المدمرات الأساسية للتربية

تربية الأطفال ليست بالأمر السهل، فإما أن تكون صحيحة وسليمة وإما أن تكون فاشلة تنتج عنها سلبيات بسبب عدم قدرة الوالدين على تأدية واجبهما على أكمل وجه.

2023-09-17

نور الأسدي
تقع مسؤليه الاطفال على عاتق الوالدين حيث يتلقى الأطفال أساليب تربوية جيدة من الأهل، فتكون العلاقة صحية بين الطرفين ولا تعرضهم للخطر في المستقبل، أما سلوكيات الوالدين الخاطئة والسلبية فقد تؤثر على الأبناء في المستقبل وتضعف شخصياتهم وتجعلهم أكثر عرضة للاكتئاب والقلق والعدوانية.

تربية الأطفال ليست بالأمر السهل، فإما أن تكون صحيحة وسليمة وإما أن تكون فاشلة تنتج عنها سلبيات بسبب عدم قدرة الوالدين على تأدية واجبهما على أكمل وجه.
هي بنية نفسية تمثل الاستراتيجيات القياسية التي يستخدمها الآباء في تربية أطفالهم. ويمكن أن تكون نوعية نمط التربية أكثر أهمية من مجرد مقدار الوقت الذي يقضيه الوالد مع الطفل، فأنماط التربية تُعتبر تمثيلاً لكيفية استجابة وتفاعل الآباء مع أطفالهم، وفي حين أن «ممارسات التربية» هي سلوكيات محددة، فإن «أنماط التربية» تمثل أشكال أوسع من الممارسات، وهناك العديد من النظريات والآراء حول أفضل الطرق لتربية الأطفال، فضلا عن المستويات المختلفة من الوقت والجهد الذي يرغب الوالدان في استثماره.

يمر الأطفال بمراحل مختلفة في الحياة، ولذلك فإن الآباء يخلقون أنماطا تربوية معينة من خلال مجموعة من العوامل التي تتطور بمرور الوقت عندما يبدأ الأطفال في تطوير شخصياتهم الخاصة، فخلال مرحلة الطفولة، يحاول الآباء التكيف مع نمط الحياة الجديد من حيث التكيف والترابط بما يتناسب مع رضيعهم الجديد، وتكون العلاقة بين الوالد والطفل هي التعلق، لكن في مرحلة المراهقة يواجه الآباء تحديات جديدة، كمحاولة أو سعي المراهقين إلى الحرية والرغبة فيها.

يؤثر مزاج الطفل وثقافة الوالدين التربوية على نمط التربية الذي قد يتلقاه الطفل، كما أن درجة تعليم الطفل باعتبارها جزءا من التربية لا تزال مسألة أخرى قيد المناقشة.

بعض التصرفات من شأنها أن تدمر شخصية ابنك. فتجنبيها:

لا تشعر طفلك أنه لا شيء بدونك: بعض الأمهات بدون قصد تقوم بدور الحامي الزائد عن اللزوم تقوم بفعل كل شيء لصغيرها بدلا عنه، ترد بدلا عنه فهي من وجهة نظرها تعرف أكثر منه، تختار له اللبس والطعام والأصحاب والهوايات وتنظف غرفته وغيرها من الأمور. هي بذلك تفني نفسها لكن من قال أن هذه طريقة تربية صحيحة؟ أنتِ بهذا تخلقين طفلا اعتماديا يكبر ليصير بلا شخصية تقريبا مهمشاً أو على أسوء تقدير لا يستطيع تحمل مسؤولية أي شيء وأناني.
البقاء مع طفلك طوال الوقت بشكل لصيق: نعلم بالطبع أن رعاية الطفل تحتاج لتواجد الأم بجواره، لكن من وقت لآخر يحتاج طفلك لخلوته لأن يجرب أن يجلس وحيداً بغرفته وينام بغرفته عند سن معين، طفلكِ ليس هدفاً تراقبينه 24 ساعة بل هو يحتاج لمساحته من الحياة ليشعر بكيانه ويستقل بذاته من وقت لوقت ليصبح بينكِ وبينه تعلقا آمنا وليس تعلقا مرضياً.
تنشئة الطفل ليكون نسخة من الوالدين أو ليحقق أحلامهم: من منا لم يسمع أباه أو أمه تخبره أن حلم حياتها كان أن تصير طبيبة أو مهندسة لذلك هي تريد منكِ أن تكوني هذا. هذا خاطيء تماماً طفلكِ لم يأت لهذا العالم كي يحقق أحلامكِ التى لم تحقيقها بنفسكِ لسبب ما، طفلكِ له كيانه الخاص وأحلامه الخاصة فلا تظني أنه من المفترض أن يكون نسخة منكِ أو من الأب في كل شيء. فأنتِ لا تصنعين نسخاً منكِ بل تكملين وجودكِ بوجوده المستقل .
معاملة الطفل كأنه كبير ويعي كل شيء: حسنا هذه كارثة أكبر، الأم التى تطلب من طفلها أن يتحمل مسؤوليات أكبر من قدراته ثم تتهمه بالفشل طوال الوقت عزيزتي هذا طفل والطفل الصغير يتعلم بالتجربة والخطأ كيف تريدينه أن يتعلم كل شيء إذا لم يجرب ويمر بأطوار نموه الطبيعية؟
مقارنة طفلكِ بالآخرين: خطأ آخر كارثي يهشم من نفسية الطفل، انظر لإبن جارتنا كيف هو الأول على المدرسة، كيف هو ممتاز ومهندم وعظيم ورائع. ما المغزى من هذه المقارنة؟ هل تظنين أن طفلكِ ستصيبه الغيرة ليثبت نفسه أكثر؟ ولماذا تريدين أن تبثي الغيرة ومثل هذه المشاعر القاسية لطفل صغير؟ لا تقارني طفلكِ بأحد فلكل طفل شخصيته وظروفه، دعيه ينجح بالتشجيع وبصبرك ومحبتكِ. ركزي على مميزاته واصقليها ونميها له.
السخرية من أوجاعه وأحزانه: كم من الأمهات والآباء يرتكبون هذه الفعلة المرعبة. ماذا؟ أنت تتألم؟ ما هذا الألم؟ ولماذا تتألم لديك كل شيء. توقفي عن هذا وتفهمي ألم طفلكِ واحتويه فهو مثلكِ تماما تقابله أيام سيئة وضغوط فاحترميها.

التوبيخ العنيف والاتهام المستمر: يعتبر التوبيخ العنيف أحد أسوأ الأخطاء الشائعة في تربية الأطفال، إن التوبيخ والاتهام المستمر، وإغفال مدح الطفل و تشجيعه مهما كان صغيرا، والتعامل الجاف معه بصراحة ينعكس سلبا على نموه النفسي ويصبح لدى الطفل ردة فعل عصبية تلقائية، ومجرد أن تسأله الأم مثلا سؤالا عاديا وبصوت عادي يجيب بنرفزة وعصبية وبصيغة النفي وكأنه تلقى السؤال كاتهام، لذا يجب التعامل بلطف خاص مع الأطفال تتجنب كثرة التوبيخ العنيف والاتهام قدر الإمكان .

الاهتمام المفرط والتدليل الزائد : إن الاهتمام والتدليل الزائد يفسد الطفل أكثر مما يصلحه وذلك أن الطفل المدلل يصبح حساساً جدا لأي سلوك أو موقف وميال للبكاء والتذمر المستمر واستعجال الأمور، والحكم على المواقف بسرعة دون تفهم وعلى مستوى شخصي، وليس المستوى الموضوعي المطلوب.

وقد يؤدي تدليل الطفل إلى عدم الاعتماد على النفس ويصبح الطفل ضعيفا في مواجهة متاعب ومصاعب الحياة بل معدوم الشخصية أحيانا. لأنه تعود على الرعاية الزائدة والاهتمام المطلق من الأبوين، إن الآباء الذين يلبون كل طلبات أبنائهم ويشترون لهم كل شيء يطلبونه أو لا يطلبونه دون ضوابط أو تقنين، والذين يتركون لهم كامل الحرية في فعل ما يشاؤون كالدخول والخروج من المنزل متى شاءوا .. الخ إنما يدمرون أبناءهم من حيث لا يدرون.

التفضيل والتمييز بين الأبناء : التمييز بين الأطفال و تفضيل أحدهم عن الآخر خطأ شائع أيضا في تربية الأطفال ، ففي كثير من الأسر غالبا يحظى الطفل الأصغر في العائلة بالاهتمام والعناية الحميمية في حين يتم التعامل بنوع من البرود مع الأطفال الآخرين.

وهذا أسوأ خطأ شائع في التربية حيث أكد خبراء التربية أن التميز في معاملة الأبناء يخلق ويربي مشاعر الكراهية والحقد وقد يصاب الأطفال المهملون بعقد وأمراض النفسية، إن الاهتمام المبالغ فيه بأحد الأبناء دون سواه وإن كان الأمر مدفوعاً بالحب والعواطف الطيبة إلا أنه كثيراً ما ينقلب إلى ظهور الغيرة المدمرة بين الأبناء. لذا يجب على الأبوين الابتعاد التام عن تفضيل أحد الأخوين على الآخر أو الإفراط في التدليل والاهتمام بأحدهما على حساب الآخر·

الافراط في الحرمان : إن الافراط في حرمان الطفل من العطف والتشجيع واللعب.. الخ، لا يقل ضررا عن التدليل المفرط والاهتمام الزائد في تدمير شخصيته، إن الأسلوب الأمثل في تربية الأطفال يتأرجح بين المنح والمنع والشدة واللين حسب الظروف والأحوال.

وعلى الأسرة أن تختار متى تمنح ومتى تمنع· يجب معاملة الطفل معاملة معتدلة دون حرمان زائد ودون اهتمام زائد، حتى لا ينشأ ضعيفا لا يستطيع مواجهة مشاكل الحياة بنفسه.

وإن السماح مع التوعية خير من الحرمان المطلق، وأن لا يستخدم الحرمان إلا في إطار العقوبات التأديبية .
نصائح

وفيما يلي بعض النصائح المفيدة للتعامل مع طفلك:

1- ينبغي عليك الإشادة بجميع إنجازات طفلك مهما كانت بسيطة، ليس فقط على الأمور الجيدة التي يقوم بها، ولكن أيضًا لرسوماته الرائعة بين الحين والآخر.

2- شجعه على التعبير عن نفسه وتوظيف طموحاته بشكل جيد، فهذه هي الطريقة الوحيدة لاكتشاف موهبته.

3- أخبره بالعبارات التي تساعده على الإيمان بإمكانياته وقدراته قدر الإمكان. وفيما يلي بعض العبارات التي يمكنك استخدامها: “نحن نؤمن بك، بالطبع يمكنك أن تفعل ذلك، يمكنك أن تفعل أي شيء”.