حقوق المرأة نحوَ المجتمع الذي تعيش فيه

2023-09-19

للمرأة حقوق على مجتمعها، يجب استيفاؤها. ونقصد بالمجتمعُ ما يشتمل عليه من ناسٍ يعيشون معًا في منطقة بعينها، بما يجمعُ بينهم من علائقَ فكريَّةٍ وثقافيَّةٍ واقتصاديَّةٍ ووحدويَّةٍ، وبما في هذا المجتمع من قيمٍ، وبما يتَّجه إليه من اشتمالٍ على كافَّةِ الأشكال التَّنظيميَّة التي تكفل له الاستمرار في الحياة الملائمة للإنسان.

على المجتمع حقوقٌ للمرأةِ، لا يستطيع أن يتجاهل منها شيئًا، ولو فعل فإنَّه -قبل أن يسيءَ إلى المرأةِ- يكون قد أساءَ إلى نفسه؛ في حاضرهِ بشيوعِ الرَّذائل والجرائم، وفي مستقبله بالضَّلال والضَّياع والعجزِ عن ممّارسة حياةٍ كريمةٍ. وإنَّ حقوق المرأة على المجتمع لكثيرةٌ، نذكر منها ما نراه ذا أهميّة وأولويّة.

حق صيانتها من النظر

صيانةُ المرأة من النَّظر أبعد من نظر العفو، أيْ لا ينبغي أن ينظر أحدٌ إليها ذلك النَّظر المتتَّبع الذي يحرج الحرائرَ من النِّساء -ويرضى صاحبات الأهواء-. فقدْ طالبَ الإسلامُ المؤمنين بأن يغضُّوا أبصارهم عن النِّساء خصوصًا، وعن كلِّ ما حرّم الله عمومًا. قال الله تعالى: ﴿قل للمؤمنين يغضّوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم والله خبير بما يصنعون﴾.

ومن حقّ المرأة على المجتمع؛ أن يتناهى أفراد المجتمع ونظمه وأعرافه عن المنكر. وذلك أن المنكر إنما سُمِّي بذلك لأنَّ العقول الصَّحيحة تحكم بقبحه، أو تتوقَّف في ذلك؛ فتحكم بقبحه الشَّريعة السّمحة. إنّ المنكر هو الميدان الرّحب الذي يجوب فيه الشِّيطان فيزيِّنُ الباطل والهوى.

حقوق المرأة نحوَ المجتمع الذي تعيش فيه

ومن حقّ المرأة على المجتمع أن يتواصى أفرادُه جميعًا بوجوبِ حفظِ فروجهم إلَّا على أزواجهم أو ما ملكَتْ أيمانُهم. وحفظُ الفرجِ ليس هوَ ترك الزنا وحدَه، وإنَّما هو تركُ الزِّنا ودواعيه ومثيراته؛ فليس للرَّجلِ المسلم أن يظهرَ من عورتهِ شيئًا لمن لا يحلُّ لها ذلك: من زوجةٍ أو ملك يمينٍ.

حق احترام الشعور العام

ومن حقّ المرأةِ على المجتمع، أن يُلزَمَ النَّاس باحترام الشُّعور العامِّ في المجتمعِ. ومعنى ذلك أن تمتنع كلُّ صور الاستهتار التي تتفشَّى بين النَّاس اليوم وبين الشَّباب على وجهٍ خاصٍّ؛ كالتَّعاملِ بألفاظٍ خادشةٍ للحياء، وارتداءِ الملابس غير اللائقة بالرِّجالِ؛ كالملابس الحريريَّة والمنقوشةِ والملَّونة والضيّقةِ والشَّفَّافة، وتخنُّثِ بعض الشَّبابِ وتشبُّههم بالنّساءِ في الملبسِ أو المشيِ أو الكلامِ.