المدينة الأمريكية الوحيدة التي تحمل اسم أحد الأبطال العرب.. ما هي علاقة “القادر” في ولاية أيوا برمز المقاومة الجزائرية؟

هناك ما يقارب من 20 ألف مدينة على الأقل في الولايات المتحدة، ولكن مدينة “القادر” في ولاية أيوا قد تكون المدينة الوحيدة في أمريكا التي تحمل اسم بطل عربي مسلم.

2023-09-25

كان الأمير عبد القادر بطلاً جزائرياً شاباً حارب الفرنسيين الغزاة لما يقرب من 20 عاماً في منتصف القرن التاسع عشر مما يثير التساؤل عن كيفية حصول بلدة صغيرة في الركن الشمالي الشرقي من ولاية أيوا على اسم مثل القادر، وهو الاسم الذي يمكن أن يتسبب في طردك من الطائرة في فترة ما بعد أحداث 11 سبتمبر، وفي حقبة ما بعد ترامب؟ وفقاً لأحمد ثروت، وهو مقدم ومنتج في التلفزيون العربي- الأمريكي.

 

وبدأت قصة مدينة القادر الريفية في عام 1845 عندما كان المستوطن البريطاني تيموثي ديفيس يبحث عن موقع لمستوطنة جديدة على طول نهر تركيا، وكان ديفيس قد علم بقصة الأمير عبد القادر من إحدى الصحف الأمريكية المتعاطفة مع الثورة الجزائرية ضد الحكم الاستعماري. لذلك أطلق ديفيس على مدينته الجديدة اسم القادر.

 

وبعد مرور أكثر من 170 عامًا (الشهر الماضي)، كشف مهرجان “الفن في الحديقة”، وهو مهرجان فني سنوي بمدينة القادر، لأول مرة عن منحوتة الأمير عبد القادر. وبينما يقوم بعض الأمريكيين بتحطيم التماثيل التاريخية القديمة بسبب التاريخ العنصري المظلم، هنا في “القادر” بولاية أيوا، قاموا للتو بنصب تمثال لبطل مسلم لإنسانيته وتسامحه.

 

وبحسب ما ورد في مقال لثروت نشرته صحيفة ” ستار تربيون” فقد أقيم المهرجان في حديقة المؤسس على ضفاف نهر تركيا في وسط مدينة القادر التاريخية.

 

وللوصول إلى بلدة “القادر”، عليك قيادة السيارة لساعات عبر حقول الذرة، وستلاحظ هناك عدم وجود سيارات للشرطة أو إشارات ضوئية.

 

وقال جوش بوب، عمدة مدينة القادر: “شخصية مدينتنا تمثل ما يمثله الأمير عبد القادر: التسامح واللطف والإنسانية”.

 

وأضاف “نحن بلدة صغيرة من الناس البسطاء”. “نحن نحب أرضنا وحريتنا، وليس لدينا صراع بين الأعراق الذي قد تجده في المدن الكبرى مثل نيويورك وشيكاغو.”

 

وقد زار عمدة “القادر” مدينة عسكر في الجزائر، وهي المدينة التؤام للبلدة الأمريكية عدة مرات، وقد تم الترحيب به في كل مكان من قبل كبار الشخصيات مع المواكب والملصقات، وبحسب ما ورد، تم نشر صورته في الشوارع مع صور الرئيس الجزائري.

 

ولدى سؤال العمدة بوب عما إذا إذا كان أهل “القادر” يعرفون القصة وراء اسم مدينتهم، أجاب “بالطبع يفعلون”. “ليس لديك اسم مثل القادر ولا تعرف الأمير”.

 

وقال ثروت إنه سأل بوب عما إذا كان هناك أي مسلم يعيش في البلدة، ليجيب” نعم، ولكنه غير ملتزم، ولهذا لا يوجد أي مسجد في البلدة” على الرغم من أن مدينة سيدار رابيدز، بولاية أيوا، لديها أقدم مسجد في الولايات المتحدة، الذي تم الانتهاء منه في عام 1934.

 

وقالت كاثي جارمس، مديرة مؤسسة مشروع القادر التعليمي، التي عاشت طوال حياتها في “القادر” إنها تحب الحديث عن رحلاتها إلى منطقة معسكر (الجزائر) ، حيث ولد البطل المسلم.

 

وأوضحت أنها عوملت كأميرة عندما التقت بالسفير الجزائري، وأضافت “لقد فرشوا لي السجادة الحمراء وبقيت في قصر، مع وجبات فخمة وزيارات خاصة”.

 

وتحدثت جارمس عن شغفها بسرد قصص القادر والحفاظ عليها، وتحديداً لدى الجيل الجديد. وفي متحف بيت القادر، تم عرض مجموعة من الفساتين والأزياء والمصنوعات اليدوية الجزائرية التي تم جلبها من الجزائر، وعندما سئُلت عن سبب اهتمامها بكل هذا، أوضحت: “قرأت كتاب جون كيسر، أمير المؤمنين”.

 

ولم يكن الأمير عبد القادر، الذي حارب الاستعمار الفرنسي في منتصف القرن التاسع عشر، معروفًا كمناضل من أجل الحرية فحسب، بل أيضًا بأعماله العلمية الإسلامية وإنسانيته في التعامل مع أعدائه وإنقاذ آلاف المسيحيين خلال الحرب الأهلية في دمشق. وقد أكسبته شجاعة الأمير شهرة عالمية، وقد أشاد به الرئيس الأمريكي أبراهام لنكولن.