تدرس منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو” (UNESCO) ترشيحات جديدة من عدة بلدان لإدراج فنون ثقافية غير مادية على قائمة التراث العالمي، وذلك خلال الاجتماع الـ17 للجنة المعنية بالمنظمة، الذي افتتح أمس الاثنين بالعاصمة المغربية الرباط.
تضم القائمة 56 ملفا، بينها 4 تستدعي إجراءات عاجلة لصونها من الاندثار، مثل فن الخزف الخاص بقومية شام في فيتنام، حسبما أوضحت المنظمة.
كما تضم عدة ترشيحات من بلدان عربية مثل موسيقى الراي الجزائرية، وصلصة “الهريسة” الحارة التونسية، والخنجر العماني، والمواقع التراثية “لمسار رحلة العائلة المقدسة” في مصر. في حين تقدمت إيران وسوريا بملف مشترك حول “فن صناعة الأعواد والعزف عليها”.
ترشيحات عربية
وغربا من موطن الراي، سبق أن قدمت تونس ملفا لإدراج الهريسة في قائمة التراث العالمي للبشرية، فهي تعد من أهم البهارات الرئيسية في المطبخ التونسي نظرا لقيمتها ورمزيتها التاريخية وقيمتها الغذائية، وهي مرشحة هذا الأسبوع لتنضم أخيرا للقائمة الأممية.
وعلى قائمة الترشيحات كذلك “مسار العائلة المقدسة” في مصر الممتد على مسافة تناهز ألفي كيلومتر من سيناء إلى الصعيد، مرورا بخمسة وعشرين موقعا يعتقد أنها المسار الذي قطعته السيدة مريم وطفلها ونجار مسن على حمار أنهكه طول السفر في الرحلة التي استمرت لعامين و6 أشهر و10 أيام.
هكذا جاءت السيدة مريم وابنها المسيح عليه الصلاة والسلام إلى أرض مصر هربا من بطش “هيرودس” المستبد، الذي أمر بذبح الرضع في بيت لحم ممن ولدوا بالتزامن مع ميلاد المسيح.
ومن الجزيرة العربية ينضم الخنجر العُماني لقائمة الترشيحات، فهو يعد من سمات الزي والثقافة العُمانية، ويرمز للانتماء والرجولة والتقاليد العريقة، وتتم زخرفته بالفضة ومعادن نفيسة، ويستقر مشدودا إلى وسط الرجال بحزام مزخرف من الجلد المزين، وتعرف سلطنة عُمان أنواعا من الخناجر، أبرزها السعيدي والشمالي والساحلي والصوري.
تراث غير مادي
سيبدأ الإعلان عن الاليونيسكوملفات التي يتم قبولها ابتداء من اليوم الثلاثاء وحتى السبت المقبل، على حساب اليونسكو على تويتر.
ولتفادي إثارة أي لغط، تؤكد المنظمة أن الهدف يكمن أساسا في الاحتفاء بالتقاليد والممارسات والمهارات وصونها من الاندثار.
وسبق للمنظمة أن سجلت فنونا ثقافية من هذا النوع، مثل طبق الكسكس الشهير في المغرب العربي، بعد ترشيح مشترك للجزائر وموريتانيا والمغرب وتونس في العام 2020.