وقال العميد طلائي، المتحدث باسم وزارة الدفاع، في معرض توضيحه لإحباط عمل الموساد التخريبي الصناعي في صناعة الصواريخ: لا بد أولاً أن أشير إلى أن سبب المؤامرات الصهيونية المختلفة ضد إيران هو قوّة الردع لدينا، والتي تأتي من الصناعة الدفاعية، والقدرة الصاروخية وغيرها من مكونات اقتدارنا. وأضاف: هي نفس المجالات التي تمكّنا فيها من تحويل التبعية قبل 45 عاماً إلى الاعتماد على الذات لأكثر من 90% على صعيد الصناعة الدفاعية اليوم. ولهذا السبب لا يقف الأعداء مكتوفي الأيدي لإضعاف هذا الاقتدار وتدميره. وأضاف: ان عناصر حماية المعلومات بوزارة الدفاع كانوا منذ حوالي 9 سنوات يرصدون تحركات شبكة العدو، ويعملون على تحديد عملاء هذه الشبكة في داخل البلاد وخارجها، وأدركوا أن تركيز الموساد كان على بعض الامور بما في ذلك قطع الموصلات داخل صناعة الدفاع، وتمكّنوا من الحصول على المؤشرات والمعلومات الأولية في عام 2016.
*العدو لا يقف مكتوف الأيدي
وافاد العميد طلائي، بإن العدو لا يقف مكتوف الأيدي ويستخدم كل جهوده ضد مكونات اقتدارنا، موضحا بانه في السنوات الماضية، لم تكن كمية توطين القطع الدفاعية عالية كما هي اليوم، وان جزءا معينا من القطع (الف قطعة) والمواد الاولية التي تستخدم في الصواريخ والأنظمة والأسلحة والمعدات لم يجري بعد توطينها داخل البلاد أو أن إنتاجها محليا غير اقتصادي، اي القطع التي لها استخدامات عسكرية ومدنية ومتوفرة في الأسواق المحلية والأجنبية. وأكمل: عندما قمنا بتوريد هذه القطعة (الموصل) في تلك السنوات عبر التوريد والنقل والشراء، بدأ العدو بتحديد الشبكات والشركات التي تقوم بتسليم هذه القطعة إلى وزارة الدفاع. وبطبيعة الحال، يحدث هذا مع الوسطاء. ويقوم العدو بعمليات استطلاع أولية ويقترب من بعض هذه العناصر، مما يضع بعض هذه العناصر ضمن شبكه التغلغل والتجسس داخل البلاد وخارجها.
*مؤامرة الموساد على صناعة الصواريخ
وأوضح المتحدث باسم الوزارة أبعاد وزوايا أخرى لمؤامرة الموساد على صناعة الصواريخ، وقال: انهم ومن خلال تواجدهم في إحدى الدول المجاورة لنا تمكّنوا من التعرف على شخص كان له دور في عملية توريد هذا القطعة (الموصل) في السنوات الماضية أي في عام 2016. وأضاف: بعد التعرف على هذا الشخص قاموا بربطه بشبكتهم ومن خلاله اتصلوا بالعناصر المرتبطة بشبكة الإمداد هذه في بعض الدول الأوروبية وفي بعض دول شرق آسيا. وبالطبع، فإن ارتباطهم بالعملاء داخل البلاد كان يتم عبر عدة وسطاء.
وفي شرحه لأهداف الموساد من تنفيذ عمليات ضد الصناعات الصاروخية، قال العميد طلائي: إن هدف الموساد كان إحداث خلل وأعطال وانفجارات في توقيتات محددة بحيث تقوم هذه القطعة بعد دخولها إلى المنظومات الصاروخية بإحداث انفجار في هذه المنظومات. وتابع في وصف خصائص هذه الموصلات: تتكون هذه القطعة التي يبلغ طولها 7 سم من جزئين منفصلين، يشتمل أحدهما على 10 إلى 32 دبوسًا للكابلات وتنقل هذه القطعة التوجيه للصاروخ ويبلغ قطرها من 2 إلى 3 سنتيمترات. وبطبيعة الحال، أخاديدها الداخلية صغيرة جدا.
*غرس دائرة كهربائية
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع: إن عملاء الموساد قاموا بغرس دائرة كهربائية في بعض الموصلات وليس جميعها، بحيث يمكن أن تتسبب في تعطيلها ولا تتم عملية النقل بشكل طبيعي ووفق برنامج التوجيه والسيطرة في الصاروخ وبالطبع، كان من ضمن خطتهم أيضًا إحداث خلل موقوت للانفجار بحيث ينفجر الموصل ويعطل النظام.
وقال العميد طلائي إن زملائي في منظمة حماية المعلومات التابعة لوزارة الدفاع حققوا عدة نجاحات خلال هذه العملية. النجاح الأول كان أنه عند تحديد العناصر الأساسية تم التعامل معها بطريقة لم يلاحظها العدو، أي عنصر المفاجأة التي أرادوا القيام بها ضد أنظمتنا الدفاعية تم ردها عليهم.
وأشار أيضًا إلى أنه لو كان الصهاينة قد نجحوا في تنفيذ هذا العمل التخريبي، لكان قطاع صناعة الصواريخ لدينا قد تكبد نحو 19 مليون دولار. وبطبيعة الحال، حولنا هذا إلى فرصة.