الوفاق
“الإمام الخميني والثورة الإسلامية في إيران:القصة الكاملة” كتاب فريد من نوعه، وأهم ما يميزه أنه قد تتبع الشعارات والأهداف الثلاثة التي طرحها الإمام وهي “خلع الشاه، إسقاط نظامه، إقامة الحكومة الإسلامية”، من مجرد شعارات، إلى أهداف يتبناها الشعب الإيراني، وإلى حقائق يباهي الدنيا بتحقيقها وترجمتها من عالم الفكر والنظر إلى عالم الواقع والتطبيق، وركز تركيزاً خاصاً على الحكومة الإسلامية وهي فكره، عليها وهي شعار، وعليها وهي واقع وبنى دستورية وقانونية، وشريعة نافذة لها الكلمة العليا في المجتمع الإيراني.
وقد عرضت محتويات الكتاب عبر خمسة أبواب متداخلة تفتح على بعضها وتتظافر لإطلاع القارئ على ما فيها، وفق تسلسل منطقي للفكرة والحركة معاً.
ففي الباب الأول: ومن خلال فصوله الثلاثة أتحت الفرصة للقارئ ليعرف كيف تعرف الشعب الإيراني على الإمام الخميني، وكيف سلمه القيادة ولماذا. وفي الباب الثاني: ومن خلال فصوله الثلاثة أيضاً، تم تبيان كيف دخل الإمام المواجهة مع الشاه ونظامه دفعه واحدة، وأعلن الثورة. أما في الباب الثالث: فتم استعراض مراحل الثورة الإسلامية الإيرانية الثلاثة ومن خلال ثلاثة فصول.
ويبين الباب الرابع كيف تحولت الثورة إلى دولة وكيف قامت الحكومة الإسلامية، كما وبين كافة البنى الفكرية والسياسية والدستورية لهذه الحكومة، ثم بين الحقوق الأساسية للأفراد، وعالج موضوع تصدير الثورة، وعرض في الفصل السابع من هذا الباب، خطوطاً عريضة من وصية الإمام التي تركها بعد انتقاله إلى جوار ربه. أمّا الباب الخامس: فسلط الأضواء على أعداء إيران من الداخل والخارج الذين تظافرت جهودهم للقضاء على الثورة خلال حياة الإمام وبعد وفاته.
يتهيب الباحث، الإقدام على التأليف في أي جانب من جوانب شخصية الإمام الخميني (قدس)، وهذا ما حدث لمؤلف هذا الكتاب، الباحث أحمد حسين يعقوب، في بداية الأمر، لكنه، وبعد أن أعد للأمر عدته من رغبة وعزم صادقين، واطلاع شامل عميق، باشر العمل، وتمكن من إنجاز عمله الذي يبحث في خمس قضايا: أولها معرفة الشعب الإيراني للإمام (قدس) وتسليمه القيادة، وثانيها إعلان الإمام الثورة على الشاه ونظامه، وثالثها مراحل الثورة الثلاث، ورابعها تحول الثورة إلى دولة تستند بناها إلى أسس فقهية ثابتة، وخامسها مواجهة أعداء الثورة في الداخل وفي الخارج…
سعى المؤلف إلى أن يكون كتابه “شاملاً جامعاً لكل ما يحتاجه الباحث في هذا الموضوع”.
