للوقوف بوجه مصادرته من قبل دول اخرى

التراث غير المادي لإيران على طاولة اليونسكو للتسجيل العالمي

كانت قضية «لیلة يلدا» إحدى القضايا التي تم تأجيلها، ولكن في ديسمبر 2014، ولأول مرة

2022-12-12

الوفاق

الاجتماع السابع عشر للجنة الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي لليونسكو بدأ من 27 نومبر ويستمر لغاية اليوم السبت 3 ديسمبر، في مدينة الرباط المغربية، ليتم مراجعة المقررات والتصويت عليها.

وأوضح علي دارايي، نائب وزير التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية، عن هذه الحالات: في هذه الدورة، هناك 6 حالات مثل فن التطريز التركماني، والعزف على العود، وتربية دودة القز، والإنتاج التقليدي لنسيج الحرير ، وتقاليد ليلة يلدا. ومهرجان مهرغان والمهارة التقليدية لصنع موسيقى الربابة من بلادنا يتم تقييمها للتسجيل في قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

في حين أخذ الإيرانيون ستة ملفات إلى طاولة اليونسكو للتسجيل العالمي، إن بعض الملفات المرسلة من دول أخرى تعتبر تهديداً لتسجيل التراث الإيراني. على سبيل المثال، «ثقافة بهلوانليق: ألعاب الزورخانه والرياضة والمصارعة» التي اقترحتها جمهورية أذربيجان على الصعيد الوطني، أو روايات ملانصرالدين وحالات أخرى تم اقتراحها..

لم تكن جمهورية أذربيجان راضية عن هذا الموضوع، وأرسلت هذا العام ملفاً محدداً آخر إلى اليونسكو من أجل تسجيل طقوس الزورخانة، التي سبق أن سجلتها إيران في العالم، باسم بلدها. على الرغم من حقيقة أن هذا البلد ينشر هذا العدد على موقعه على الإنترنت (يونسكو) منذ عام، لم تعترض الحكومة الإيرانية فقط على هذه القضية، ولكن الآن هناك أيضاً تهديد بتسجيل طقوس الزورخانه باسم جمهورية أذربيجان. يعتقد الخبراء أن جمهورية أذربيجان ليس لها الحق في القيام بذلك، ونظراً لأن اليونسكو لا تتابع في هذا المجال، فإنهم ينفذون أي حالة يتم الإعلان عنها دون التحقق من السجل السابق.

 الملفات المقترحة تتدفق من دول مختلفة

بما انه نحن الان في شهر نوفمبر عقد اجتماع للجنة المشتركة بين الدول لحماية التراث غير المادي في إحدى الدول، وتتدفق الملفات المقترحة من دول مختلفة لفحصها وتحديد أي منها قد سرق التفوق من الأخرى وأن يتم تسجيله في قائمة اليونسكو العالمية. هذه المرة، انعقد الاجتماع السابع عشر لهذه اللجنة، والذي تستضيفه مدينة الرباط في المغرب، وقد تم تقديم 46 ملفا إما على شكل حصص وطنية أو كملفات متعددة الجنسيات بشكل مشترك من قبل دولتين أو أكثر. إيران حاضرة في هذا الاجتماع بـ 6 ملفات مشتركة مع دول أخرى وستجري دراسة ملفات «مهرجان مهرغان» و«فن صنع وعزف العود» و«مراسم ليلة يلدا» و«فن التطريز التركماني» و«تربية دودة الحرير» و«الإنتاج التقليدي لنسيج الحرير » و«الفنون التقليدية لصناعة الربابة».

قبل ذلك، تم تسجيل 17 تراثاً ثقافياً غير ملموس مثل النوروز، والموسيقى الإيرانية، والتعزية، وموسيقى خراسان، ومهارات نسج السجاد اليدوي القشقايي، ومهارات حياكة سجاد كاشان، ومهارات الملاحة البحرية التقليدية، وطقوس الزورخانة، وما إلى ذلك، في  قائمة التراث العالمي اليونسكو.

إحالة عدة ملفات لليونسكو

وكانت إيران قد أرسلت في وقت سابق ملفات «مهارات صنع العود والعزف» و«مراسم ليلة يلدا» و«مهرجان مهرغان» إلى اليونسكو، لكن تقرر مراجعتها في الفترات المقبلة.

وبخصوص أسباب إحالة القضايا، يقول الخبراء إن قضية «مهارات صنع العود ومهارات العزف» التي أعدت بالاشتراك مع الدولة السورية، كانت موضع غموض بالنسبة للجنة التقييم العالمية، بما في ذلك حقيقة ما يقال إن الدول العربية الأخرى التي ينتشر فيها العود، لم يتم تضمينها. لذلك، لم يحصل على تصويت مؤيد في ذلك الاجتماع. وكان من المتوقع أن يتم إدراج العود، مثل الكمان، في قائمة اليونسكو للتراث غير الملموس. ومع ذلك، أعيد تسليم هذا الملف إلى اليونسكو بعد تعديله من قبل سوريا وبمشاركة إيران.

وفيما يتعلق بقضية «مهرجان مهرغان» لم يكن الوضع أفضل من ذلك. يعتقد خبراء اليونسكو أن هذا الاحتفال في طاجيكستان أكثر ديناميكية واتساعاً مما هو عليه، لذلك تم تعديل هذا الملف من قبل طاجيكستان بمشاركة إيران وعرضه مرة أخرى على اليونسكو.

ومع ذلك، كانت قضية «لیلة يلدا» إحدى القضايا التي تم تأجيلها، ولكن في ديسمبر 2014، ولأول مرة، تم تسجيل التراث غير المادي لليلة يلدا كأطول ليلة في العام على الصفحة الخاصة لمشاركة قضايا اليونسكو متعددة الجنسيات.

في العام التالي، أكملت إيران الاستمارة ذات الصلة للتسجيل العالمي لـ (ليلة يلدا)، إذ لم تنضم أي دولة إلى هذه الحالة حتى ذلك الحين. في نوفمبر 2019، أعلن محمد حسن طالبيان، نائب وزارة التراث الثقافي في ذلك الوقت، أن إيران ستقدم حدث ليلة يلدا لليونسكو، لكن لم تكن هناك استجابة في ذلك العام أيضاً. في عام 2021 أيضاً، أعلن مصطفى بورعلي، المدير العام لمكتب تسجيل القطع الأثرية والحفاظ على التراث الروحي والطبيعي وترميمه، عن تقديم الملف في الاجتماع السادس عشر للجنة الحكومية الدولية لحماية التراث الثقافي غير المادي. في هذا الاجتماع الذي عقد على الإنترنت بسبب وباء كورونا، لم يُسمح لأحد بالحضور وتم تسجيل فن الخط فقط في العالم. الآن وصلنا شهر نوفمبر مرة أخرى، وموضوع التسجيل العالمي لموضوع يلدا هذا العام، سيعرض بشكل مشترك من قبل أفغانستان بالتعاون مع إيران.

 ملف متعددة الجنسيات فرصة للتسجيل العالمي

من بين الملفات الأخرى التي يتم وضعها على مكتب اليونسكو؛ ملف متعددة الجنسيات «تربية دودة القز والإنتاج التقليدي لنسيج الحرير» . تشارك في هذه القضية سبع دول هي إيران وأفغانستان وجمهورية أذربيجان وتركيا وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان. يعتقد الخبراء أن هذا الملف فرصة كبيرة للتسجيل من قبل اليونسكو في اجتماع هذا العام.

ملف فن «التطريز التركماني» هو احد من هذه الملفات التي تم إرسالها إلى اليونسكو، وتم تدوينه بالتعاون مع دولة تركمانستان. هذا الفن هو أحد الفنون الشعبية لشعوب التركمان والبلوش، ويعود تاريخه لدورات مختلفة في إيران، واشتهر في فترتي أفشار وزند ووصل إلى ذروته في فترة القاجار.

ملف «المهارة التقليدية في صنع وعزف الرباب» هو الملف السادس المقدم إلى اليونسكو، والذي تم تدوینه بالتعاون بين طاجيكستان وأوزبكستان. الربابة هي إحدى الآلات الموسيقية الإيرانية القديمة، التي نشأت في أرض خراسان خلال حقبة ما بعد الإسلام في إيران. كما أن آلة الربابة الرنانة والشعبية موجودة في سيستان وبلوشستان وأفغانستان في الماضي. تلعب هذه الآلة الوترية دوراً كبيراً في سرد ​​الأساطير والروايات المحلية للدول المذكورة. تستخدم الربابة على نطاق واسع في التجمعات السعيدة والحزينة. ومن أشهر الموسيقيين لهذه الآلة في أفغانستان رحيم خوش نواز، وبيجن كامكار في إيران.

نحن الآن في أيام انعقاد الاجتماع السابع عشر للجنة التراث غير المادي لليونسكو، وتحاول البلدان النجاح في تسجيل عناصر التراث غير المادي لبلدهم في قائمة اليونسكو. كما أعلنت اليونسكو أنه لا يمكن تقديم كل ملف وطني إلا مرة واحدة کل عام ونصف، لكن الملفات المشتركة، التي يتم تجميعها بشكل مشترك بسبب أوجه التشابه الثقافي بين البلدان والمسجلة كملفات متعددة الجنسيات، ليس لها حد زمني.