كيف غدت وزارة الأمن كابوساً للأعداء؟

في سبتمبر من هذا العام تمكّنت أجهزة الإستخبارات من كشف أعضاء شبكة تنظيم أعمال الشغب وتوجيه ضربات لهم.

2023-09-26

الوفاق- نستطيع أن نقول دون أي تردّد: أن العام الإيراني المنصرم (1401) عام فشل الأعداء، عام تلاشي مُخططاتهم الخبيثة إزاء الشعب الايراني. العام الذي سعت فيه جميع التيارات المعادية للثورة الإسلامية بما في ذلك فئات المنافقين والانفصاليين ومُريدي الملكية المخلوعة والبائسة وغيرهم، بالتحالف مع بعضها البعض والاستخدام المكثف لأدوات الإعلام وخداع الشباب، إلى زعزعة أمن ايران، مُخططات لم تر النور أبداً نظراً ليقظة الأجهزة الاستخباراتية فضلاً عن الوعي العالي للشعب، وهو العام الذي كان من المفترض وفقاً لحسابات الأعداء الخاطئة أن تُهزم فيه الجمهورية الإسلامية، إلاّ أن أعداءها مُنيوا بهزيمة نكراء ما تزال تبعاتها جليّة على الأعداء حتى اليوم، الأمر الذي أثار حنق وغضب أمريكا وربيبها الكيان الصهيوني.

وسنستعرض لكم أيها القرّاء الأعزاء بعض النجاحات والمنجزات المنشورة من قبل وزارة الأمن في الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي لعبت دوراً محورياً لا مثيل له في وأدة الفتنة والحفاظ على الأمن والسلام في البلاد:

*تحييد 30 انفجاراً متزامناً في طهران

في آخر المنجزات المصيرية والمفصلية للجهات الأمنية المختصة في البلاد، كان اكتشاف وزارة الاستخبارات في الأيام الأخيرة مخططا لتنفيذ 30 تفجيرا إرهابيا متزامناً في المراكز المكتظة بالسكان في طهران، كان الهدف منه إثارة الفوضى في ذكرى أعمال الشغب العام الماضي. حيث ضبطت قوات الأمن مؤخراً العديد من القواعد الإرهابية في محافظات طهران والبرز وأذربيجان الغربية، وتم اعتقال 28 عضوًا من الشبكة الإرهابية المذكورة. وكانت هذه العناصر تابعة لتنظيم داعش الإرهابي، وبعضهم له تاريخ في مناصرة التكفيريين في سوريا أو التواجد في أفغانستان وباكستان وإقليم كردستان العراق، وكل ذلك بدعم من امريكا والصهاينة.

ومن الإجراءات الأخرى التي اتخذتها وزارة الاستخبارات والتي تناقلتها وسائل الإعلام في الأيام الأخيرة اكتشاف 400 قنبلة، خطط لها الإرهابيون، لتفجير 40 منها في تجمعات دينية. وفي هذا الصدد قالت الجهات الأمنية: “خلال هذه الفترة جمعنا نحو 400 قنبلة، ومن المٌخطّط لها أن تنفجر أكثر من 40 منها في المجالس خلال شهر محرم”.

*القبض على نحو 200 إرهابي

أعداء الشعب الإيراني حتى لا يتركوا أثراً لأنفسهم؛ باستخدام الإرهابيين المأجورين، كانوا يبحثون عن الاغتيالات العمياء وإستهداف المواطنين لخلق شعور بالخوف وانعدام الأمن في المجتمع، ومن ناحية أخرى، عن طريق زعزعة أمن البلاد (بسبب العلاقات الطيبة التي أقيمت مع دول أخرى)، إلاّ أن وزارة المخابرات باعتقالها الإرهابيين أحبطت مخططات الأعداء في تحقيق هذا الهدف أيضاً، إذ قال وزير الأمن إسماعيل الخطيب عن ذلك في وقت سابق: “تم القبض على نحو 200 إرهابي هذا العام، 20% منهم” في طهران، الإرهابيون الذين لا ينتمون إلى داعش وهم إرهابيون جدد من صناعة الغرب.

*إحباط عمليات تخريبية في مراكز حساسة

ومن أبعاد الحرب المُركّبة التي وقعت خلال العام الماضي، التخريب الذي شهدته المراكز الحساسة في البلاد، وهو ما حالت وزارة الأمن دون وقوعه. وقال أبو الفضل عمويي الناطق باسم لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإسلامي: بحسب التقرير المقدم، قامت أجهزة مخابرات العدو بعدة محاولات للحصول على معلومات والتسلل وتخريب مراكز حساسة ومهمة في البلاد، وتم تحييد معظم هذه الحالات بيقظة المؤسسات الأمنية.

ويتابع أنه بحسب مسؤولين في إدارة مكافحة التجسس، فإن ضرب الصناعات العسكرية والتسلل إلى المعاملات الاقتصادية بهدف خلق أزمة وتنظيم مثيري الشغب، هي من بين برامج الأجهزة المعادية التي تتعامل معها وزارة المخابرات.

*اعتقال الإرهابيين في قلب أوروبا

لم تقتصر مهمة وزارة الإستخبارات والأمن على ملاحقة المعادين للثورة الإسلامية داخل البلاد، إنما تجاوزت الحدود وتمكنت من تنفيذ عمليات ناجحة في إحباط ورصد الارهابيين في الدول الأخرى؛ وفي آخر عملية خارجية لوزارة الاستخبارات، والتي نقلتها وسائل الإعلام، تمكن هذا الجهاز الأمني ​​من اعتقال قادة التجمعات المناهضة لإيران في ألمانيا وأمريكا وبريطانيا، الذين لعبوا دورًا في الاضطرابات الأخيرة وقاموا بتنفيذها، وذلك عبر عمليات مُعقّدة ودقيقة. وكان الشيء اللافت للنظر هو الوقت المحدود الذي تم فيه القيام بذلك؛ يعني أقل من سنة! وهو ما يدل على وجود النخب الاستراتيجية ووجود بنى تحتية معلوماتية قوية عابرة للحدود.

*ضربة للإرهابيين في ألبانيا

كان شهر يونيو من هذا العام أيضاً شهر أسود للإرهابيين من زمرة المنافقين بعد أن اختاروا ألبانيا وكراً لهم. حيث هاجمت الشرطة الألبانية خلال العام الجاري مقرّ المنافقين. وقالت وزارة الداخلية الألبانية في بيان لها حول هذا الإجراء: إن عملية اليوم تم تنفيذها بما يتماشى مع تنفيذ القانون الخاص بشأن ملاحقة الفساد والجريمة المنظمة، وكذلك قرار المحكمة الخاصة المتعلقة بالفساد والجريمة المنظمة. إن الكشف عن الوجه الحقيقي للمنافقين وأعمالهم الإرهابية من قبل وزارة الأمن والمؤسسات الأمنية في بلادنا والمشاورات التي أجريت مع ألبانيا دفع حكومة هذا البلد إلى إجراء المزيد من التحقيقات فيما يتعلق بهذه المجموعة.

*تحديد الشركات التي تدعم المنافقين في كندا

بعد الضغوط الشاملة التي مارستها الحكومة والمحكمة الألبانية ضد جماعة المنافقين الإرهابية في هذا البلد ورفض الحكومة الفرنسية نقل جزء من المناقين إلى فرنسا، دفعت كبار قادة زمرة المنافقين إلى نقل عناصرهم ونشاطاتهم إلى كندا. ومن السياسات المهمة لهذا التنظيم الإرهابي، تأسيس جمعيات ومنظمات مجهولة ومخفية لتحقيق بعض الأهداف التنظيمية، وكذلك تأسيس شركات اقتصادية سرية دون أي أثر للانتماء للمنافقين، وتوفر هذه الشركات جزءا من التمويل المالي لزمرة المنافقين.  ووفق هذه السياسة فقد قام المنافقون في كندا بتأسيس العديد من المنظمات والجمعيات في السنوات الماضية تحت ستار الأعمال الخيرية والثقافة والرياضة، وهي في الحقيقة أذرع جذب لأعمال الزمرة في كندا.

*ضرب شبكة أعمال الشغب

وفي سبتمبر من هذا العام، تمكنت منظمة استخبارات الحرس الثوري ووزارة الاستخبارات من التعرف على عدد من أعضاء شبكة تنظيم أعمال الشغب وضربهم من خلال المتابعات الاستخباراتية المشتركة. وقد انخرط أعضاء هذه الشبكة، بدعم مالي من وزارة الخارجية الأمريكية، ومؤسسات رائدة مثل فريدم هاوس ومعهد اللاعنف من أجل الديمقراطية (NID)، وبإدارة أحد العناصر السياسية الأجنبية كانت تقوم في التشبيك بين النساء والتخطيط للعب دور في أعمال الشغب، من خلال عقد دورات افتراضية ومجانية للنساء ونشطاء المجتمع المدني لعناصر مدربة من داخل وخارج البلاد.

هذه المؤسسة التي عقدت آخر ورشة تدريبية لها في يوليو من هذا العام للناشطات في الخارج، على يد أحد الاعلاميين المعادين للثورة وايران في معهد سواز للتدريب الأمني ​​في بريطانيا، خططت لعقد دورات خلال العام الجاري من ثم اجتماع مكثف وسري بحضور مجموعة من الناشطين المدنيين والناشطات النسويات في الفضاء الالكتروني بهدف إعداد وتقديم أجندة لمثيري الشغب في الداخل الايراني، لإحياء أجواء التوتر والاضطراب.

*اعتقال عناصر من ما يسمى “جيش الشعب”

كما تمكّنت الجهات المختصة خلال الأشهر الأخيرة من اعتقال عناصر المجموعة الإرهابية المعروفة باسم “جيش الشعب” داخل البلاد من قبل استخبارات حرس الثورة الاسلامية، وتنشط مجموعة جيش الشعب الارهابية بقيادة شاهين لو (مغني الراب) في الفضاء الإلكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي، في تنظيم العناصر والخلايا الإرهابية داخل البلاد، وكانت تدعو لترديد شعارات وتأجيج الأجواء والإخلال بالأمن، كما دعا قادتها لإستخدام السلاح. وبعد التواصل مع هؤلاء الإرهابيين عبر الفضاء الإلكتروني، تم دعوة الشباب للقيام بأعمال مثل تسليم القنابل وتفجيرها في محطات الوقود والمتاجر وشبكات إمدادات الغاز والمكاتب الحكومية وغيرها، حتى المواد المتفجرة مثل القنابل و… كما تم تسليم الشخص المعني الذي تم اعتقاله من قبل الإستخبارات قبل التفجير.

 *اعتقال جواسيس بهائيين عملاء للصهاينة

ومن الإجراءات الأخرى التي اتخذتها وزارة الاستخبارات العام الماضي، اعتقال عدد من الأعضاء الأساسيين في حركة التجسس البهائية. ويرتبط المتهمون المعتقلون ارتباطا مباشرا بالمركز الصهيوني المعروف ببيت العدل الموجود في فلسطين المحتلة، وكان لديهم استراتيجية إحياء تنظيم الطائفة البهائية المنافقة في إيران. حيث تم تكليف هؤلاء الجواسيس بمهمة نشر التعاليم البهائية على نطاق واسع والتسلل إلى البيئات التعليمية، وخاصة رياض الأطفال في جميع أنحاء البلاد.

*ضربة للكيان الصهيوني

وكانت هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها وزير الأمن رسمياً في وسائل الإعلام الوطنية عندما قال: “إن العديد من حالات الانتحار التي ورد أنها حدثت في الكيان الصهيوني هي من فعل المقاومة؛ وهي نقطة ربما لم يتم ذكرها في مكان آخر. ترى يعلنون عن مسؤول معين أو ضابط معين….عدد حالات الانتحار زادت. هذه هي تصرفات الناس هناك.” وهذا الموضوع يوضّح قوة وزارة الأمن خارج الحدود وداخل الأراضي المحتلة. وكانت قناة “كان” الصهيونية قد أعلنت في وقت سابق عن انتحار عنصرين من جيش هذا الكيان، وبينهما ارتفع عدد المنتحرين في جيش هذا الكيان خلال الشهر الماضي إلى ثلاثة. علاوة على ذلك حققت وزارة الأمن بالتعاون والتنسيق مع وزارة الخارجية في المجال الخارجي عدة منجزات من خلال الإفراج عن سجناء ايرانيين تم اعتقالهم جورا في بعض الدول.

المصدر: الوفاق