بالمثابرة نتحدى الملل

التراجع والتهاون والتسويف والمماطلة في انجاز الأعمال والمهمات هي من السمات الأصيلة في النفس البشرية، والتي تنبع من تدليل النفس بمعنى ترك النفس على هواها وعدم  التحكم فيها.

2023-09-16

يصيب اليأس الكثير من الناس من أعمال يتابعونها ويركنون إلى الفشل وهم فقط على بعد خطوات من النجاح وهذا ما يعُبر عنه بحالة الملل التي تصيب كثيراً منا أثناء القيام بأعماله مما يعوقه عن استكمال المسيرة رغم بعده خطوات قليلة من تحقيق الهدف.
فالتراجع والتهاون والتسويف والمماطلة في انجاز الأعمال والمهمات هي من السمات الأصيلة في النفس البشرية، والتي تنبع من تدليل النفس بمعنى ترك النفس على هواها وعدم  التحكم فيها.

الملل السريع

يعاني الكثيرين من الفشل وعدم إيجاد الأوقات الكافية لإتمام المهام العملية في حين أنهم لديهم الكثير من أوقات الفراغ التي يقضونها إما في أحاديث أو أمور أخرى لا تحمل أي أهمية، وهذا كله يكون نتيجة لعدم التحكم في النفس وإجبارها على السير في الطريق الصحيح باتجاه انجاز الأعمال المهمة.
يتعرض الناس كثيراً للملل السريع من المواظبة على أداء الأعمال، ويقومون بقطعه قبل الانتهاء منه للبدء في أعمال أخرى باحثين عن المتعة في أداء الأعمال ولكنهم دائماً ما ينسون أن الملل هو جزء أساسي من مزاولة كافة الأعمال والفرق بين الناجح والفاشل هنا هو في تحمل هذا الملل والإصرار على أداء الأعمال على أكمل وجه. وهنا لابد من الإشارة لأمر هام له علاقة بعدم الانضباط الذاتي وهي الشعور بالنقص حيث أن كثيراً من الناس لا يفرق بين الشعور بالنقص وبين كونه ناقصاً، لأنه ليس هناك شخص ناقص وإنما هناك فقط شخص أدنى من الآخرين في مهارة معينة، لذلك لا تنافس الآخرين فيما هم أفضل منك فيه لأنك أنت أفضل منهم في
جوانبٍ أخرى.

الانضباط الذاتي
يتركز مفهوم الانضباط الذاتي فيما يعنيه تنظيم الذات؛ حيث وضوح الأهداف واستمرار البرامج وتأجيل الرغبات، إن الشخص المنضبط يتحمل بعض الآلام، إنه يعمل وينتج ويقاوم الملهيات. كما أن تحفيز  الذات على العمل يظل بعيد المنال ما لم يكن للإنسان أهداف مرحلية واضحة، حيث أن الفَوْضى الشخصية والنقص في التركيز هما العدوان اللدودان للانضباط الشخصي.

المثابرة والاستمرار في العمل
نستنتج مما سبق أن عدم الانضباط الذاتي ومحاولة إرضاء النفس بما تشتهيه هو من أهم الأسباب في الفشل أو الفقر الإبداعي  الذي يجعلك غير قادراً على العمل والإبداع في مجال عملك أو حياتك. وعلاج هذه المشكلة يتركز في أمر هام وهو “المثابرة” على أداء الأعمال، فالشخص المثابر هو من يسهر ويجتهد ويستعذب التعب والمشاق في سبيل الوصول إلى غاياته وأهدافه النبيلة. لذلك يجب أن تركز على أسبابك الداخلية الدافعة والمانعة للنجاح، واتخاذ الخطوات المناسبة لتُعيد التوازن الصحيح.

المصدر: الوفاق/ وكالات