بسم الله الرحمن الرحیم
السلام علیك یا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك علیك مني سلام الله أبداً ما بقیت وبقي اللیل والنهار ولاجعله الله آخر العهد مني لزیارتكم السلام على الحسین وعلى علي بن الحسین وعلى أولاد الحسین وعلى أصحاب الحسین.
تتجسد مسیرة أربعین في مجد وعظمة ورفعة الثقافة والمعرفة الحسینیة والمهدویة (عج). إنها ثقافة فریدة من نوعها تحتضن في جوفها كل الخیرات والفضائل الأخلاقیة والإنسانیة.
بعد وفاتنا، تاركین تراب الأرض وراءنا
في قلوب الناس، حیث العاشقون، مأوى لنا.
مسیرة أربعین هي مثال على تجلیات المعرفة لأرواح العاشقین. الملائكة، كما البشر، تمشی على خطاهم الوفیّین والعاشقین والأحرار. تتلاطم لهجات التضحیة والإخلاص على وجوه الملائكة الأرضیة بحیث یبدو وكأنهم حسینیون قاموا من جدید لیسارعوا إلى معین مولاهم.
الروح على الأجسام هي كالسفینة على الأمواج، إنها تمرّد في القلوب ولحظة اللقاء قریبة، تسارع نحو المولى، مشوّقة ومذهولة، وبكل وجودها تنادي بصوت عالٍ: لبیك یا حسین، لبیك یا حسین، لبیك یا حسین…
إن هذه لیست مجرد حدث، بل هي لیست كلمات تكفي للقول. إنها أكبر من مجرد مسیرة، إنها رمز ومؤشرات واقعیة وقریبة من الحدوث لأمة وحضارة إسلامیة جدیدة، ومبشرة من جانب الله تعالى بانتهاء نوره في هذا العالم.
حفظكم الله، یدٌ باردة ومباركة، ما أجمل سعادتكم أیها الأثریاء الطاهرین، الكون یحسدكم ویغار منكم. التحیة لكم أیها الإخوة والأخوات وأحباء القلوب الإیرانیین والعراقیین، بوركتم، تحیة لأقدامكم تلك التي تعیشون حیاة حسینیة وتضیفون منازلكم لمحبي حسین.
یعرب مجلس الثقافة العامة للدولة عن تقدیره للجهود الدؤوبة والتضحیات اللا متناهیة لأحبائهم الكرام، ویعرب عن امتنانه للحكومة وبالأخص للشعب العراقي العظیم والكریم الذي كان مضیافاً عظیماً في هذا الحدث الكبیر بكل وجدانیته وعشقه.
كما یعرب عن شكره الجزیل لجهود الدولة والأجهزة والهیئات التنفیذیة والثقافیة والأمنیة والشرطیة في جمهوریة إیران الإسلامیة، ویثمن جهود الجمعیات وحملات المواكب في خلق هذه الحماسة العظیمة.
