في ذكرى ميلادها المبارك

السيدة زينب (س).. بطلة كربلاء وجبل الصبر

يصادف اليوم الأربعاء الخامس من جمادى الأولى الموافق 30 نوفمبر/ تشرين الثاني، ذكرى ميلاد السيدة زينب (س).

2022-11-30

بطلة كربلاء المقدسة وجبل الصبر، بنت النورين الإمام علي (ع) وفاطمة الزهراء (س)، وماذا يمكن أن نقول عن سيدة جليلة، وهي عُرفت بحبها لأخيها الإمام الحسين (ع)، وبصبرها وخطبتها الغرّاء في الشام.

ويقف الإنسان أمام عظمة شخصيتها خاشعا ومتواضعاً.. يخضع الإنسان لخصوصياتها وأخلاقها المميزة، وكما رُوي في الروايات، تسميتها نزلت من السماء، وما أجمل اسمها.. زينب.. زينة الأب.. وكانت حقيقتاً زينة والدها وزينة جميع محبي أهل البيت عليهم السلام.. ولهذا عندما تعرّض مرقدها الشريف للهجوم من قبل جماعة داعش الإرهابية، هناك آلاف من المتطوعين المحبين لأهل البيت عليهم السلام قاموا بالدفاع عن مرقدها الشريف واستشهدوا في هذا الطريق.

لا نريد اليوم أن نقوم بتكرار ما قيل عن هذه السيدة الجليلة، وكثيرة جداً الروايات في هذا المجال، وخصائها المميزة كثيرة بعدد قطرات الماء في بحر عميق ولا يمكن إحصاء خصائها القيّمة.. بل في ذكرى ميلادها المبارك نذكر بعض من هذه الخصائص التي يمكننا أن نأخذها كأيقونة ونجمة تضيء لنا الطريق للتقرّب الى الله تعالى والسعادة الحقيقة في الدنيا والآخرة.

خصائصها ومقامها العلمي

ذكر بعض العلماء اكثر من عشرين من خصائص السيدة زينب (س) منها: الصديقة، عصمتها الصغرى، من اولياء الله تعالى، الراضين بقضاء الله، امينة الله تعالى، عالمة غير معلمة، محبوبة المصطفى وقرة عين المرتضى، نائبة الزهراء، شريكة الحسين (ع)، الزاهدة، كعبة الرزايا، النصيحة البليغة، الشجاعة، العابدة، الكاملة الرشيدة..

وأما فيما يتعلق بمقامها العلمي، ذكر اهلُ السير ان العقيلة زينب (س) كان لها مجلس خاص لتفسير القران الكريم تحضره النساء فحينما كانت مع ابيها ايام خلافته في الكوفة كان لها مجالس في بيتها تفسِّر فيه القرآن للنساء..

ورُوي أنه قد قال الامام زين العابدين (ع) لعمّته زينب (س) حينما القت خطبتها الغرّاء في الكوفة فتركت اهل الكوفة، حيارى يبكون وقد تمثل لهم هول الجناية التي اقترفوها آنذاك: “انت بحمد الله عالمة غير معلّمة، فهِمَةٌ غيرُ مفهّمة”.

وهي في الحجاب والعفاف فريدة، وهي في الصبر والثبات وقوة الايمان والتقوى وحيدة.. وهي في الفصاحة والبلاغة كأنها تفرغ عن لسان امير المؤمنين (ع)..

أيقونة الأخلاق

كانت السيدة زينب (س) أيقونة الأخلاق والوفاء والعفاف، فكل إنسان يمكنه أن يحتذي بها، وخاصة في أيامنا التي تمر علينا والظروف الحالية التي تسود المنطقة وخاصة الدول الإسلامية، فيستطيع كل مسلم أن يتخذها في كل مجال أنموذجا وسراجا لكي يخطو في الطريق المستقيم، ونهاية يمكننا القول أنه لا عجب ان تصاغ شخصية السيدة زينب (س) جامعة لصفات الكمال من التقوى والزهد والصبر والعلم ومكارم الاخلاق ما يعجز عن بلوغه الكثير من الرجال.. فنبارك لكم وللأمة الإسلامية ميلاد عقيلة بني هاشم (س).. كل عام وأنتم بخير.

 

المصدر: الوفاق/خاص