السوداني مُعلناً نشر 3000 جندي عراقي على الحدود مع ايران..

بغداد مُصمّمة على معالجة مخاوف طهران الأمنية

إستقبل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وفداً من الصحفيين والإعلاميين الذين يمثلون مختلف وسائل الإعلام في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

2023-09-09

وأكد السوداني خلال لقائه الوفد الإعلامي الإيراني الدور الريادي والمحوري للعراق في المنطقة، وانتهاجه سياسة تقريب وجهات النظر الإقليمية، سعياً منه لتعزيز الأمن والاستقرار، فضلاً عن نهج الحكومة في بناء شراكات اقتصادية متكاملة مع دول المنطقة والعالم.

وأكد السوداني أن حكومته تعتبر نفسها عازمة على معالجة مخاوف طهران الأمنية بشأن التحركات الإرهابية الأخيرة في إقليم كردستان. وقال السوداني خلال استضافته الوفد الإعلامي الإيراني في مقرّ رئاسة الوزراء بالمنطقة الخضراء ببغداد مساء أمس، مُشيراً الى عملية تنفيذ إلتزامات حكومته في ظل اتفاقية طهران-بغداد الأمنية، من خلال تقديم تفاصيل عنها، مؤكداً جدية الحكومة العراقية في تنفيذ بنود هذه الاتفاقية بشكل كامل، سيما بعد تزايد التحركات الارهابية على الحدود العراقية الايرانية خلال الاعوام الماضية والتي كانت تستهدف استقرار الجمهورية الإسلامية الايرانية، وتابع مؤكداً عزم حكومته على ضبط الحدود بين البلدين الجارين، وقال: لهذا الغرض أنفقنا أكثر من مائتي مليون دولار على هذه المسألة، ونشرنا أكثر من ثلاثة آلاف جندي من قوات الجيش على الحدود مع إيران واقليم كردستان.

*الاتفاقية الأمنية بين إيران والعراق

وفي معرض ردّه على سؤال إحدى وسائل الإعلام الايرانية حول الاتفاقية الأمنية بين إيران والعراق والتي وقعها الطرفان في بغداد نهاية آذار/مارس الماضي بحضور الأدميرال علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني آنذاك، والتي حدّد من خلالها المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني مهلة مدتها 6 أشهر، تنتهي في 19 أيلول/سبتمبر الجاري، أي بعد أقل من أسبوعين، وبموجبها فإن الحكومة العراقية ملزمة بالوفاء بالتزاماتها بشأن نزع سلاح الحركات الارهابية المتواجدة في إقليم كردستان العراق، وفي حال لم يتم نزع سلاح المجموعات الكردية المناهضة للثورة الإسلامية وطردها من الحدود ستتخذ إيران الإجراءات اللازمة لضمان أمنها، قال السوداني: قبل التوقيع على الاتفاقية المذكورة مع إيران قمنا بتشكيل لجنة مكونة من ممثلين عن الحكومة المركزية وممثلين عن الحكومة الاتحادية لإقليم كردستان بشأن حل المشاكل الأمنية، التي تسبّبت بها الحركات الارهابية، وذلك من أجل صون أمن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفي إطار هذا الإتفاق واصلت هذه اللجنة أيضا نشاطها بجدية أكبر.

*3000 جندي عراقي لتأمين الحدود مع ايران

وأكد رئيس الوزراء العراقي، بالقول: لأسباب عديدة، فإننا كحكومة عراقية نعتبر أنفسنا ملزمين بحل مخاوف طهران الأمنية بشأن الحركات الإرهابية المتمركزة في إقليم كردستان، ولهذا الغرض، أنفقنا أكثر من مائتي مليون دولار على هذه القضية وأكثر من ذلك لقد قمنا بنشر 3000 جندي من قوات الجيش الوطني على الحدود مع إيران والإقليم. وتابع السوداني: بالطبع هذه القضية لها تعقيدات كثيرة، ولهذا السبب ورغم أننا نجحنا في نزع سلاح التيارات الكردية المناهضة للثورة، إلا أن نقلهم جميعاً إلى أماكن أخرى لم يكتمل بعد، ونحن نعمل لإتمام إلتزاماتنا بشأن الاتفاق مع طهران.

*شراكة اقتصادية بناءة مع دول المنطقة والعالم

وفي مستهل هذا اللقاء، رحب رئيس مجلس الوزراء العراقي بوفد الصحفيين الإيرانيين، وأشاد بالعلاقات التاريخية والمتجذّرة بين البلدين الجارين والروابط الدينية والاجتماعية التي عززت العلاقات الأخوية بين شعبي العراق وإيران. وأشار إلى أن العلاقات التاريخية بين دول المنطقة يمكن أن تكون مفتاح استقرار وتقدم دولها، مؤكداً على الدور الذي تلعبه بلاده في المنطقة واعتماد سياسة تقارب وجهات النظر الإقليمية الهادفة. وشدد على تعزيز الأمن والاستقرار، فضلا عن توجه الحكومة العراقية لخلق شراكة اقتصادية بناءة مع دول المنطقة والعالم.

* ملف اغتيال الشهيدين سليماني وأبو مهدي

وبشأن متابعة ملفّ اغتيال الشهيدين سليماني وأبو مهدي المهندس، قال رئيس الوزراء العراقي: فيما يتعلق باستهداف القادة، كان هناك انتهاك واضح للسيادة العراقية، ونحن جادون في متابعة هذه القضية. وأكد السوداني أن المتابعة القانونية لاغتيال القادة الشهداء هي أحد المشاريع التي ينتهجها مجلس القضاء والحكومة العراقية. ولهذه القضية شكلنا لجنة بحضور مفتشين أمنيين يقدمون كافة المعلومات، ويتم إجراء العديد من المراسلات والزيارات في هذا المجال لتقديم المستندات في المحافل القانونية. وأضاف رئيس الوزراء العراقي، في موضوع استهداف قادة المقاومة، كان هناك انتهاك واضح للسيادة العراقية، ونحن جادون في متابعة هذا الموضوع (اغتيال الشهيدين الحاج قاسم والحاج أبو مهدي المهندس). كما قال السوداني إنه يدعم بشكل كامل اللجنة القانونية الإيرانية العراقية المشتركة بشأن هذه القضية.

*تواجد التحالف الدولي في العراق

وفي جانب آخر من حديثه بشأن تواجد قوات التحالف الدولي في العراق، قال: إن تواجد قوات التحالف الدولي المتواجدة في العراق منذ عام 2014 يعد من القضايا المهمة والحساسة التي يجب تحديد مصيرها. اليوم، القدرة الأمنية للعراق موجودة في الشرطة والجيش وقوات الحشد الشعبي، وما إلى ذلك، بحيث يمكن أن تضمن أمن البلاد. وأشار رئيس الوزراء العراقي إلى أنه يحق للحكومة، نيابة عن كافة المجموعات السياسية في العراق، بحث إنهاء وجود التحالف الدولي في العراق، وصياغة خطة من أجل ذلك. كما أعلن السوداني أن وزير الدفاع العراقي زار واشنطن لإجراء مفاوضات بشأن خروج القوات الأجنبية من العراق.

* التعاون الاعلامي لمواجهة العدو

من جانبه شكر الوفد الصحفي الإيراني رئيس مجلس الوزراء على حفاوة الاستقبال، وأثنى على جهود العراق حكومةً وشعباً، في استضافة الملايين من الزائرين الإيرانيين والأجانب، مؤكداً أن التنظيم الكبير الذي شهدته زيارة إحياء أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) خلال هذا العام، يعكس الاهتمام والحرص بأعلى المستويات تجاه هذه المناسبة الكبيرة في نفوس المسلمين. وأشار الصحفيون الإيرانيون إلى أهمية التواصل والتنسيق الإعلامي بين البلدين تجاه مختلف القضايا التي تعزز المصالح المتبادلة للبلدين وشعبيهما. وأكد الوفد الإيراني أن التعاون الاعلامي بين إيران والعراق لمواجهة العدو المشترك وكذلك تعزيز القواسم المشتركة بين البلدين أمر مهم للغاية.

 

المصدر: الوفاق