ونفذ المستوطنون في باحات المسجد جولات استفزازية، ضد المصلين والموجودين في داخل المسجد. ومنهم من كان يرتدي “الجلباب الكهنوتي” الأبيض.
ونشر ناشطون على مواقع التواصل مقاطع فيديو لاقتحام المستوطنين للمسجد، مشيرين إلى أنّ الاقتحامات تمت بقيادة عضو الكنيست السابق، يهودا غليك.
وأفادت مصادر محلية، بأنّ قوات الاحتلال فرضت إجراءات مشددة في محيط الأقصى، وأعاقت وصول المصلين إليه، ودخول المواطنين وطلبة المدارس إلى باحاته، وأجرت تدقيقاً في هوياتهم وحقائبهم المدرسية.
وأشارت المصادر إلى أنّ قوات الاحتلال انتشرت في أحياء وبلدات المدينة المقدسة، ومنعت دخول من تقلّ أعمارهم عن 50 عاماً.
وتعمل قوات الاحتلال، على إفراغ ساحات المسجد الأقصى من المصلين المسلمين، ووفق المصادر المحلية، فقد تمّ إخراج عشرات الأشخاص من داخله، لتأمين اقتحام المستوطنين، بحسب ما أفادت به دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.
وفي السياق، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، شابين من باحات الأقصى، ونقلتهما إلى جهة مجهولة.
*اقتحام المسجد يُمثّل استمرارًا للعدوان
وتأتي هذه الإجراءات القمعية، بالتزامن مع بدء “الأعياد اليهودية”، حيث تعمد شرطة الاحتلال إلى تسهيل وصول المستوطنين إلى باحات المسجد، وتعرقل وتمنع دخول المسلمين إليه.
وكان نشطاء مقدسيون ومرابطون مبعدون عن المسجد الأقصى، دعا، إلى الحشد وشدّ الرحال نحو المسجد الأقصى، والتصدّي لاقتحامات المستوطنين خلال أعيادهم التي تبدأ الأحد.
في السياق شددت حركة “حماس” و”الجبهة الشعبية”، الأحد، على أن تصاعد الاعتداءات والانتهاكات في القدس والمسجد الأقصى المبارك “لن يُثني الشعب الفلسطيني عن مواصلة خوض معركته اليومية”.
وقال الناطق باسم حركة “حماس” عن مدينة القدس، محمد حمادة، إنّ اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، تُمثّل استمرارًا للعدوان على المسجد، مشددًا أن الشعب لن يتركه وحيدًا.
وأوضح حمادة في بيانٍ أنّ الاحتلال يريد من خلال الاقتحامات وتغوله على المسجد الأقصى، انتزاع صورة انتصار له في القدس.
وشدد أنّ الشعب الفلسطيني “لن يترك الأقصى وحيدًا، والاعتداءات عليه، إن تكررت وزادت وتيرتها لا يمكن بحال من الأحوال أن تصبح عادة وطبيعية”.
*تداعياتٍ خطيرة جدًا على الاحتلال
من جانبها، صرحت “الشعبية” في بيان لها، بأن استمرار استهداف مدينة القدس والمسجد الأقصى “سيؤدي إلى تداعياتٍ خطيرة جدًا على الاحتلال”.
وقالت إن الحرب المسعورة التي يشنّها العدو (الإسرائيلي) بحق القدس أصبحت مهمّة وأجندة رئيسيّة على جدول أعمال حكومة القتلة والفاشيين العنصرية بزعامة نتنياهو، سموتريتش، وإيتمار بن غفير.
وأردفت: “هذه الاعتداءات والاستفزازات، وتصاعد الهجمة ضد شعبنا في عموم الأرض المحتلة، لن تثني شعبنا عن خوض معركته اليوميّة”.
ونبهت “الشعبية” إلى أن اقتحام الأقصى اليوم “يتم بدعمٍ وضوءٍ أخضر واضح من حكومة العدو التي تسعى إلى تحويل الصراع إلى معركةٍ دينية”.
بدوره حذر عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الإسلامي، د. أحمد المدلل، الأحد، من أن خيارات الرد على الاقتحامات والاعتداءات المتصاعدة فيما يسمى بـ” الأعياد اليهودية” ضد المسجد الأقصى المبارك والمصلين والمقدسيين، مفتوحة، مؤكدًا أن الأقصى على مدار العقود الماضية يُعد “صاعق التفجير”.
*إعلان حرب على الفلسطينيين
ووفقا لوكالة “فلسطين اليوم” قال المدلل: “إن ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين في الأقصى والقدس، هو إعلان حرب على الفلسطينيين خاصة، والمسلمين جميعًا”، مشدّدًا على أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن واجبهم في مواجهة العدوان الصهيوني.
وأضاف القيادي في الجهاد: “لا تزال ساعة البهاء حاضرة ألا هذه اللحظة، والرد على اقتحامات الأقصى والبلدات المحيطة مفتوح، إذا استمرت الاقتحامات والاعتداءات بوتيرة عالية”، محملاً سُلطة الاحتلال ما ستؤول عليه في الأيام المقبلة جراء الاقتحامات.
وتابع: أن “هذه الاعتداءات الصهيونية لا يمكن لها أن تغير من مكانة المسجد وإسلاميته”، موضحًا، أن الاحتلال يُريد تغيير الواقع الإسلامي في المسجد في إطار سياسة التقسيم الزماني والمكاني القريبة والبعيدة المدى، لتدميره، لإقامة “الهيكل الثالث” المزعوم.
*قوات العدو تحول الأقصى لثكنة عسكرية
من جهته أكد خطيب المسجد الأقصى المبارك ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري، الأحد، أن قوات العدو الصهيوني حوّلت باحات المسجد الأقصى المبارك إلى ثكنة عسكرية، لتأمين اقتحامات مئات المستوطنين المتطرفين لباحاته تزامناً مع ما يُسمى بـ “الأعياد اليهودية”، داعياً الجميع لشد الرحال إليه وحمايته.
وبيّن الشيخ صبري، وفقا لوكالة “فلسطين اليوم” أنّ مئات المستوطنين بدأوا باقتحام ساحات المسجد الأقصى، على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوساً تلمودية، بحماية مشددة من جنود العدو، وسط طرد للمصلين والمرابطين من المكان المقدس.
وأشار إلى أن جرائم وإجراءات العدو وقطعان مستوطنيه بحق المسجد الأقصى ليست جديدة، وإنما يواصلوا اقتحامه بكل الأوقات، لكنّهم يستغلوا “الأعياد” لتكثيف تدنيس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين تحت تهديد السلاح، معبراً عن رفضه واستنكاره لتلك الجرائم المنظمة.
وشدد على أن اقتحامات الأقصى وتدنيسه بالأعداد الكبيرة لن تكسبهم أي حق في المسجد المبارك، داعياً المقدسيين والفلسطينيين على وجه العموم بالرحال والتصدي للأقصى وحمايته من قوات العدو ومستوطنيه.
*اعتداءات للمستوطنين في الخليل
من جانب آخر أصيب شاب بجروح، في هجوم نفّذه مستوطنون على الفلسطينيين ومنازلهم، في حي تل الرميدة وسط مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة.
واعتدى مستوطنون بحماية قوات الاحتلال على الشاب، عبد الله راغب أبو عيشة، وطعنوه بسكين في ظهره.
ووصفت إصابة الشاب بالمتوسطة، وتلقّى علاجه في المكان.
واعتدى المستوطنون على المواطنيين الفلسطينيين ومنازلهم، بالرشق بالحجارة والزجاجات الفارغة، ما أدى إلى تحطيم عدد من نوافذ المنازل لعائلات، أبو مرخية، أبو شمسية، غانم، دعيس، الحداد، أبو هيكل، وأبو عيشة، وغيرها، قرب مستوطنة “رماتي شاي” المقامة على أراضي المواطنين وممتلكاتهم في تل الرميدة.
د.ح