عزيز ملا هذال
مهما بلغ حجم التفاهم والحب بين الزوجين الا ان من المستحيل ان تخلو اسرة من مشكلة او عدة مشاكل وهذا الامر طبيعي لاختلاف طرق التفكير بين الازواج واختلاف البيئات التي تربى فيها الاثنين واختلاف مستوى الثقافة والوعي والدراية بمحددات العلاقة الزوجية، لكن المخيف وغير الطبيعي ان يكتوي الابناء بنار هذه الخلافات مما يؤثر على حياتهم في المستقبل ومن جميع جوانبها، فما هي اهم التأثيرات السلبية التي تلقي بظلالها على الابناء نتيجة سوء العلاقة بين الاباء؟
ليست مشكلة ان تحدث مشكلة بين الزوجين لكن المشكلة هو مناقشة المشكلة امام الابناء مما يزيد المشاحنات وما يرافقها ارتفاع الاصوات وصدور بعض الحركات العدوانية التي تنطبع في نفوسهم واذهانهم مما يجعلهم يتأثرون من حيث لا يشعرون بهذا الشد الذي يحصل امامهم، وهذا الامر موجود عند اغلب الاسر على اختلاف مستوياتهم واوضاعهم وطرق تربيتهم، لذا نحن في هذا المقال سشير الى الاثار السلبية التي تنعكس على شخصية الابناء بغية حث الابوين بالابتعاد عنها والتعامل المشكلات بذوق وذكاء.
إن استمرار الزواج وسط كم من المشكلات يدفع ثمنه الأبناء، ولذلك فإن كل طفل يجئ الى الحياة يأتي معه حقه بكل الحب والاهتمام، لكن شعور الأبناء الدائم بالتهديد انهيار الأسرة من قبل أبويه يطحن عظامه، ويقلل من ثقته في ذاته، وإذا استمر الزوجان وسط هذا الجو المشحون بالخلافات، فيجب أن تكون لديهما القدرة الكافية علي التحمل دون أن نحمل الأبناء ذنب التضحية.
ثمة امور تبدو واضحة للعيان في شخصية الطفل الذي يعيش في بيئة مليئة بالشحناء والتناحر لا يمكن اخفاءها وان اجتهد الطفل او اجتهد الاباء من اجل ذلك واهم هذه الانعكاسات هي:
اول يبدو على الطفل هو انه يكون ضعيف الشخصية لا يقوى على تحمل مسؤولية نفسه ولا يستطيع التقرير في ابسط القرارات لكون المنظمومة النفسية لديه مهزوزة، اضافة الى انعدام الامن النفسي الذي يزيد من نسبة غياب الصحة النفسية الذي يؤدي الى اختلال التوازن وبذا ابتعد الانسان عن الاستقرار النفسي وهذه خسارة عظيمة للانسان اذا ان خسارة الانسان لقواه النفسية لا يمكن تعويضه.
ثاني الانعاكسات السلبية للخلافات الزوجية على الابناء هو تدني التحصيل الدراسي، اذ تنخفض قدرات الطفل على التحصيل الدراسي في المدرسة والتحصيل المعرفي بشكل عام سواء في المدرسة أو في البيت أو بين الأصدقاء بشكل تدريجي، كما ويفقد الطفل رغبته في التطور ويعيش في الحياة هامشي غير مؤثر، كل ذلك يحصل بسبب المناخ الاسري الغير داعم والذي يجعل الطفل ويشعر بالخوف من استمرارية تلك المشاكل هذا يؤدي إلى أن تقلّ قدرته على التركيز، ويصبح مشتت الأفكار وبالتالي يفقد الكثير من المعلومات التي تتحول تدريجياً إلى تقصير دراسي علمي.
الانعكاس الثالث يمكن في ان الطفل نتيجة لمشاهدة التعامل القاسي بين والديه يميل الى ان يكون عدوانياً، ويحاول عكس الصورة التي في ذهنه على الاخرين فيقوم بالتهجم على الاخرين سواء اخوانه او زملاءه في المدرسة او الاطفال الذين معه بالشارع، لكونه فتح عينيه في بيئة تدعم العنف ومن الطبيعي ان يكون هو نتاج لهذه البيئة، وبذا يدخل في مشكلات وتناحرات عديدة قد يفقد بسببها حب الناس فيصبح منبوذ اجتماعياً وينطقع عن مجتمعه.
ورابع الانعكاسات على الابناء هي انهم حين يرون ان علاقاة آبائهم يسودها التشنج والتدهور المستمر والصراخ الذي يملئ اركان المنزل يفضلون الابتعاد عن الزواج وتكوين الاسر لئلا يرون هذه المشاهد المترسخة في اذهانهم تتكرر، فيحجمون عن الزواج ومن هنا تتعطل احدى اهم وظائف الانسان في الحياة، وبعد ان استعرضنا اهم الانعكاسات السلبية على الابناء حرياً بالاباء الانتباه الى خطورة الامر والسعي لحل المشكلات بهدوء ورورية تجنباً لهذه الاثار.