اليونسكو: مواقع التراث العالمي سدّ الدفاع الأخير عن ‏الأجناس المُهدّدة ‏

تشكّل مواقع التراث العالمي حصن الدفاع الأخير للأنواع ‏المهددة بالانقراض في العالم، بحسب منظمة اليونسكو التي ‏أطلقت نداء عاجلا إلى الدول الـ195 الأعضاء فيها لحماية هذه ‏المواقع، أولاً ضد تغير المناخ.‏

2023-09-03
خلصت دراسة أجرتها الوكالة التابعة للأمم المتحدة تحت ‏عنوان “التراث العالمي، مساهمة فريدة في الحفاظ على التنوع ‏البيولوجي”، إلى أن المواقع الطبيعية والثقافية المدرجة في ‏قائمة اليونسكو للتراث العالمي والبالغ عددها 1157، تمثل ‏أقل من 1% من مساحة سطح الأرض، لكنها تؤوي أكثر من ‏خُمس الثروة الحيوية من الأنواع المحصاة عالمياً.‏
وقال مدير التراث العالمي في اليونسكو لازار إيلوندو أسومو ‏إن “مواقع التراث العالمي تُعدّ سدّ الدفاع الأخير عن الأجناس ‏لأنها تضمّ أكثر الأنواع المهددة بالانقراض في العالم، مثل ‏الفاكويتاس، أصغر الحيتانيات في العالم، والتي لم يتبق منها ‏سوى أقل من عشرة، أو وحيد القرن الجاوي الذي بالكاد لا ‏يزال هناك حوالى ستّين منه”.‏
وأضاف “إذا اختفت حيوانات الفاكويتا، فإن جزءاً كبيراً من ‏فهم تاريخ التنوع البيولوجي على كوكبنا سيختفي. وينطبق ‏الشيء نفسه على آخر حيوانات الباندا أو وحيد القرن. كل هذه ‏الأنواع موجودة في مواقع التراث العالمي، وإذا انكسر سدّ ‏الحماية هذا، فسيكون ذلك خطراً هائلاً على البشرية”.‏
ووفق مدير المشاريع في لجنة التراث العالمي تاليس ‏كارفاليو ريسندي، المساهم في الدراسة، فإن مواقع التراث ‏العالمي الطبيعية والثقافية لليونسكو البالغ عددها 1157 هي ‏موطن لأكثر من 75 ألف نوع من النباتات وأكثر من 30 ألف ‏نوع من الثدييات والطيور والأسماك والزواحف والبرمائيات ‏من أصل أكثر من 600 ألف نوع مسجل في العالم.‏
هذه المواقع “تحمي أكثر من 20 ألف نوع مهدد على نطاق ‏عالمي، بما في ذلك بعضٌ من آخر النماذج من أنواع عدة. ‏لكن حالة الحفاظ على ثلث المواقع الطبيعية مهددة، لا سيما ‏بسبب تغير المناخ، وبالتالي هناك خطر كبير”، وفق ريسندي ‏الذي أوضح أن هناك حاجة ملحة لتنفيذ إجراءات التكيف ‏والوقاية من خلال زيادة الاستثمار في المواقع.‏
ورأى إيلوندو أسومو “أن التنوع البيولوجي ضروري لتوازن ‏إنسانيتنا، ولحسن الحظ لدينا هذه المواقع التراثية التي لا تزال ‏تحمي هذه الأنواع، لأنه مع كل الضغوط البشرية ومشاريع ‏البنية التحتية، لن يبقى هناك شيء”، مشدداً على أن “الإدراك ‏بهذه الأخطار يجب أن يؤدي إلى صحوة لأن الكوكب هو الذي ‏في خطر”.‏
د.ح
المصدر: النهار