باستشهاد الحاج قاسم فقدت إبني من جديد

من هي الحاجة أهوازيان؟

عندما سمعت خبر استشهاد الحاج قاسم كان الأمر وكأنني فقدت علياً مرة أخرى، فلما استشهد علي، كأنه أخذ قطعة مني معه، کما أخذ الحاج قاسم قطعةً أخرى من كياني باستشهاده، كان الحاج قاسم شيئاً آخر، كل الشهداء طيبون، ولکن قاسم کان إبني

2023-09-18

الأم الصابرة والحنونة للشهید اللواء علي هاشمي المعروف “بلواء الهور”، بعد سنوات طويلة من الفراق والبعد عن ابنها الشهيد، فارقت الحیاة، وسارعت للقاء ولدها الشهید.

الحاجة زكية أهوازيان الملقبة بـأم علي، الوالدة الحنونة و الصبور، للشهيد  القائد علي هاشمي، رقدت في الأيام الأخيرة من عمرها في مستشفى أمير المؤمنين (علیه السلام) في أهواز وبقيت تحت رعاية الأطباء لعدة أيام، لكنها لم تستطع تحمل بُعد إبنها، وعلی أعتاب ذكرى استشهاد السیدة رقية (سلام الله علیها) ذهبت لزيارة إبنها الشهید القائد “علي هاشمي.

وكانت والدة الشهيد اللواء علي هاشمي قد ودعت ابنها في عام 1988، لكنها ظلت لسنوات عدیدة تنتظر عودة جثمانه، إلى أن تلقت بعد 22 عاماً خبر التعرف عليه، وحملت ولدها بين ذراعيها في العام 2010م

ونستطیع القول أننا الیوم ننعي أماً، مثل السیدة فاطمة الزهراء(ع) و السیدة زينب (ع)، إذ وهبت سنوات حياتها الثمينة لحراسة مدرسة الإسلام والشيعة والدفاع عن قیم ومبادئ الثورة الاسلامیة.

الحاجة “أهوازيان” كانت إحدى الأمهات اللواتي أخذن من السیدة زینب (س) قدوة، حیث تربّی وترعرع في حضنها بطلاً باسم اللواء القائد الشهيد علي هاشمي، وتُعد أم اللواء علي هاشمي إمرأةً مثالیةً وقدوةً لنساء هذا البلد.

كان الفريق الشهيد الحاج قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع لحرس الثورة الاسلامیة، يزور والدة اللواء الشهيد علي هاشمي منذ فترة الدفاع المقدس بشكلٍ دائم، ويخاطبها منادياً إياها  “الأم”.

 

أنا أم شهيدين؛علي هاشمي وقاسم سليماني/ باستشهاد الحاج قاسم فقدت علي من جديد

والدة اللواء الشهيد علي هاشمي كانت تردد دائماً: “أنا أم شهيدين؛ الحاج علي والحاج قاسم؛ عسى أن تُعمى عيناي من الحزن لعدم رؤيتهما”.. والآن نوّر الله عیناها بلقاء أولادها.

النص التالي هو جزء من محادثة تم نشرها أخیراً مع الفقیدة الحاجة “أهوازیان”، تتعلق بالعلاقة بين الحاج قاسم سليماني والشهيد علي الهاشمي، وكذلك تأكيد الحاج قاسم على لقاء والدة هذا الشهيد، بعد استشهاد ولدها.

والدة الشهيد علي هاشمي كانت تقول دائماً: “أنا أم شهيدين؛ الحاج علي والحاج قاسم؛ عسى أن تعمى عيناي من الحزن لعدم رؤيتهما…” هذه المرأة الشجاعة والصابرة كانت والدة القائد الذي عندما سألوا الحاج القائد قاسم سليماني: هل كنت جندياً للشهید علي هاشمي في الحرب المفروضة ؟ فأجاب بحزم: لا! وبعد برهة قال: “كنت جندي مجید سيلاوي، ومجید سيلاوي کان جندي علي هاشمي”. لم یکن بسهولة أن تکون جندیاً للشهید علي هاشمي. ولفترة طويلة ارتبط اسم والدة الشهيد علي هاشمي باسم الحاج قاسم سليماني؛ ارتباطاً وثیقاً، وحتى الشهادة لم تتمكن من تعكير صفو هذه العلاقة وإضعافها.

تقول والدة الشهيد علي الهاشمي:” عندما استشهد الحاج علي؛ سقط العالم أمام عيني. عندما یأتي الحاج قاسم إلى منزلنا، كان الأمر كأنني أری علياً، وأعود إلى الحياة مرةً أخری. لقد کنت أقول دائماً أن الحاج قاسم هو ابني. ولیس هناک فرق بینه و بین علي، عندما كان يأتي الحاج قاسم إلى أهواز، كان يقول: “يجب أن أذهب إلى منزل والدة الشهيد علي هاشمي وأن يكون إفطاري مع أمي (یُمّا)”. وعندما أفتح الباب، كان ينادي لي: یُمّا..یُمّا..یُمّا…. ولمّا یصل إلى باب الغرفة، کان یرفع يديه إلى السماء بالدعاء ویقول: “الحمد لله، لقد رأيتك یا أمي.”… منذ أن كان علياً علی قید الحياة إلى ما بعد استشهاده، لم يغادر الحاج قاسم هذا البيت أبداً…كنت أقول له: “علی عیني یماه”، وکنت أضع له مائدة الطعام مثل إبني علي، والله یعلم لم أفرق بين الحاج قاسم والحاج علي.

الألم الذي تركه استشهاد لواء القلوب في قلب هذه الأم؛ لم يكن أقل مرارةً من استشهاد “لواء الهور”، وتقول عن استشهاده:” عندما سمعت خبر استشهاد الحاج قاسم كان الأمر وكأنني فقدت علياً مرة أخرى، فلما استشهد علي، كأنه أخذ قطعة مني معه، کما أخذ الحاج قاسم قطعةً أخرى من كياني باستشهاده، كان الحاج قاسم شيئاً آخر، كل الشهداء طيبون، ولکن قاسم کان إبني. عندما کنت أراه، کأنني رأيت الحاج علي، ولمّا یأتي الحاج قاسم، کأنما یجلب معه رائحة علي. كنت أقول للجميع “أنا أم شهيدين؛ الحاج علي والحاج قاسم؛ عسى أن تعمى عيناي من الحزن لعدم رؤيتهما”. والآن نوّر الله عیناها بلقاء أولادها.

المصدر: الوفاق