دور إعلامي لنساء كربلاء

أراد أن يكون لاستشهاده أثر موضوعي في مسيرة الأمة التاريخية ومن أجل ذلك كان يخطط لإفشال مشاريع الإغتيال التي شاءت السياسة الأموية تنفيذها للتخلص منه

2023-09-01

كان الإمام الحسين (ع) مدركاً أن مقاومته للسياسة الأموية نتيجتها الاستشهاد في سبيل الله، سواء بقي (ع) في المدينة المنورة أم في مكة المكرمة أم في أي مكانٍ آخر،  ولكنه أراد أن يكون لاستشهاده أثر موضوعي في مسيرة الأمة التاريخية ومن أجل ذلك كان يخطط لإفشال مشاريع الإغتيال التي شاءت السياسة الأموية تنفيذها للتخلص منه، لأنّ ذلك النوع من الموت ليس له دويّ، أو أنّ دويه محدود، فلا تتبعه هزة بالمستوى المتوخى، ولا تعقبه ضجة على المستوى العام للأمّة بامتدادها التاريخي.

فضح الحكم الأموي وتعريته

إذن لا بدَّ من إنضاج الظروف الموضوعية لخلق هزّة تاريخية ذات أثر موضوعي على حاضر الأُمة ومستقبلها، الأمر الذي دعاه (ع) إلى التحضير إلى معركة حقيقية بين معسكر الإيمان الذي يقوده، وقوى الإنحراف التي يقودها البيت الأموي، ومن أجل ذلك دعا الإمام (ع) الرجال للإنخراط في صفوف الثورة، فكان لا يمر بقوم، أو بحي من أحياء العرب، وهو في طريقه إلى العراق، حتى يدعوهم إلى نصرته، والإنضواء تحت لوائه ليتسع مدار الضجة أُفقياً وتاريخياً، ولعلنا هنا ندرك السر الذي جعل  الإمام الحسين(ع) يحمل معه نساءه وأطفاله مع قناعته بالنتيجة المحتومة لتصديه للحكم الأموي.
فالإمام الحسين (ع) كان مقتنعاً إلى حد القطع أن نساءه ونساء أنصاره سيتعرضن للسبي والإهانة  على أيدي عملاء السلطة الأموية، ولكنه كان يعلم أنَّ ذلك الإجراء ، سيكون له دور متقدم في فضح السياسة الأموية، وتعريتها أمام الأُمة.

دور المراة في  كربلاء

وإذا أضفنا إلى دور النساء ذلك في كشف سوأة الحكم الأموي وتعريته، أقول إذا أضفنا إلى ذلك دورهن بعد السبي: -في التحدث إلى الناس، ومواجهتهم بالحقائق وفضح ألاعيب السياسة الأموية في كل من الكوفة والشام، ومن خلال الخطب والمناقشات ومهاجمة الحكام، تصبح الغاية التي حمل الحسين (ع) من أجلها نساءه إلى قلب المعركة جلية.
ومن هنا أنَّ موضوع خروج النسوة مع  الإمام الحسين (ع) وأصحابه كان أمراً مخططاً له مسبقاً، ومن أجل ذلك، فإنّ الإمام (ع) حين حدثه أخوه “محمد بن الحنفية” بشأن النساء وعن عزمه على مغادرة مكة إلى العراق، قال (ع): “قد شاء الله تعالى أن يَراهنَّ سبايا.
أن النساء كان لهن دور إعلامي فعال في إيضاح أهداف الثورة، وكشف مظلومية أهل البيت (ع) وأحقيتهم في سياسة أُمور الناس، بالإضافة إلى تعرية الخط المنحرف الذي ينتهجه البيت الأموي في توجيه دفة الحياة الإسلامية، وتضليل سواد الأُمة، وإغراء ذوي النفوس الضعيفة منها.

 

المصدر: الوفاق/ وكالات