأصبح من مريديه وقام بتوحيد أغلب المنظمات الشيعية تحت نهج الإمام وراية ولاية الفقيه، ومع بدء الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية، قصد الشهيد مع جمع من زملائه جبهات الحرب في إيران وقدم خدمات جليلة في مستشفى “فاطمة الزهراء (ع)” في منطقة الفاو؛ حيث كان يعمل 15 ساعة متواصلة يومياً.

الأمانة الثقيلة

بعد استشهاد العلامة السيد عارف الحسيني (ره) ورحيل الإمام الخميني (قدس)، شعر الشهيد بأن المسؤولية الملقاة على عاتقه أصبحت ثقيلة أكثر مما مضى، فتعهّد بإيصال فكر الإمام والشهيد عارف الحسيني إلى الأجيال القادمة، والتضحية بالأرواح والأنفس في سبيل حفظ قيم هذه الثورة الإسلامية.

كان الشهيد رفيق درب وموضع ثقة العلامة الشهيد عارف الحسيني (ره)، ورئيس مركز الإعلام والمطبوعات في نهضة الفقه الجعفري، ومسؤول نهضة الفقه الجعفري في ولاية بنجاب لفترات متعددة، ومسؤولاً عن الأمن والنظم في المسيرات السياسية والاجتماعات الكبيرة.

بعد استشهاد العلاّمة السيد عباس الموسوي الأمين العام لحزب الله لبنان، اغتبطه الشهيد النقوي كثيراً، فكان يقول:” طوبى للسيد عباس الموسوي حيث استشهد في الأربعين من عمره، وتعساً لنا وقد بلغنا الأربعين ولم نستشهد بعد”.

العروج الملكوتي

وأخيراً وفي السابع من شهر مارس عام 1995م وبينما كان الدكتور النقوي خارجاً من المنزل عازماً على السير إلى محل عمله في مستشفى الشيخ زايد بمدينة لاهور، اغتالته أيادي الاستكبار العالمي وعملاء الصهيونية برصاصات الغدر، فأردته مع حارسه الخاص تقي حيدر مضرجين بدمائهما.. وبعد تشييع مهيب وصلاة العلاّمة السيد ساجد النقوي عليه، دُفن في مسقط رأسه علي رضا آباد بــ(لاهور).