تضررت مآثر تاريخية ومزارات سياحية عريقة في مدينة مراكش وإقليمها من جراء “زلزال الحوز”، وفق ما رصدته لجنة معاينة تابعة لمديرية الثقافة في جهة مراكش آسفي، سجلت أخطر تضرر بمسجد تينمل الأعظم التاريخي، والذي يعود إلى العصر الموحدي، والذي كان في الشهور الأخيرة من استكمال الترميم قبل أن يتداعى معظمه.
وقام مفتشو المباني والآثار التاريخية بعملية إحصاء لهذه المعالم المتضررة من الزلزال، وفق مصدر رسمي في وزارة الشباب والثقافة والتواصل، والذي لفت إلى أنه جرى إعداد تقرير في هذا الشأن، كاشفاً أنه سيتم صباح اليوم الإثنين عقد اجتماع برئاسة محمد مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، يخصص للعمل على إعداد برنامج عاجل يهم جميع المباني والآثار التاريخية، في مقدمتها مسجد تينمل التاريخي الواقع في إقليم الحوز، والذي تعرّض جزء منه للضرر من جراء هذه الكارثة الطبيعية.
من جهته، ذكر حسن هرنان، المدير الجهوي للثقافة في جهة مراكش آسفي، أنه انطلقت صباح أول من أمس السبت “عملية تفقد جميع المواقع الأثرية، والبنى التحتية للوزارة في جهة مراكش آسفي. ووصلنا، الآن، إلى 70% من تشخيص حالة المآثر، على صعيد مراكش وسائر الأقاليم”.
وهذا العمل، وفق هرنان، “هدفه التوثيق والتشخيص، والوقوف على الأضرار المادية في المآثر التاريخية، لكنها ليست أضراراً ذات درجة كبيرة، ولو أنها تحتاج إلى وقت من أجل أن ترمَّم وتعود كما كانت”، باستثناء “مسجد تينمل، الذي تضرر كثيراً، وتعرض بناؤه لكارثة”.
وتابع هرنان أنه “منذ ما يزيد على 4 أعوام وعملية الترميم قائمة، وما تبقى كان 5 أشهر من الترميم، لكن مسجد تينمل عاد الآن إلى حالته الأولى. ونتمنى أن نعيده إلى ما كان عليه، وخصوصاً أن التصاميم والدراسات متوافرة، لكن ما حدث جاء فوق طاقتنا”.
وبشأن مسجد الكتبية التاريخي، ذكر المسؤول المغربي أنه لم يعرف “تضرراً كبيراً”، مشيراً إلى المدينة العتيقة المراكشية، فـ”كل درب منها فيه منزل سقط كلياً أو جزئياً”، و”الملاح اليهودي التاريخي تضررت منه نسبة 60 %”.
وفي إقليم الحوز، ذكر هرنان أن العمليات التفقدية شملت: تينمل، أغمات، قصر البحر، دار السلطان، قبور السعديين، القبة المغربية، مزار مولاي يوسف، والقزادرية، ومعظم المواقع الأخرى في مراكش وآسفي أيضاً.